وصفت الشرطة البريطانية تبعات حادثة انتحار مواطن يدعى "ايان لام - 46 عاما" بالمؤسفة إثر قيام مجموعة من الأشخاص يقارب عددهم الثلاثين بتحريضه على القفز من سور سطح مواقف سيارات بأحد المراكز التجارية بعد ساعتين من محاولات الشرطة التفاوض معه لمنعه من فعل ذلك. ووصف مفوض شرطة مدينة "تيلفورد" بمنطقة "شروبشاير" التي شهدت الحادثة ما وقع من المتجمهرين الذين لم تتمكن الشرطة من إبعادهم تماماً عن المكان بأنها تصرفات همجية ومرعبة بنفس الوقت لكونهم لم يساعدوا في منعه من الانتحار. وقال أحد شهود العيان -كان يراقب ما يحدث- من أحد المباني المقابلة إن "ايان" ظل لساعتين تقريباً وهو يهدد بالقفز لينتحر من أعلى المبنى الذي يصل ارتفاعه تقريباً لحوالي 20 متراً، بينما كان بعض من أفراد الشرطة يحاولون ثنيه عن ذلك إلا أن المتجمهرين أسفل المبنى كانوا بالعكس يصرخون له ليقفز لرغبتهم بتصوير الحادثة. وذكرت الشرطة في بيان لها انه في حال التعرف على المتجمهرين الذين كانوا من مختلف الأعمار والأجناس فإنه من الممكن عرضهم للمحاكمة وإخضاعهم للعقوبات بموجب النظام بتهمتي التحريض وتصوير الحادثة بهواتفهم المحمولة ونشرها على مواقع الإنترنت. وأضافت شاهدة عيان بعض التفاصيل لما رأته في يوم الحادثة قائلة بأن الوضع كان مأساوياً فعلاً حيث كان الرجل يهدد بالقفز لإنهاء حياته، وطوقت عناصر الشرطة المكان وحاولت إقناعه بأن لا يقدم على فعلته بينما كان حشد من 30 شخصاً ينادونه من أسفل المبنى بأن يقفز ويسرع بالأمر في تصرف أقل ما يوصف بأنه مثير للاشمئزاز ومستهجن إنسانياً. واعتذر مفوض الشرطة العام بالمدينة عن الحادثة المأساوية لعائلة "ايان" وخصوصاً زوجته وأطفاله وكرر اعتذاره عن عدم إبعادهم لمن كانوا يتفرجون على الواقعة أسفل المبنى لكونهم ربما من الأسباب الرئيسية لعدم تمكنهم من إنقاذ حياته وعجزهم عن مساعدته.
مشاركة :