تقدم مدينة «بيلوبونيز» تجربة فريدة من نوعها وغير مكلفة للسياح للتعرف إلى الحياة اليونانية الريفية، كما يمكنهم استكشاف العديد من المناطق، من الواجهات البحرية إلى الجبال المغطاة بالثلوج والمواقع التي شهدت العديد من الأحداث الكبرى في التاريخ اليوناني. سر عبر الطرق الضيقة التي تحيطها جدران حجرية مصنوعة يدوياً نحو مواقع الغوص الممتازة والبحيرات الخصبة والعجائب القديمة مثل مدينة «أولومبيا»والبلدات الرائعة مثل «نافبليو». ويتألف سطحها من سهول داخلية وساحلية تقطعها سلاسل جبلية كثيرة تصل مساحتها إلى نحو نصف مساحة شبه الجزيرة، ويبلغ ارتفاع أعلاها نحو 1400 متر عن سطح البحر. وتعد أراضي المنطقة الشمالية الغربية أخصب بقاع شبه الجزيرة التي تنتج الحبوب والكرمة والزيتون والحمضيات والتين. وهي الأراضي نفسها التي شهدت أحداث تاريخ المنطقة القديم والوسيط الذي تأتي أحداث حرب البيلوبونيز في مقدمته.ويعني اسمها بيلوبونيز «جزيرة بلوبس» Pelops، وهو إله متواضع الأهمية في الأسطورة الإغريقية، إذ ورد اسمها في العصور الهومرية على أنها جزيرة منفصلة عن البر اليوناني. وقد أطلق عليها في العصور الوسطى «مورة» Morea ويعني «أرض البحر». «نافبليو» على بحر إيجة تقع نافبليو على رأس الخليج الأرغولي، أحد تفرعات بحر إيجة، والمدينة القديمة مبنية على شبه جزيرة صغيرة تمتد قليلاً ضمن مياه الخليج. ومن أشهر معالمها: «أكرونافبليو» وهو الحصن القديم لنافبليو، ووجدت فيه آثار من العصر النيوليتي، بالإضافة إلى البقايا الضخمة ل«القلاع الثلاث»، والمقصود بها القلاع البيزنطية، الإفرنجية والفينيسية المتوالية. وتضم نافبليو أيضاً العديد من المنازل التي تعود للفترة الفينيسية والعثمانية، وعلى متحف للفولكلور البيلوبونيزي والذي يحتوي على أكثر من 25 ألف قطعة تمثل تراث شبه جزيرة المورة.إن المياه القريبة من خليج نافارين تقدم فرصة نادرة للسياح للغوض ولعب دور مستكشفي الآثار تحت الماء. ويعتبر حطام سفينة «إيرين سيرينيد» التي غرقت في عام 1978، واحدة من أكبر مواقع السفن الغارقة سهولة للاستكشاف في العالم. يمكنك أيضاً استكشاف سفن تعود للقرن التاسع عشر، من بينها 3 سفن عثمانية أغرقتها القوات البريطانية والروسية والفرنسية المتحالفة خلال معركة نافارين في عام 1827. وكانت هذه آخر معركة رئيسية بالسفن الشراعية في هذه المنطقة، كما كانت لحظة مهمة في حرب الاستقلال اليونانية. وبالقرب من مدينة «ميثوني» التي تبعد 12 كيلومتراً عن مدينة بيلوس، توجد بقايا حطام سفن قديمة وبعض القطع الأثرية التي كانت على متنها من بينها ناووس مزخرف. طيور بحيرة غيالوفا بين شهري سبتمبر ومارس يتزاحم مراقبو الطيور على بحيرة غيالوفا الخصبة لمشاهدة 271 نوعاً من الطيور المهاجرة. وتعد هذه البحيرة الخضراء من الأراضي الرطبة الرئيسية في أقصى جنوب اليونان، محطة مهمة للطيور المهاجرة بين إفريقيا وأوروبا. ويقطن في هذه البحيرة المحمية نحو 20 ألف نوع من الطيور بما فيها الفلامينجو وأبو منجل ومالك الحزين. زيارة قرية مونيمفاسيا يعود تاريخ قرية مونيمفاسيا إلى زمن حكام البيزنطيين الفنيسيين والعثمانيين فقد كانت هذه البلدة ميناءً مزدهراً في عهد هذه الإمبراطوريات ولا تزال كذلك حتى يومنا هذا بالرغم من قلة عدد سكانها ولكن لا ننكر أنها وصلت أوج ازدهارها في القرن ال 12 حين اختارها الآلاف للعيش فيها للاستفادة من ضخامة الشحن والخدمات التجارية التي تتم بها.إذا أحببت الذهاب إلى مونيمفاسيا أثناء زيارتك لليونان، ستفاجأ أنك من بين الكثيرين الذين يأتون إلى هناك للكشف عن ماضيها المثير. الطبيعة والشواطئ تعد بيلوبونيز من أهم المواقع الأثرية في أوروبا وفي العالم بأكمله التي يعود تاريخها للعصر البرونزي كما أن هناك الآلاف من الأماكن مثل أولمبيا (موقع دورة الألعاب الأولمبية القديمة) وأسبرطة وميسينا والعشرات من المواقع الأثرية المهمة الأخرى التاريخية والمستوطنات التي تعد محط جذب أنظار العالم ومدى تأثير الثقافة البندقية على المدينة.كما تقدم لزوارها الكثير من المناظر الطبيعية الخلابة المؤلفة من قمم ثلجية وجبال بدائية، وتلال غنية وغابات نصف استوائية، بالإضافة إلى شواطئها الجميلة ومياهها النقية والنظيفة الأمر الذي يجعلها تقدم الكثير من الخيارات السياحية، لتلبية رغبات السيّاح على اختلاف أذواقهم وتنتشر هناك العديد من الخلجان الصغيرة والكبيرة مع الشواطئ الرائعة، ومعظمها هادئة ومنعزلة لمحبي الهدوء والاسترخاء والاستجمام. أولمبيا القديمة تعتبر مدينة أولمبيا القديمة هي أول وجهة يقصدها السياح في شبه جزيرة بيلوبونيز، التي تبدو مثل يد بها أربعة أصابع. وتقع المدينة العتيقة في الجزء الشمالي الغربي من شبه الجزيرة في منطقة جبلية تكثر بها غابات كثيفة تكتسي باللون الأخضر على منحدرات وعرة. وفي وسط مدينة أولمبيا كانت هناك المنشآت الرياضية العتيقة التي شهدت منافسات بين الرياضيين منذ مئات السنين. أما اليوم فلا يشاهد السياح إلا بقايا مبان وأطلال معابد. ولكن تتم إعادة إحياء تاريخ هذه المدينة العتيقة بطريقة رائعة، حيث يوجد هناك متحف يعطي فكرة عن طبيعة الحياة التي كانت سائدة في مدينة أولمبيا، ويوضح كذلك مدى الفخامة والرقي الذي امتازت به هذه المدينة.وتبعد مدينة أولمبيا حوالي أربع ساعات عن العاصمة اليونانية أثينا، لكن زمن السير يتوقف عما إذا كان السياح يرغبون في تناول طبق «سوفلاكي» اللذيذ أم لا أثناء الرحلة، وهناك العديد من أكشاك بيع السوفلاكي على ضفاف قناة كورينث التي تبدأ من عندها شبه جزيرة بيلوبونيز. توسكانا اليونانية تتميز بيلوبونيز بالمشاهد الرومانسية لتكون من بين أكثر الأماكن رومانسية في أوروبا وغالباً ما يطلق عليها توسكانا اليونانية نظراً للتنوع الطبيعي، فيمكن للزوار الاستمتاع بجميع مناطقها في هذا الجزء من اليونان لقضاء تجربة غير عادية، فهناك الجبال العالية مع الوديان الخصبة ما يجعلها من المناطق الجذابة للمصورين والفنانين وتعد مكاناً مثالياً للاسترخاء كما أن المدينة لديها مركز اقتصادي مزدهر، والمدينة واحدة من المدن السياحية البارزة التي تلفت إليها أعداداً كبيرة من السياح بصفة مستمرة من أجل السياحة نظراً لما تحتوي عليه من أماكن طبيعية جميلة وشواهد تاريخية رائعة ومتاحف غنية بالثقافة والمعرفة كما أن المدينة لديها بنيتها التحتية الممتازة. مسرح أبيدافروس تم بناء مسرح أبيدافروس في القرن الثالث قبل الميلاد. وهو أكثر مسرح مُصان من بين المسارح اليونانية الأخرى، ويتسع لأكثر من 14000 شخص، ويتمتع بسمعة وشهرة، ويزوره في الصيف العديد من السياح لمشاهدة مسرحيات إغريقية قديمة تؤدَّى باللغة اليونانية الحديثة. ويوجد قرب هذا المسرح آثار معبد قديم يخلد أسكليبيوس، إله الشفاء عند الإغريق، وقد بني هذا المعبد في القرن الرابع قبل الميلاد. وكان يحضر إلى هذا المعبد العديد من المرضى على أمل أن يقوم أسكليبيوس بشفائهم أثناء نومهم في نُزل مجاور. وتقع الآثار على الشاطئ الشرقي لبيلوبونيز، وهي شبه جزيرة في جنوب اليونان، قرب قرية للصيد تُسمى أبيداوروس على بعد 64 كيلومتراً جنوب غرب أثينا.
مشاركة :