سمر مدكور تكتب: ‎يا أبي بالله عليك ما كل هذا العطاء

  • 6/21/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أبي .. لو كان لي الاختيار لاخترتك مجددا فخورة في كل مرة ، أنت لست أبي فقط، أنت بطل كل البدايات في حياتي، أتذكرك منذ نعومة اظافري، وسيما أنيقا، مهندم الملبس ، ذات شعر أبيض جذاب من مصغرك، مصلي لا يفوتك فرض، وكنت لا أفهم ضيقك الشديد إذا فات عليك العصر أو المغرب لسبب أو لآخر، فكنا نتعرض لنوبه غضب شديده كنت لا أجد لها تفسير، لأني كنت طفلة صغيره‎أتذكرك بشوشا، تتميز بالعناد الرهيب والدم الخفيف الذي عشقته أمي منذ سنوات السنوات قصة حب أني وأبي لم أفهم قيمتها وجمالها الا بعد النضوج والتجارب ‎كنت لا أجد تفسيرا لغيابك الطويل في العمل وانشغالك باشياء كثيره تشغلك عنا في بعض الأحيان ‎كنت أراقبك عن كثب، من فرط حبي لك واحمد الله أن ملامحي ورثتها عنك دونا عن أخوتي الذكر والأنثى، فكنت الفائزة فكسبت وراثيا الملامح والطباع والشخصية، فالصلابة اتضح مصدرها هو انت والشهامه والطيبة وكل شيء ورثته منك طبق الأصل ‎لا أستطع وصف فرحتي لك عندما تصحبني معك في طريق او نشتري مستلزمات المنزل او مشوار شقة الجيزة لدفع الإيجار شهريا، فهذا الموعد مقدس وفهي بالنسبة لي وقتها موعد منتظر جميل انفرد فيه بابي العزيز وصديقي الحميم حاليا كان ياخذني في سيارتنا الحبيبة المازدا زرقاء اللون غالية القدر عند أبي مثلنا واكثر ويفتح لي الشباك لأني احب الهواء، وياتي وقت التدليل فيقف كل مره في نفس المشوار عند تسيباس ليأت لي بالآيس كريم الذي أحبه، ذهبت شقة الجيزه وذهبت الماذداالزرقاء، وتبقت الذكريات (خدي ياحبيبتي كلي اجيبلك تاني عايزه ايه تاني ) ‎لم أسمعها من احد الا ابي الي الان واعتقد انني اذا ‎سمعت اصوات الدنيا كامله تسالني عني حالي او مااحتاجه لن اجد اصدق من نبره صوت ابي ماحييت وهو يقولها لي فهو مدرسي الاول في فهم الحياة ‎خلافاتي كانت مدوية علي طول الطريق مع ابي اصطداماتي كانت مروعه فهو اما اقصي اليمين وانا العكس اما هو اقصي الشمال وانا العكس ‎كنت ومازالت رفيقه ابي منذ ضغري في كل المشاوير او الزيارات حتي العمل احيانا فانا احفظه جيدا اسلوبا كلاما ايماءات كل شيء ‎كبر ابي ومرت السنين وكبرت انا واستوعبت الكثير فهمت سبب الضيق لفرض يفوته فاننا سياتي علينا وقت نتمني ولو نرجع الحياة دقيقه نصلي فيها ركعتين تشفع لنا في حسابنا ‎فهمت قلقه الزائد ليس عدم ثقة وانه خوف لاني تحولت الي ابي ولكن نسخه مصغره فبناتي حفظهم الله كبروا وتفهمت الكثير وتفسرت امامي مواقف كبيره كان فيها هو الاب وكنت انا فيها البنت الغير ناضجة بعد ففهمت الان جيدا ‎فوالله ياابي لو استطيع ان اعطيك الدنيا كلها ماتاخرت حبا واحتراما وتقديرا فانت بطل قصة حياتي ‎أبي لم يربينا ثلاثة ابناء فقط، ولكن فيوم بلوغ ابي سن المعاش جاءته أول حفيدة وهي ابنتي الكبري جني، لم ولن انسي هرولته ليشتري جلوكوز وقطرة لعيونها الجميله ومن الواضح انه وقع في حبها من اول نظره ولظروف تطال كل البيوت كان قسمة ابنتي ونصيبها وانا ان نعيش مع ابي وامي في بيتنا وجاءته الحفيده الثانيه كائن الكارما الجميل واخذها بكامل الحب والعشق راقبته محبا ابا وليس جدا حليما عطوفا مسئولا عنهم كانهم قطعه من جسده تلك بطوله اخري في نظري فقد اكون اخطأت او اصبت لكنه منع تداعيات هذه الظروف ان تتطال بناتي كرس حياته لهم فقط هو وامي ‎لو قبلت رأسك ويدك ماحييت لن استطيع ان اوفيك حقك ‎ابي قال للقدر رضينا بك ولكن لنا تصرف اخر اعطاني كامل الدعم لابدأ حياتي من جديد واعطي بناتي ماتبقي من حياته رحمة من الله بهم لانهم ليس لهم ولا لي ذنب في ظروف حياتنا ‎وانا صاعده لسلم منزلنا حامله الاغراض الهث واتصبب عرقا واتمتم غاضبه من كل هذه الاحمال اقف ثانيه اتذكرك فاخجل اتذكر الساعه ٢ ونصف ظهرا كل يوم كنت احفظ كلاكس سياره والدي وهو كان يصدره بطريقه نحفظها اعلانا بعودته اجري سريعا لاتناول منه بعض الاغراض مما ياتي به يوميا وهو كل مالذ وطاب كل ماينقصنا اي كان ماهو يراقبنا باابتسامه سعيدا ونحن فرحين ولكنه طوال عمره لم يمد يده ع شيء من كل هذا الترف يوفر فقط ولكنه زاهده مكتفي بسعاده يشعر بها من خلالنا ‎اتذكره حاملا جدتي علي ظهره يوميا ورعايتها واطعامها والاهتمام بها دون كلل او ملل حتي قابلت الله في يوم حزين كان ابي تاركها منذ دقائق بعدما ساعدها ع الوضوء وصلاة العصر‎ابلغك اليوم ان كل مافعلته اتي اليك ياابي العزيز فوالله لاكون تحت قدميك حتي يقضي الله امرا كان مفعولا ولن اتركك ماحييت‎استحلفك بالله ان تجيب علي سؤالي ، ماكل هذا العطاء ياابي ، من اين كل هذا الايثار ياوالدي ‎ماذا تعلمنا من دروس في الدنيا كل يوم تثبت لي ان العطاء لا حدود له وان الحنان والاخلاص والحب والاهتمام والرعايه وتحمل المسئولية بكل هذا السرور شيء لا يصدقه عقل ‎مامريت به كأب من ازمات مدوية في مسيره ابنائك لا يتحمله بشر ولكنك علمتنا معني الرضا وقت مايكون اصعب شي ء علي الانسان ان يرضي ‎علمتنا الصبر وتقبل مره اطمئن انت انجبت وربيت وكبرنا علي يديك فلا مجال تقلق او تخاف فنحن ورثنا كل شيء منك والحمدلله علي هذا الرزق ‎ياابي في اليوم عيد ميلادك ال ٧٢ أدامك الله نعمه في حياتي لا يعلم قيمتها الا خالقنا اعلمك اني والله ممتنه لكل شيء منك مقدره كل شيء منك‎ فخورة انك ابي ماحييت كل عام وانت السند والظهر والصديق والاخ والمنقذ والامان ، ‎كل عام وانت بكل هذا الجمال والعطاء والحب كل سنه وانت بخير ياابي العزيز ‎أقولها وانا ممتنه عن كل شيء .. شكرا والدي العزيز علي كل شيء عمرك وشبابك وقلبك وحياتك التي وهبتها برضا نفس ليس لي فقط ولكن لمن هم في امس الحاجه اليك مني .فانت والد طفلتين واقعين في حبك منذ نعومة الاظافر، فوالله قدرك ان كل هذه القلوب الصغيره والكبيره تحبك للأبد.

مشاركة :