إعداد - وائل بدر الدين إنها أكثر بكثير من مجرد منتجعات سياحية، فجمهورية الدومينيكان هي إحدى بلدان منطقة البحر الكاريبي الأكثر تنوّعاً جغرافياً، من مشاهد الجبال الخلابة إلى الأحراش الصحراوية، دعك من نمط العمارة الكولونيالية الذكوري القوي، والحياة المدنيّة النشطة والريف الذي يبعث على الاسترخاء، كل ذلك إلى جانب الترحيب الحار من قبل السكان المحليين.هناك مئات الكيلومترات من السواحل في جمهورية الدومينيكان، التي تشتهر بشواطئها ذات الرمال البيضاء الخلّابة التي تظللها صفوف من أشجار النخيل، في حين تتناثر خطوط الحواف الصخريّة في أجزائها الأخرى، أو تعزّزها الكثبان الرملية التي تسفوها الرياح، وبحيرات «المانغروف» الوادعة. ويعد البحر هو القاسم المشترك الأعظم بين معالم الجزيرة، سواء أكان ذلك في قرى الصيد؛ حيث يستخدم الشاطئ لإرساء القوارب، أو كملاعب سياحية متسامحة بمياهه الزبرجدية، أو في المدن الصغيرة؛ حيث يجتمع الناس طوال الليل على موسيقى ال«ميرينغو» الراقصة التي اشتهرت بها الجزيرة، وهي تأتي من متاجر الأركان البسيطة، أو في مدن مثل «سانتو دومينيغو» أكبر مدن الكاريبي؛ حيث يمثّل البحر الحدود والملاذ في آنٍ معاً. وحتى مع وداعها لأيام مجدها الخالية، فما تزال الماكينات الصناعية السابقة المتداعية؛ مثل: «سان بيدرو دي ماكوريس» أو «بويرتو بلاتا»، ترى أمواجاً تتكسّر على أرصفتها، وأصبحت بعض الخلجان والألسن البحرية التي كان يجوبها القراصنة يوماً ما، تشكّل الآن مأوى مؤقّتاً لآلاف الحيتان الحدباء المهاجرة، وجزءاً من شبكة مكثفة من الحدائق والمحميات الطبيعية التي تحافظ عليها، وتحمي الإرث الطبيعي للبلاد. جبال ووديانما تزال غالبية أجزاء الدومينيكان خارج العاصمة ريفية الطابع بوضوح، وإذا ذهبت بالسيارة إلى المناطق الداخلية الشاسعة الخصبة، سترى الأبقار والخيول ترعى إلى جانب الطرق، والجرارات الزراعية تحرث الحقول الكبيرة، والشاحنات والبغال المحملة بالمنتجات؛ أما إذا مضيت أكثر نحو الداخل، فسوف تواجه أفقاً يذكّرك بمشهد جبال الألب الأوروبية، والأنهار التي نحتت طريقها عبر الغابة الخضراء، والشلالات المذهلة، والمدن الصغيرة؛ حيث تدور الحياة حول الحديقة المركزية، والقرى التي تحكمها إيقاعات الشمس.وتنتصب 4 من أعلى 5 قمم في الكاريبي فوق السهول الخصبة المحيطةب«سانتياغو» والصحارى النائية التي تمتد عبر الجنوب الغربي، لتعطي جمهورية الدومينيكان تنوّعاً مادياً وثقافياً لا يوجد في الجزر الأخرى. حضور الماضي شهدت البلاد في ماضيها المتقلّب صعوداً وهبوطاً، تاريخياً من الهجرات لمختلف الشعوب، الأمر الذي انعكس بشكل كبير في تنوّع الأعراق، ناهيك عن التصميمات المادية لبلداتها ومدنها؛ حيث تنضح «زونا كولونيال»، أو منطقة المستعمرة، في «سانتو دومينيغو» بالرومانسية، بمبانيها المغسولة بالبياض والمطلية بألوان الباستيل، والزهور التي تتفتح من خلال تشكيلات الحديد المطاوع، وأديرتها التي تمت المحافظة على جمالها، وشوارعها المرصوفة بالحصى التي جابتها يوماً أقدام الغزاة. ولا تزال منازل «خبز الزنجبيل» المتداعية في «بويرتو بلاتا» و«سانتياغو»، باقية من عصورٍ كانت أكثر ازدهاراً، وتبدو الندوب التي خلّفتها خلال عقود ماضية من سوء الحكم، جليّة في الآثار التي يجتمع عندها الناس اليوم؛ ليحتفلوا. ونشأت المجتمعات الجديدة على بعد كيلومترات فقط من الأطلال التي ذرعها «كريستوفر كولومبس»، وحيث خلّف السكان الأصليون «التاينو» آثاراً ماديّة ماثلة منحوتة على الجدران الصخرية الصمّاء؛ لتشهد على حضورهم.وتالياً أفضل التجارب لزيارة الأماكن السياحية، تتيح أمامك الفرصة لاختبار أفضل ما في جمهورية الدومينيكان: مستعمرة سانتو دومينيجو خذ جولة من المشي عبر التاريخ في أقدم مدن العالم الجديد. مع شوارعها المرصوفة بالحصى وقصورها المستعادة الجميلة، وإنه لمن السهل تخيّل أن ميدان «سانتو دومينيغو» المعلمي الشهير كان مقراً للإمبراطورية الإسبانية في القرن السادس عشر، ولكن الماضي والحاضر يتعايشان بسلام هنا، فحين تمضي على خطى القراصنة والغزاة الفاتحين في لحظة، فإنك في الأخرى تدلف إلى محل يبيع أقراصاً مدمجة لأحدث نجوم موسيقى ال«ميرينغو» في الدومينيكان.شاطئ بلايا رينكون تم تقييمه على الدوام كواحد من أجمل الشواطئ في منطقة البحر الكاريبي، من قبل العارفين وأولئك الأشخاص الذين تحدّوا ضربات الشمس وحروقها؛ بحثاً عن المثالي. و«بلايا رينكون» واسع بما فيه الكفاية للمرتحلين يومياً؛ بحثاً عن قطعة العقار الخاصة بهم دون أن يزعجهم فيها جيران فضوليون يطّلون من فوق الأعشاب البحرية والأخشاب الطافية؛ وتوفّر غابة كثيفة من أشجار النخيل خلفية للمشهد، كما يمكن تقديم المأكولات البحرية الطازجة عند الطلب. لاس جاليراس تقع قرية الصيد الهادئة هذه في الطرف الشرقي من شبه جزيرة «دي سامانا»، وهي الملاذ من مهربك؛ حيث كان للعدد القليل من السياح والتطوير بالتالي، أثره في احتفاظ المنطقة المحيطة ب«لاس جاليراس» ببعض أكثر المناظر الطبيعية الخلّابة في جميع أنحاء جمهورية الدومينيكان، مع أشجار النخيل المائلة خلف الشواطئ كأنما تم تجهيزها بصورة مخصوصة كخلفية لمشهد سينمائي، مع الأمواج المتكسّرة فوق الحواف الصخرية التي يصعب الوصول إليها. ويمكنك الخروج عند أحد أوقات الغروب على الأقل، إلى مطعم «كابيتو»؛ حيث يمكنك ربما أن تلمح الحيتان المهاجرة مع واحد أو اثنين من الدلافين. باهيا لاس أجويلاس البعد والوحدة يضفيان مذاقاً ونكهة لمغامرة الوصول إلى «باهيا دي لاس أجويلاس»، أو خليج النسور، وهو امتداد مذهل يبلغ طوله حوالي 10 كيلومترات من الرمال الصفراء؛ حيث إن عليك أن تأخذ قارباً يوصلك إلى هناك، حيث إنه لن يكون هناك أي وجود لأي سائح غيرك، فهذا مما يجعله أحد أجمل الشواطئ في البلاد. مشاهدة الحيتان الأمريكيون الشماليون والأوروبيون ليسوا وحدهم الذين يهاجرون جنوباً نحو الكاريبي في الشتاء، ففي كل عام تتجمع آلاف الحيتان الحدباء قبالة شبه جزيرة «بينينسولا دي سامانا» للتكاثر والتوالد، على مرأى، من على بعد مسافة محترمة، من قوارب مملوءة بمشجعيها من بني البشر. ولتجربة أكثر حميمية، هناك رحلات تمتد لأسبوع على متن زوارق سياحية إلى «سيلفر بانك» إلى الشمال من «بويرتو بلاتا»، تقدّم فرصة نادرة للغاية للغوص جنباً إلى جنب مع هذه الثدييات الضخمة.شلالات داماجاجوا على بعد مسافة قصيرة بالسيارة من «بويرتو بلاتا»، يمكنك الحصول بمشقة على تجربة خوض المياه على الجانب الآخر من النهر، بعد رحلة مضنية عبر الغابة الخصبة التي تقود إلى هذه الشلالات. وتتطلب مواجهة هذه السلسلة المذهلة من الشلالات الصغيرة الخوض في برك صافية، والسباحة عبر زوارق ال«كانيون» الضيقة، الناعمة الجدران، ثم المشي عبر الغابة، وتسلق الصخور، والمشي عبر الحبال والسلالم التي تعبر فوق الشلالات الهادرة نفسها. وبعد ذلك، فإن المتعة الحقيقية هي في رحلة العودة؛ حيث يمكنك القفز والانزلاق نحو أسفل الشلالات؛ حيث يقفز البعض من ارتفاع يبلغ 30 قدماً. التجديف يعد ريو ياكو ديل نورتي في المرتفعات الوسطى من جمهورية الدومينيكان، وهو النهر الوحيد في منطقة جزر الكاريبي الذي يمكن التجديف فيه، وقد صُمم خصيصاً لهؤلاء الذين يبحثون عن إعادة شحن بطارياتهم بعد الكثير من الشمس والرمال. وسوف تجعل سلسلة قصيرة ولكنها مكثّفة في ذات الوقت من منحدرات المياه سريعة الجريان، الأدرينالين يجري في دمك، كما سيفعل تسرب سيول النهر الباردة؛ ولحسن الحظ فهناك العديد من مسطحات المياه المنبسطة؛ حيث يمكنك إرخاء قبضتك من على المجداف والتحديق في مشهد الجبال التي تبدو من البعيد. البيسبول الشتوي لن ترى سكان الدومينيكان يتجمعون فقط للعبادة في قدّاس الأحد، ولكن رياضة البيسبول تمثّل نوعاً آخر من المعتقدات والروابط القوية التي تجمع أهل البلاد. ويمكنك أن تجد المشجعين المتعصبين لفريق منطقتهم، يهتفون له بعاطفة وحماس لا يقلان عن حماس وعاطفة أولئك البيض الذين تراهم في ملعب «يانكي ستاديوم»، أو «فينواي بارك». وتتواجه فرق دوري الدومينيكان مع بعضها ليالٍ عدّة في الأسبوع، وملعب «ستاديو كيسكويا» في سانتو دومينيجو هو الملعب الخاص بفريقين متنافسين منذ وقت طويل، وتبلغ بطولة الدوري ذروتها في نهاية يناير/كانون الثاني. جبل فيستاس المشهد الذي يوجد في المرتفعات الوسطى من جمهورية الدومينيكان هو مفاجئ لمعظم الزوار؛ حيث قمم المنحدرات المغطاة بالغيوم والسحب، مع المنحدرات التي هي خليط من قطع الأراضي الزراعية المصانة بطريقة جيدة، والنمو المتسارع للغابات التي ترتفع من قاع الوادي بطرق لا ترتبط غالباً مع الصورة عن جزر الكاريبي، وحقاً فإنه عالم بعيد عن التطوّر الموجود في الساحل. وتوفّر الإقامة على مشارف «كونستانزا» مقعداً في الصف الأمامي لمشاهدة غروب الشمس المذهل في غالب الأحيان، كما أنه كذلك الوقت من اليوم؛ حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض، ويدفعك الهواء البارد لارتداء سترتك الصوفية وابتغاء البطانية؛ طلباً لبعض الدفء الذي ستحصل على الكثير منه في الدومينيكان.
مشاركة :