حذرت صحيفة «فورن بوليسي» الأمريكية من إمكانية تخصيب إيران لليورانيوم في فنزويلا ونقله فيما بعد إلى طهران، مشيرة في تقرير لها نشرته مؤخرا إلى العلاقة الثلاثية، بين إيران وكوبا وفنزويا، والأنشطة النووية المشتركة بينها.. وقالت الصحيفة، في تقريرها بعنوان: «العلاقة الوطيدة بين فاشية دينية ودكتاتورية ملحدة» إن اهتمام إيرن وكوبا بفنزويلا مصدر قلق للغرب، مشيرة إلى أن موقعها ومواردها الكبيرة يجعلها تهديدًا كبيرًا محتملًا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة عما كان الوضع عليه في الستينيات. وأضافت إن المستشارين الإيرانيين والكوبيين يقدمون المشورة والتدريب لأجهزة الأمن الفنزويلية، لكنها قالت إن الأهم من ذلك، هو أن ثمة احتمالية أن تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم في فنزويلا ونقله إلى إيران.. وقالت إن هناك أنشطة «بيولوجية» مشتركة بين الدولتين، إلى جانب استخدام إيران لكوبا، للتشويش على بعض أجهزة الاتصالات الأمريكية، فضلا عن سعي الدولتين لتحسين علاقتيهما بفنزويلا ودعمها، في مقابل إمكانية تخصيب إيران لليورانيوم هناك، ثم نقله بعد ذلك لطهران. ويقول التقرير إنه في أوائل التسعينيات، بدأت كوبا في تصدير المنتجات الطبية البيولوجية إلى إيران ودربت العلماء الإيرانيين على استخدامها.. وبنهاية العقد، تحولت إلى تصدير التكنولوجيا الحيوية الطبية وطرق استخدامها، وقدرات تطوير وتصنيع كميات صناعية من الأسلحة البيولوجية.. وإلى جانب تدريب العلماء الإيرانيين في كوبا وإرسال العلماء الكوبيين إلى مراكز البحوث الإيرانية، دشن مركز التكنولوجيا الحيوية والهندسة الجينية الذي تديره الدولة مشروعًا مشتركًا لمصنع إنتاج التكنولوجيا الحيوية قرب طهران بتكلفة بلغت 60 مليون دولار، مع مساهمة كوبا برأس المال الفكري والتكنولوجي، بينما توفر إيران التمويل. ويعتقد أن هذه المنشأة هي الأحدث من نوعها في الشرق الأوسط. كما استفادت إيران أيضًا من صداقتها مع كوبا بطرق أكثر عدوانية.. فمن الناحية الجغرافية، مكن موقع كوبا الاستراتيجي إيران من شن هجمات إلكترونية على قطاع الاتصالات الأمريكي الذي شكل تهديدًا على جهاز الرقابة الإيراني. ففي صيف 2003، حجبت طهران إشارات من قمر صناعي أمريكي كان يبث أخبارًا بالفارسية غير خاضعة للرقابة إلى داخل إيران في وقت كان هناك احتجاجات واسعة في البلاد وقد تبين من تتبع مصدر التشويش بأنه صادر عن مجمع يقع على مشارف هافانا مجهز بتكنولوجيا اتصالات متطورة. ويقول مصطفى عبدالخالق، الخبير في الشؤون العربية، إن سياسة إيران التوسعية، تعتمد على التعاون مع الدول التي تريد استهدافها، مؤكدًا أن استهداف الولايات المتحدة الأمريكية، بالنسبة لإيران، يدفعها للتعاون مع دول ذات موقع استراتيجي مؤثر، كما الحال بالنسبة لكوبا وفنزويلا. وأكد أن احتمالية تخصيب إيران اليورانيوم في كوريا الشمالية أو فنزويلا أو كوبا قائمة وقوية، موضحا أن إيران لا تقبل باتفاق يضر بمصالحها، بل إن هذا الاتفاق يحمل في طياته أشياء أخرى من بينها، رفع العقوبات الاقتصادية عنها والاستمرار في الأنشطة النووية، في الدول التي تستخدمه طهران كذراع لها.
مشاركة :