واشنطن - يبدو أن التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وغيران في اتجاه إلى مزيد من التصعيد وربما المواجهة العسكرية بعد إسقاط طهران طائرة أميركية مسيرة في المجال الجوي الدولي. وتعليقا على الحادثة، ندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإسقاط طائرة استطلاع عسكرية أميركية مسيرة الخميس في المجال الجوي الدولي وفق ما أعلنت وانشطن. وقال ترامب في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي توتير "إيران ارتكبت خطأ جسيما!".وقال مراقبون إن الإدارة الأميركية حاليا بصدد دراسة الرد الأميركي المناسب على عدوانية إيران التي تجاوزت الخطوط الحمراء، ورجحت مصادر ذاتها إمكانية رد عسكري أميركي محتمل على أهداف إيرانية. وسبق أن أكد مسؤول أميركي إسقاط طائرة أميركية من دون طيار في المياه الدولية فوق مضيق هرمز. ونقل الصحفي العسكري لوكاس توملينسون، من شبكة "فوكس نيوز" الأميركية، في حسابه على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، عن المسؤول القول إنه تم إسقاط الطائرة بصاروخ سطح جو إيراني مساء الإربعاء فوق مضيق هرمز في المياه الدولية. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن الطائرة المسيرة من طراز إم.كيو-4سي ترايتون وتتبع البحرية الأميركية.وتقول شركة نورثروب جرومان المصنعة للطائرة المسيرة على موقعها الإلكتروني إن الطائرة ترايتون قادرة على التحليق لأكثر من 24 ساعة في الرحلة الواحدة على ارتفاع يزيد على 16 كيلومترا في نطاق 8200 ميل بحري. وكان الجيش الأميركي قد أكد منذ أيام محاولة من جانب إيران لإسقاط طائرة أميركية مسيرة الأسبوع الماضي كما أكد إسقاط واحدة في السادس من يونيو من قبل جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران في اليمن. ويزعم الحرس الثوري الإيراني إسقاط طائرة مسيرة أميركية للتجسس في محافظة هرمزجان جنوب شرقي البلاد، بعدما اخترقت المجال الجوي للبلاد. ولم يعرض التلفزيون الرسمي الإيراني أي صور للطائرة محور الحادث. وقال مسؤول عسكري إيراني كبير إن بلاده "سترد بقوة" على أي انتهاك لمجالها الجوي. ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني قوله "مجالنا الجوي هو خطنا الأحمر. إيران ردت وستواصل الرد بقوة دوما على أي دولة تنتهك مجالنا الجوي". وتأتي الحادثة في خضم توتر بين إيران والولايات المتحدة، فقد صعّد الجيش الأميركي الأربعاء اتهاماته لإيران بالمسؤولية عن هجوم على ناقلة نفط يابانية في بحر عمان في 13 يونيو. وتعرضّت ناقلة نفط يابانية وأخرى نروجية الخميس الماضي لهجومين فيما كانتا تبحران قرب مضيق هرمز. ووقع الهجومان بعد شهر من تعرّض ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة نروجية وسفينة شحن إماراتية لعمليات "تخريبية". ووجهت واشنطن آنذاك أصابع الاتهام إلى طهران أيضا التي نفت كذلك أي مسؤولية. ويسعى الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى عزل طهران بوقف صادراتها النفطية بعد الانسحاب من اتفاق نووي أبرم عام 2015 بهدف الحد من برنامج إيران النووي. وردا على حملة "أقصى الضغوط" التي ينفذها ترامب، قالت إيران في مايوإنها ستبدأ تخصيب اليورانيوم بمستوى أعلى ما لم توفر الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي الحماية لاقتصادها من العقوبات الأميركية في غضون 60 يوما.
مشاركة :