أجرى الإعلامي الانجليزي المخضرم “تيم سيباستيان” لقاءً مع المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية القطرية “لولوة الخاطر” يصنف في عرف الإعلام كلقاء غير موفق ويفتقر إلى الحرفية والمهنية في صياغة الأجوبة على كثير من استفسارات العالم حول دولة قطر. إن “الخاطر” رغم أن لغتها الإنجليزية كانت جيدة لكن هذا لا يكفي وكان الأحرى بها الحديث بصدق وشفافية وفهم الأسئلة حتى تتم الإجابة عليها وعدم المراوغة، فقد كانت غير واثقة من إجاباتها، إضافة إلى أنها كانت مشتتة وتحاول جر الإعلامي “سيباستيان” إلى دائرة دول المقاطعة، وكان الرد على أغلب الأسئلة كلمة واحدة :”لا، لا، لا!” وهذا لا يعتبر رداً بقدر ما هو فشل صريح وقعت به منذ بداية اللقاء. باعتقادي أن الخاطر كانت محاولة قطرية لإبراز وجه محلي وأنثوي لإيصال رسائل سياسية للمتتبع بوصفها امرأة قطرية بخلاف ما هو متعارف عليه من النظام القطري من تجنيس واستئجار للأقلام العربية والأجنبية. لقد شاهدت وأنصت للقاء، إنه مادة يجب أن تدرس في ماهية نقاط الفشل في مواجهة الإعلام الرصين الباحث عن الحقيقة، وسوف يستفيد أساتذة الإعلام والسياسة من اللقاء في استخدامه من أجل وضع نموذج حي وحقيقي على ما يتطلب من المتحدثين الرسميين أن يكونوا عليه عندما يشغلون مثل هذه المناصب في أي قطاع، فما بالكم عندما يكون على مستوى وزارة مهمة كوزارة الخارجية. تتصف مهنة المتحدث الرسمي بحساسية مفرطة وتتزايد أهميتها مع انتشار الإعلام الجديد، فغلطة الشاطر بعشرة، لذا وجب الحيطة والحذر، وبلغة العلم يجب أن يكون المتحدث الرسمي طالباً نجيباً يستعد جيداً حتى لا يحرج نفسه ويحرج الجهة التي يمثلها. إن تقديم الخطابات الإعلامية التي تبنى على أسس المغالطات والأكاذيب والتلفيق لا يعد غير مناورات لا تستمر طويلاً، فالمتلقي الحالي يتصف بكثير من الصفات التي يجب عدم تجاهلها، وهي القدرة على إيجاد المعلومة الصحيحة إضافة إلى المصادر الهائلة لديه التي تقدم له المعلومات والرؤى المختلفة. إن المتحدث الرسمي يجب أن يكون على يقظة ووعي وعلم بكل ما يدور حوله فيما يخص عمله، وأن يكون سريع البديهة.. متحدثاً لبقاً، ويحرص كل الحرص على تحسين الصورة الذهنية بطريقة احترافية مهنية وقدرة قوية على الإقناع والخبرة والاضطلاع بالأمور سواء كانت سياسية أو غيرها، ناهيك عن الحضور الذهني والبدني أمام الكاميرات وبمواجهة الإعلاميين. لكل المتحدثين الرسميين: إذا لم تجد صفات المتحدث الرسمي فيك فمن الأفضل أن تعتذر عن هذا المنصب وألا تحرج نفسك والجهة التي تمثلها، وهذا ما كان يجب أن تقوم به المتحدثة الرسمية لوزارة الخارجية القطرية، فقد أحرجت نفسها ووزارتها ودولتها. نقلا عن صحيفة الرياض
مشاركة :