الاستفادة من المساحات غير المستغلة في منازلهم بتحويلها إلى وحدات سكنية. وفي فانكوفر، زاد الإقبال على بناء منازل في الحدائق الخلفية، وقد تتراوح مساحة المنزل الخلفي بين 700 و1000 قدم مربع، ويضم غرفة جلوس وغرفة نوم ومرحاض. وتطل هذه المنازل على شبكة الطرق الضيقة التي تتخلل المنازل، ولهذا أطلق عليها اسم "منازل الطرق الضيقة". وتقول بلدية فانكوفر إن السنوات العشر الأخيرة شهدت بناء أكثر من أربعة آلاف منزل في الحدائق الخلفية. ويقول غراهام أندرسون، مسؤول التخطيط العمراني بالبلدية: "هذه المنازل توفر خيارا سكنيا جديدا، دون الحاجة للبناء وإعادة تخطيط المدينة". وخلص استطلاع للرأي أجراه معهد لينكولين لسياسات الأراضي شمل 200 مدينة، إلى أن تكاليف السكن في 90 في المئة من هذه المدن ليست في متناول المواطن متوسط الدخل، وقد خففت هذه المدن بعض القيود المفروضة على تراخيص البناء استجابة لزيادة الطلب على المساكن منخفضة التكاليف. مصدر الصورةAlamyImage caption شهدت مدينة فانكوفر في العقد الماضي إقبالا على بناء وحدات سكنية في الشوارع الجانبية للمدينة، بالتوازي مع الارتفاع الكبير في أسعار الإيجارات هل تساعد هذه الوحدات السكنية الثانوية في إيواء المشردين؟ ارتفع عدد المشردين في لوس أنجليس بنسبة 12 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وذكرت هيئة خدمات المشردين في لوس أنجليس أن 60 ألف شخص في المدينة كانوا ينامون في العراء في يناير/ كانون الثاني الماضي. ولهذا الغرض، تبرعت مؤسسة خيرية كبرى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بمليون دولار لمدينة لوس أنجليس لمساعدة سكانها على تحويل المرائب إلى وحدات سكنية في إطار برنامج تجريبي جديد لمساعدة المشردين. ويقول عمدة لوس أنجليس إريك غارسيتي: "رأينا أن هذا حل رائع للقضاء على ظاهرة التشرد في لوس أنجليس، من خلال مساعدة من لا يجدون مأوى في الوصول إلى الوحدات السكنية التي يبنيها أصحاب المنازل". ويقول كوميسار إن أصحاب المنازل سيساهمون في القضاء على ظاهرة التشرد، وفي الوقت نفسه سيستفيدون من الدخل الثابت من إيرادات الإيجار، وارتفاع قيمة المنزل". ويشير باحثون من ولاية كاليفورنيا إلى فوائد أخرى وهي زيادة مستوى الأمان في المنطقة، بزيادة عدد ساكنيها، وإمكانية زيادة الدخل الشهري، ويقول براون: "انتقل بعض أصدقائي إلى المرآب وأجروا المنزل نفسه". ولتحويل المرآب إلى وحدة سكنية يشترط القانون في لوس أنجليس وجود مكانين لانتظار سيارتين أمام المنزل. يقول دونالد شوب، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة كاليفورنيا، إن تكاليف تحويل المرآب إلى شقة تقدر بنحو 80 ألف دولار. وبعد تخفيف القيود على إصدار التراخيص، أصبح بإمكان أصحاب المنازل في الولاية تحويل المرآب بطريقة آمنة وقانونية.نقل التجربة إلى بلدان أخرى قد يكون من الصعب نقل تجربة لوس أنجليس وفانكوفر إلى المدن الأخرى. إذ قد يؤثر تحويل المرآب إلى وحدة سكنية في المدن الكبرى التي يعتمد فيها الناس على وسائل النقل الخاص، على تخطيطها العمراني مستقبلا. ويقول فينيت ماكيجا، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجليس، إن متطلبات تخصيص أماكن انتظار السيارات أصبحت من العوامل المؤثرة على التخطيط العمراني، ولاسيما في المدن التي لا يعتمد سكانها على المواصلات العامة، وقد يمتد تأثيرها أيضا إلى رفع أسعار المنازل. ويرى شوب أن تشجيع أصحاب المنازل على الاستفادة من المباني الملحقة بمنازلهم لإيواء الناس، وتسهيل الحصول على تراخيص لتحويل هذه المباني الملحقة بالمنزل إلى وحدات سكنية وتأجيرها، سيسهمان في تحسين الأوضاع في المدن. ويلفت شوب أيضا إلى ميزة زيادة التنوع الطبقي في المناطق السكنية، بإتاحة الفرصة لمحدودي الدخل للسكن في مناطق راقية، لا يمكنهم في المعتاد توفير تكاليف السكن فيها. وربما يغير الإقبال على تحويل المرآب إلى منزل، الطريقة التي نخطط بها المدن، ويساعد في توفير سكن لجميع الناس الذين يعيشون فيها. ويقول شوب: "كنا نركز عند تخطيط المدن على الطرق ومواقف السيارات، والآن أصبحت الأولوية لتحسين جودة حياة الناس". يمكنك قراءة الموضوع الأصلي على موقع BBC Capital
مشاركة :