تحقيق: جيهان شعيب وسومية سعد كبار المواطنين هم بركة العمر، رحيق الحياة، واجهة الأصالة، وركيزة الخير، هم الآباء والأجداد، أمس إمارات زايد الخير، وسيظلون حاضر عزها، وتفردها، وتميزها، هم سواعد قدمت دون كلل أو ملل، شيّدت، وعمّرت، وارتقت بنفسها، متسلحة بولائها، وانتمائها، وعشقها الدائم لأرض الوطن. ولأن العطاء مبدأ راسخ في قلوب وعقول كبارنا المواطنين، فلا يمكن أن «يتقاعد» فيهم، بتقاعدهم مع انتهاء فترة خدمتهم في مواقعهم الوظيفية المختلفة.نعم أسدلوا الستار على دوامات صباحية كانوا حريصين عليها، ولطالما اجتهدوا، وسجلوا نجاحات في مهامهم الماضية، إلا أن ذلك لا يعني أنها انتهت، أو أن خاتمة حياتهم حلّت، فربما بدأت بشكل آخر، إذ لديهم اليوم من الخبرات والتجارب، ما يستوجب علينا الاستفادة منها، باستثمارها فيهم بشكل موضوعي، يتناسب مع وضعهم، ورغباتهم، وميولهم، واستعدادهم، وهنا السؤال عن الكيفية الممكنة لاستثمار خبراتهم، وإشعارهم بأنهم ليسوا ماضياً رحل، بقدر ما سيبقون دوماً حاضراً قادراً على المساهمة والمشاركة في جوانب الحياة المختلفة في الدولة، وهنا تأتي الآراء: علي الذباحي «قاضي تمييز في محاكم دبي»: يمكن الاستفادة من خبرات كبار المواطنين، كلُّ في المجال الذي اكتسب منه خبرته السابقة، حيث من الممكن الاستعانة بهم كمدربين ومحاضرين، بدلاً من استقدام أشخاص من خارج الدولة أو حتى داخلها في الدورات التدريبية، مع التكلفة المادية المرتفعة لذلك، من تحمّل رسوم إقاماتهم، إلى جانب ما سيحصلون عليه نظير قيامهم على المحاضرة أو الدورة التدريبية التي يمكن تنظيمها لكبار المواطنين بشكل دوري، واستدعائهم لإلقائها، وبذلك سيتم توفير المبالغ الكبيرة المستنزفة على غيرهم، وفي الوقت ذاته سنستفيد من آبائنا ومن خبراتهم وتجاربهم، ولا مانع من منحهم مكافآت مالية مقابل العمل بنظام الساعة، وفق نظام الأجور المعمول به في قانون الموارد البشرية في الدولة.وبذلك نحتوي كبار المواطنين، ونشعرهم بحاجتنا لهم، وبصعوبة الاستغناء عنهم. مجلس أعلى د. عبد الله بن حمودة الكتبي عضو المجلس البلدي لمدينة الشارقة عضو المجلس الاستشاري لجامعة الشارقة، ولكليات القانون يقول: اعتماد السياسة الوطنية لكبار المواطنين، من قبل مجلس الوزراء، تحمل في طياتها تطلعات وخطط قيادية، تلامس احتياجات المجتمع، وتساهم في نمو حضارته، لأن الاهتمام بأصحاب الخبرات المتراكمة والتجارب العملية ومزجها بالتقدم العلمي والتكنولوجي، يعد نهجاً سليماً مستقيماً ومتصاعداً، واستثماراً فعّالاً في رسم خطوط مستقبل مشرق، دون عثرات وتخبّط.ولاشك أن كبار المواطنين يزخرون بمعرفة وتجارب علمية، وعمليه مهمة جداً، يمكن أن تدعم وتساند الجيل الحالي، والقادم، وتساهم في نمو وتطور ورقي الدولة بمؤسساتها العامة والخاصة، من خلال العديد من الإجراءات والقرارات التي تخدم هذا التوجه، كإنشاء مجلس أعلى لكبار المواطنين تحت سقف شؤون الوزراء، للاستفادة من خبراتهم السابقة، كلٌ في مجال تخصصه ومعرفته.كذلك يمكن إنشاء مجالس لكبار المواطنين على غرار مجالس الشباب كبيوت خبرة، وطنية، تساهم في دفع عجلة النمو والتطور. استشاريون بمكافآت عبيد عوض الطنيجي «رجل أعمال» يقول: كبار المواطنين هم الآباء والأجداد، الذين نكنّ لهم كل الاحترام والتقدير، ولا شك أن لديهم الكثير من الخبرات العملية المتراكمة، التي يمكننا الاستفادة منها، بالاستعانة بهم كمستشارين فنيين، وإداريين وغيرها، نظير منحهم مكافآت رمزية، مقابل جهدهم.وبشكل عام، فكبار المواطنين يُعَدّون بمنزلة قيمة أصيلة للدولة، وسواعد طيبة ساهمت في بناء الدولة، ولن ينسى أحد دورهم البارز في ذلك، وإخلاصهم وتفانيهم في العمل. محاضرات للطلبة علي حسن العاصي رئيس لجنة الأسر المتعففة في جمعية دار البر يقول: السياسة الوطنية لكبار المواطنين لرعايتهم، التي اعتمدها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، تمثل نبراساً في العمل الوطني، وتجسّد معاني الاحترام، والتقدير، والمحبّة لمن ضحوا وخدموا الوطن. ونحن ننطلق في منهجية عملنا مع كبار المواطنين من واقع أرضية صلبة للبناء والتنمية عمادها التقدير والاحترام، وأفقها الولاء للوطن، ومخرجاتها خدمات نوعية تخصهم، كونهم كباراً في الخبرة، وفي خدمة الوطن، وفي النفوس والعيون والقلوب.وحتى نستفيد من كبار المواطنين، من الممكن تنظيم محاضرات لطلبة المدارس خاصة المراحل الابتدائية، يؤرخون خلالها خبراتهم، وكيفية خدمة الوطن، مع إعداد كُتيّبات جامعة لأهم مراحل حياتهم، خاصة المتعلقة بتأسيس وقيام الاتحاد، وبناء دولة زايد العطاء والخير، ولابد من إشراكهم في المناسبات الثقافية، والمجتمعية، لأن حضورهم وتفاعلهم يمثل امتداداً للماضي، ويربط الحاضر بالمستقبل. تقديم الدعم اللازم فيما أشاد عدد من كبار المواطنين بالعطاء الكبير الذي تقدمه الدولة لهم في شتى المجالات، وتمتعهم بكافة الحقوق والواجبات، وأنهم يعيشون في رعاية القيادة الرشيدة، ويلقون كافة الخدمات.يقول سعيد محمد بن سالمين: تعمل الدولة جاهدة على تقديم الدعم اللازم والرعاية الحثيثة لفئة كبار المواطنين في كافة مناحي الحياة، وتولي اهتماماً بالغاً لهم لضمان حصولهم على دخول مناسبة ليعيشوا بها عيشة كريمة، وهذا يؤدي إلى تعزيز الأمن الحياتي لهم.الإنسان الإماراتيويقول عبد الله خلفان: أولى أولويات الدولة، الإنسان الإماراتي مهما كان عمره، وكان المغفور له بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، يهتم بأبنائه، لأنهم هم الثروة الحقيقية، وتابع ذلك القيادة الرشيدة في مساعدة كبار المواطنين على العيش مع أسرهم، وفي مساكنهم، وتقديم أوجه الرعاية الاجتماعية كافة، بما يسهّل عليهم التوافق النفسي، ويوثق الصلة مع أسرهم، ويدمجهم في الحياة الاجتماعية العامة. التكيف الاجتماعي ويقول سعيد محمد البدواوي: إن دولة الإمارات تتميز بالاهتمام بالمواطن وتوفير كل ما يحتاج إليه، وفي حالة طلبه لأي شي، تقوم الجهات المعنية بمتابعة ودراسة الحالات المستحقة، ومتابعة المسنين في الشؤون القانونية والاجتماعية، فضلاً عن إيواء المحتاج منهم وتأمين الإقامة اللائقة لهم من مأكل وملبس ومشرب، وتقديم جميع أوجه الرعاية الاجتماعية والثقافية والنفسية والتعليمية والصحية والترفيهية، التي تتيح لهم التوافق النفسي وتساعدهم على التكيف الاجتماعي. سعداء بقيادتنا ويقول خميس خديم: نحن سعداء بقيادتنا؛ إذ تعتبر دبي مدينة لرعاية كبار المواطنين وتقديم خدماتها المختلفة، تحقيقاً لرؤية بناء مدينة سعيدة ومستدامة من خلال تهيئة وتوفير كل ما يحتاجه الفرد لحياة الرفاهية من جودة العيش، خصوصاً كبار الموطنين، ووفقاً لأفضل الممارسات العالمية، وتماشياً مع قيمنا الدينية والثقافية، فنحن نلقي كافة أنواع الرعاية. ويقول علي عبد الله البدواوي: أنا أتمتع بالكثير من الراحة والسعادة بسبب تسهيل كل الجهات الحكومية لأي معاملة حكومية، إضافة للخصومات والخدمات المجانية التي نحصل عليها في كثير من الجهات الحكومية والخاصة. توفير الحياة الكريمة ويقول علي حمدان: يحتلّ كبار المواطنين وتوفير الحياة الكريمة، الأولوية في فكر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وفكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإيماناً بالمنهجية المتقدمة والتي استهدفت كبار السن في الدولة من خلال تقليل نسبة المتعاملين منهم، وإصدار قرارات الدعم لهم دون الحاجة لحضورهم، ويوجد العديد من المبادرات تشمل الوصول للمتعاملين إلى منازلهم لإنجاز معاملاتهم ومساعدتهم في البدء بتنفيذ مشاريعهم، وهذه المبادرات من شأنها دعم التلاحم المجتمعي وتحقيق التنمية والترابط الاجتماعي ورفع مستوى الارتقاء بالحس الوطني بالوصول إلى هذه الشريحة أينما كانت ومهما تباعدت أماكن سكناهم. وحدات الرعاية المنزلية ويقول محمد عبد السلام: توجد بالإمارات دور رعاية ومراكز ونوادٍ ووحدات الرعاية المنزلية المتنقلة، وأقسام خاصة تابعة لرعاية المسنين في كل من أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة وأم القيوين، ومنها الحكومي والمحلي، وتعتبر هذه الجهات، مؤسسات اجتماعية لرعايتهم وتقديم الترفيه لهم، وشغل أوقات فراغهم، وتقديم الخدمات الاجتماعية والصحية، وتشمل الخدمات المقدمة لهم الزيارات المدرسية والمجتمعية لتوطيد العلاقة بالمجتمع الخارجي، وتوفير احتياجاتهم الأساسية، عبر اصطحابهم لجولات خارجية لقضائها، وحضورهم المناسبات الوطنية لتعميق الروابط المجتمعية، فضلاً عن تنشيط الذاكرة الخاصة بهم عبر الندوات التراثية.وثمّن عبد الله محمد الأشرم الرئيس التنفيذي لمجموعة بريد الإمارات بالوكالة، اعتماد مجلس الوزراء السياسة الوطنية لكبار المواطنين، والرامية إلى توفير خدمات نوعية مميزة لهم للارتقاء بجودة حياتهم، مشدداً على أهمية هذه الخطوة باعتبارها تأكيداً على حرص القيادة الرشيدة على توفير كافة سبل الراحة والرفاهية والرعاية لجميع فئات المجتمع. دعم الكبار.. أهم أولويات الإمارات يقول ضرار بالهول مدير عام مؤسسة وطني الإمارات: من مبادئ دولتنا، تقديم الدعم لكبار المواطنين، وليس لكبار السن، فسيبقى الكبار كباراً في النفوس والحياة، والاهتمام بكبار المواطنين أحد أهم أولوياتنا وسيستمر دعمهم والاستفادة من خبراتهم وملاحظاتهم. وستظل الأسرة في الإمارات هي الحصن الآمن والضامن لأفرادها أطفالاً وشباباً وكباراً في السن، ورغم موجات التغير السريعة التي مرت بها الإمارات، ظلت الأسرة على عهدها، هي المؤسسة الضامنة والملجأ الرئيسي لتقديم المساعدة والعون لأفرادها من كبار السن، وينظر المجتمع في الإمارات إلى كبار السن باعتبارهم رجال الأمس، وحكماء اليوم الذين يُعتز بخبراتهم ويستفاد من تجاربهم ويستنار برجاحة عقولهم، فهم يمثلون الحكمة والخبرة والاتزان. مكتب لكبار المواطنين في بلدية دبي قالت منال عبيد بن يعروف، مدير إدارة علاقات المتعاملين والشركاء في بلدية دبي، إن البلدية بصفتها مؤسسة خدمية، أطلقت العديد من المبادرات المجتمعية والإنسانية، مثل إنشاء مكتب لكبار المواطنين في المبنى الرئيسي للبلدية، وخدمة صف السيارات لكبار المواطنين في المبنى الرئيسي للبلدية، حيث تأتي هذه الخدمة من منطلق تحقيق رؤية البلدية في بناء مدينة سعيدة ومستدامة، وفقاً لأفضل الممارسات العالمية وتماشياً مع قيمنا الدينية والثقافية. كما تعطى الأولوية في خدمة صف السيارات مجانية لهذه الفئة، ووجود موظف لاستقبالهم ومرافقتهم لحين إتمام الخدمة.وأضافت أن البلدية سباقة في طرح المبادرات المجتمعية وربطها بالخطة الاستراتيجية للدائرة، حيث تتولى مسؤولية الارتقاء بمبادئ وممارسات المسؤولية الاجتماعية المؤسسية تجاه المجتمع.
مشاركة :