فيما حذرت أمريكا من أن الطائرات التجارية قد تتعرض للهجوم عن طريق الخطأ في منطقة مضيق هرمز، بدأت شركات طيران كبرى من جميع أنحاء العالم، أمس، في إعادة توجيه رحلاتها؛ لتجنب المناطق المحيطة بالمضيق. وحذرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية من «احتمال حدوث سوء التقدير أو خطأ في التعريف» في المنطقة بعدما أسقط صاروخ أرض - جو إيراني يوم الخميس طائرة من طراز أر كيو - 4 إيه غلوبال هوك تابعة للبحرية الأمريكية، وهي طائرة غير مأهولة جناحها أكبر من طائرة بوينج 737، وتكلف أكثر من 100 مليون دولار، وفقا لوكالة «أسوسييتد برس». وقالت شركة كانتاس الأسترالية وشركة الطيران الهولندية «كيه إل إم» ولوفتهانزا الألمانية والخطوط الجوية البريطانية بعد فترة وجيزة إنها ستتجنب المنطقة أيضا. وقالت كانتاس إنها ستعيد توجيه رحلاتها إلى لندن لتجنب مضيق هرمز وخليج عمان. وقالت شركة الطيران الهولندية كيه إل إم إنها ستتجنب المضيق. وحذرت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية من وجود خطر في المنطقة، لكن تحذير أمس، أثار قلقا شديدا من الخطر الذي يقول كل من الوكالة ومحللون إنه حقيقي بعد إسقاط طائرة الخطوط الجوية الماليزية فوق أوكرانيا في عام 2014. قد يؤدي ذلك إلى التأثير على ميزانيات شركات الطيران الخليجية للرحلات الطويلة، والتي واجهت بالفعل تحديات في ظل إدارة ترمب. وحذرت «أو بي إس غروب»، الشركة التي توفر التوجيه لشركات الطيران العالمية، من أن «خطر سقوط طائرة مدنية في جنوب إيران حقيقي». وكانت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية أصدرت تحذيرات مماثلة في مايو الماضي للطائرات التجارية من احتمال أن يخطئ عناصر مدفعية إيرانية مضادة للطائرات ويطلقوا النار عليها، معتقدين أنها طائرات عسكرية، وهو أمر رفضته طهران بعد نحو 30 عاما من إسقاط البحرية الأمريكية لطائرة ركاب إيرانية. وقالت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية إن هناك «أنشطة عسكرية وتوترات سياسية متزايدة في المنطقة، ما يشكل خطرا غير مقصود على عمليات الطيران المدني الأمريكية وإمكانية حدوث سوء تقدير أو خطأ في التعريف.. إن الخطر الذي يتعرض له الطيران المدني الأمريكي يتجلى في إسقاط صاروخ أرض - جو إيراني لطائرة أمريكية بدون طيار في 19 يونيو 2019، بينما كانت تعمل بالقرب من المسارات الجوية المدنية فوق خليج عمان».
مشاركة :