أوقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تنفيذ ضربة كانت مقررة ضد أهداف عسكرية إيرانية عقب إسقاط طائرة مسيرة أمريكية في المجال الدولي، وذلك قبل دقائق من تنفيذ الضربة، من دون أن يعني ذلك إلغاء الخطة الأمريكية لردع طهران، حيث أكد ترامب أنه ليس متعجلاً وفرض عقوبات جديدة، وبحث التهديدات الإيرانية المتصاعدة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. وبحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، عبر الهاتف، التهديد الإيراني في المنطقة، ودور السعودية في ضمان استقرار سوق النفط. وقال البيت الأبيض، في بيان، إن ترامب «تحدث مع ولي العهد السعودي»، مضيفاً أن «الزعيمين ناقشا دور المملكة العربية السعودية في ضمان استقرار الشرق الأوسط وسوق النفط، كما ناقشا التهديد الإيراني المتصاعد». عقوبات جديدة وكان ترامب قد أكد الأنباء التي ترددت عن أن الولايات المتحدة كانت ستوجّه ضربة عسكرية لإيران، بعدما أسقطت طائرة أمريكية بدون طيار (درون)، لكن جرى إلغاؤها، مرجعاً ذلك إلى أن الضربة كانت ستسفر عن سقوط عشرات القتلى الإيرانيين، وأن الرد لم يكن مناسباً. وقال ترامب، عبر حسابه على تويتر، إن «الإيرانيين أسقطوا طائرة بدون طيار تحلق في المياه الدولية. لقد كنا متأهبين ومستعدين للثأر الليلة الماضية في 3 مواقع مختلفة، وعندما سألت: كم عدد الذين سيموتون؟ كانت الإجابة من جنرال 150 شخصاً يا سيدي». وأججت إيران بإسقاطها طائرة أمريكية مسيّرة فوق المياه الدولية، المخاوف من مواجهة عسكرية مباشرة وارتفعت أسعار النفط دولاراً للبرميل إلى 65.50 دولاراً أمس، بسبب المخاوف من احتمال تعطل صادرات النفط من الخليج. وقال ترامب في سلسلة من التغريدات في الصباح الباكر إنه لا يتعجل شن ضربة على إيران، وإن العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها بهدف الحد من برامجها النووية والصاروخية ومن تدخلها في حروب في المنطقة تؤتي ثمارها. وأضاف أيضاً أن الولايات المتحدة فرضت مزيداً من العقوبات على إيران في وقت متأخر أول من أمس بعد أن دمر صاروخ إيراني سطح-جو الطائرة الأمريكية المسيّرة وهي من طراز غلوبال هوك. ولم تتضح بعد طبيعة العقوبات الجديدة التي فرضتها واشنطن على طهران. وأضاف في تغريدة: «أوقفت الهجوم قبل موعده بعشر دقائق. لم يكن متناسباً مع إسقاط طائرة مسيّرة غير مأهولة. لستُ في عجلة من أمري، جيشنا جديد ويعيد بناء نفسه ومستعد للانطلاق وهو الأفضل عالمياً بفارق كبير». وفي مقابلة مع قناة «إن.بي.سي نيوز» قال ترامب إنه كان على وشك الموافقة على ضربات ضد إيران، لكنه لم يتقبل فكرة إزهاق الأرواح انتقاماً لذلك. وأضاف ترامب أنه سأل قادة الجيش عن العدد المحتمل للأشخاص الذين قد يقتلون في العملية وقال: «ردوا بالقول: ما يقرب من 150 سيدي، وفكرت في الأمر للحظة. وقلت: أتعرفون؟ لقد أسقطوا طائرة غير مأهولة.. وها نحن ننظر الآن في أمر مقتل 150 شخصاً. ولم أتقبل الأمر ولا أعتقد أنه متناسب مع ما حدث». فريق ترامب وقال مسؤول في إدارة ترامب -طلب عدم ذكر اسمه- إن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ومديرة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) جينا هاسبل، إضافة لباقي فريق ترامب كانوا مؤيدين لتوجيه ضربة انتقامية لإيران. وقال مسؤولان إيرانيان لوكالة رويترز إن طهران تلقت رسالة من ترامب عبر سلطنة عُمان للتحذير من هجوم أمريكي وشيك على إيران، لكنه قال إنه يعارض الحرب ويريد إجراء محادثات بشأن عددٍ من القضايا. مجلس الأمن وفي إشارة إلى أن الولايات المتحدة تميل للنهج الدبلوماسي في الوقت الراهن، قال دبلوماسيون إنها طلبت من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة مغلقة بشأن إيران الاثنين. وقالت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في مذكرة لأعضاء المجلس: «سنطلع المجلس على أحدث التطورات فيما يتعلق بإيران ونقدم المزيد من المعلومات بناء على تحقيقنا في وقائع ناقلات النفط التي حدثت مؤخراً». تبييض الأموال في غضون ذلك، أعلن مسؤول في إدارة دونالد ترامب أن مجموعة العمل المالي الدولية برئاسة أمريكية ستطلب من إيران اتخاذ تدابير ضد تبييض الأموال من خلال فرض مهلة مع فرض عقوبات في حال لم تحترم. وفي إحدى تغريداته الصباحية حول الأزمة بين طهران وواشنطن بعد إسقاط إيران طائرة مسيرة أمريكية أعلن ترامب أن «العقوبات موجعة وتمت إضافة مزيد منها ليلاً». وأشار وزير الخزانة ستيفن منوتشن إلى تشديد المراقبة المالية على إيران في خطاب ألقاه في فلوريدا خلال جلسة لمجموعة العمل المالي الدولية. وقال: «ردت مجموعة العمل المالي الدولية على رفض إيران المتعمد معالجة الخلل في مجالي تبييض الأموال وتمويل الإرهاب عبر المطالبة بتشديد الرقابة على فروع المؤسسات المالية الناشطة في إيران». وأضاف أن المجموعة دعت إلى «إعادة فرض تدابير جديدة في حال لم تحرز إيران تقدماً». وفي فبراير ذكرت المجموعة أنه «في حال لم تتبنَّ إيران بحلول يونيو 2019 باقي القوانين طبقاً لمعايير مجموعة العمل المالي الدولية ستطالب الأخيرة بتشديد الرقابة» على المؤسسات المالية. وتهدف هذه المجموعة التي تأسست في 1989 وتضم 38 بلداً عضواً إلى تحسين النظام المالي الدولي عبر الحضّ على تبني قوانين ضد تبييض الأموال وتمويل الإرهاب. ميركل وماكرون يدعوان إلى التهدئة أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقهما إزاء الأزمة الإيرانية. وقالت ميركل في ختام قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل: «إننا بصدد وضع متوتر للغاية يتعين حله سياسياً عبر مفاوضات دبلوماسية»، مضيفة أن مستشاري شؤون السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ناقشوا الوضع على هامش القمة. كما دعا ماكرون كافة أطراف النزاع إلى ضبط النفس، وقال: «لن يكسب أحد شيئاً من التصعيد، لا سيما من التصعيد العسكري»، مضيفاً أن الأمر يتعلق بالحفاظ على أمن المنطقة. وكانت إيران قصفت طائرة مسيّرة أمريكية، مدعية أنها تسللت إلى مجالها الجوي، بينما تقول الولايات المتحدة إن الطائرة كانت تحلق فوق المياه الدولية. ومن جانبه قال رئيس المفوضية الأوروبية دونالد توسك: «أحياناً يكون من الأفضل عدم التدخل»، مضيفاً أن أكبر المشكلات في التاريخ تأججت في الغالب بسبب السياسة النشطة، وليس بسبب السياسة السلبية. بروكسل - د.ب.أShareطباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :