موجة الأكشن تكتسح موسم سينما العيد في مصر

  • 6/21/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يُعزز اكتساح إيرادات أفلام مصرية من نوع «الأكشن» في موسم أفلام عيد الفطر السينمائي الجاري، إعادة قراءة نوعية الأفلام السينمائية المطروحة خلال الآونة الأخيرة في مصر، فبينما تربعت «أفلام الأكشن» على الساحة تماماً، لم تعد فيها أفلام الكوميديا هي الحصان الأسود لرهان المنتجين في أفلام موسم العيد كما اعتادوا منذ سنوات.فمن بين خمسة أفلام لهذا الموسم استطاعت أفلام الأكشن، وهي «كازابلانكا» و«الممر» و«حملة فرعون»، أن تحصد أعلى الإيرادات في مقابل فيلمي الكوميديا «سبع البرومبة» وبطله الفنان رامز جلال، و«محمد حسين» للفنان محمد سعد الذي احتل المرتبة الأخيرة في شباك التذاكر، فيما فاقت إيرادات فيلم «كازبلانكا» الأسبوع الماضي، 2.3 مليون دولار، وهو فيلم يشترك في بطولته عدد كبير من النجوم على رأسهم أمير كرارة وغادة عادل، وإياد نصار وعمرو عبد الجليل، وإخراج بيتر ميمي.الكاتب والناقد المصري الدكتور حاتم حافظ، يرى أن تراجع الأفلام الكوميدية في مصر، لصالح الأكشن، كان متوقعاً جداً، ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «هناك مؤشر سابق على هذا التوقع، وهو تراجع الأعمال الدرامية الكوميدية في التلفزيون آخر عامين تقريباً، حدث ذلك بسبب التشبع الذي شعر به الجمهور، لأن سوق الدراما التلفزيونية والسينمائية كأي سوق استثماري بدائي يقوم فيه المستثمرون بمراقبة السوق وما أن يكتشفوا رواج سلعة ما حتى يبدأوا في طرحها بأعداد تفوق حاجة المستهلك حتى يتشبع السوق تماماً، فيتم البحث عن طلب جديد ومن ثم على منتج جديد».يوضح حافظ، قائلاً: «كلنا مثلاً يذكر الفترة التي تحولت فيها الدراما كلها إلى شكل (السيت كوم)، بعد نجاح أول عمل من هذا النوع، حتى أفرط المنتجون في إنتاجه، ثم فجأة اختفى تماماً كأنه لم يعرض من قبل، وطالما أن السوق الدرامي يدار بهذه العشوائية سوف نستمر طول الوقت في إنتاج لون معين، ثم يختفي ويظهر آخر بدلاً منه».أزمة عدم توافر الأفكار الكوميدية البرّاقة والجيدة في السوق الدرامية المصرية، خلال السنوات الأخيرة، سمحت باعتلاء أفلام الأكشن والإثارة للإيرادات، بعد إدخال تكنيكات حديثة في إخراج المعارك، وهو ما سيؤدي في النهاية إلى زيادة إقبال الجمهور على مثل هذه النوعية من الأفلام خلال الفترة المقبلة، لا سيما بعد اهتمام المنتجين بها، وفق النقاد المصريين، الذين يؤكدون أن نجاح الأفلام الكوميدية في تسعينيات القرن الماضي، تسبب في اتجاه عدد كبير من الفنانين والمنتجين إلى صناعة الأعمال الكوميدية المُربحة، والعزوف عن إنتاج الأفلام الاجتماعية والسياسية.ويرجع حافظ التحولات والتغيرات المتكررة في المشهد السينمائي المصري إلى «تشبع الجمهور بالأعمال المكررة وغير المبتكرة، في وقت يشاهدون فيه أعمالا أميركية ذات جودة عالية من حيث التكنيك والأفكار».ويشير إلى أن السوق الحالي لا يطلب مخرجين أصحاب رؤى ومشروعات فكرية، بل يطلب مخرجين يحترفون تكنيك الأكشن والمعارك. محملاً المنتجين المصريين المسؤولية الذين يبحثون عن الأرباح المضمونة ويبتعدون عن المغامرات.انتقادات عدة نالتها صناعة الأعمال الكوميدية في مصر، خلال السنوات الأخيرة، بعد الاعتماد على منهج «الإفيه» لإضحاك الجمهور، لدرجة أن تم وصفه بـ«الاستخفاف بعقل الجمهور».وهو ما تؤكد عليه الناقدة الفنية المصرية صفاء الليثي بقولها إن «الجمهور ملّ من الكوميديا الحالية لأنها تفتقد للفكرة والرؤية، مثل بعض الأعمال الكوميدية التي عرضت في شهر رمضان الماضي، فالكوميديا فن صعب يتطلب كتابة من نوع خاص تعتمد على كوميديا الموقف والمفارقات المدهشة وليس إلقاء (الإفيهات) فقط التي ملّ منها الجمهور وتشبع منها وربما كانت سببا في عدم إقباله عليها بشكل ملحوظ في هذا الموسم، في الوقت الذي ارتفعت فيه مقومات الإنتاج السينمائي في مجال الأكشن والاستعانة بخبراء أجانب في مجال صناعة المعارك وغيرها من آليات تلك الصناعة البراقة، بجانب بروز نجم أكشن جديد مثل أمير كرارة الذي استطاع العام الماضي كذلك تحقيق إقبال مرتفع على فيلمه».تضيف الليثي أن «الجمهور المستهدف من أفلام العيد، يكون في المقام الأول من الشباب الذي تستهويه نوعية أفلام الأكشن، لا سيما مع ارتفاع ثمن تذاكر السينما التي جعلت طقس دخول العائلة للسينما مكلفا ماديا».ولفتت: «رغم عدم وجود دراسات دقيقة في مصر عن الجمهور المستهدف واختيارات المشاهدة السينمائية لدى قطاعات المجتمع المختلفة إلا أن المنتجين والموزعين على وعي بشكل كبير بنوعية الأفلام التي تستهدف كل جمهور بما فيهم جمهور مواسم الأعياد».

مشاركة :