وقّع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، على خطة لتعزيز المشاورات والتعاون بين البلدين. جاء ذلك عقب اجتماع عمل بين وفدي البلدين برئاسة تشاووش أوغلو وظريف، الجمعة، في مدينة "إصفهان" جنوبي إيران. ووقع تشاووش أوغلو وظريف على "خطة مشاورات" تهدف إلى تعزيز المشاورات والتعاون بين البلدين في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية. وعقب الاجتماع شارك تشاووش أوغلو في مأدبة غداء أقامها ظريف على شرفه. ووصل تشاووش أوغلو إلى إصفهان، الخميس، في زيارة عمل تلبية لدعوة ظريف. وتأتي زيارة وزير الخارجية التركي الى إيران في ظل التوتر المتصاعد في المنطقة والتي فرضته التهديدات الإيرانية الأخيرة والاعتداءات المتكررة على دول الجوار ومحاولات غلق ممرات النفط وتهديد الملاحة الدولية. ويرى متابعون ان زيارة المسؤولين الأتراك الى إيران فرضتها ضرورة ملحة للبلدين للتقارب خاصة مع اتساع عزلتهما في المنطقة. ويحاول النظام التركي التنفيس على أزمته الداخلية بالتقارب مع النظام الإيراني خاصة مع اقتراب هزيمة وشيكة لمرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم أمام مرشح حزب الشعب الجمهوري المعارض أكرم امام اوغلو في جولة الإعادة الخاصة بانتخابات بلدية اسطنبول. كما تأتي زيارة وزير الخارجية التركي في ظل أزمة اقتصادية شديدة تمر بها تركيا مع انهيار العملة بسبب السياسات التصادمية للرئيس رجب طيب اردوغان سواء بتحديه المعلن للإدارة الأميركية وإصراره على إتمام صفقة الصواريخ الروسية رغم تحذير الرئيس دونالد ترامب بفرض عقوبات على تركيا او بإصراره على مواصلة سياسات التنقيب على النفط قبالة سواحل قبرص رغم التنديد الأوروبي. ويرى مراقبون ان التحدي التركي للسياسات الأميركية بالتقارب مع إيران وادارة الظهر للإجماع الدولي بضرورة مواجهة الخطر الايراني سيزيد من تعكير وضع النظام التركي وعزله إقليميا ودوليا.وكانت تركيا لعبت دورا حيويا نشطا في ازدهار اقتصاد مواز للالتفاف على العقوبات الأميركية والدولية التي فرضت على إيران خلال العقود الأخيرة. وشكّلت الأسواق التركية ملاذا آمنا للبضائع الإيرانية إضافة إلى استيراد تركيا تقليديا للنفط والغاز من إيران. وما يجمع الأتراك والإيرانيين هو عدائهم لجيرانهم ودخولهم في خلافات حادة مع دول المنطقة ودعم الحركات المتطرفة والجماعات المسلحة ما أعاد للأذهان مصطلحا استخدمه من قبل الرئيس الأميركي الاسبق جورج بوش وردده عدد من المسؤولين الأميركيين في وصف عدد من الدول التي لا تلتزم بالقانون الدولي وهو مصطلح "محور الشر". ويشكل الملف الكردي احد اهم الملفات التي تحظى بتوافق بين الإيرانيين والأتراك. وكان الرئيس الإيراني أكد في ديسمبر/كانون الاول رغبة بلاده في تعزيز العلاقات مع تركيا في كافة المجالات.وأعرب روحاني عن تقديره وترحيبه للرغبة التي تبديها تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان في تطوير العلاقات مع إيران. لكن التقارب التركي الإيراني لا يخفي وجود خلافات في عدد من الملفات خاصة الملف السوري حيث يوجد تباين في وجهات النظر بين النظامين التركي والايراني فيما يتعلق بوضعية ادلب ومناطق خفض التوتر. وتسعى إيران الى إنهاء الصراع في الشمال السوري من خلال الحسم العسكري بدعم القوات الحكومية في محاولات استعادة محافظة ادلب عسكريا وهو ما يرفضه النظام التركي المصر على تطبيق اتفاق استانا.
مشاركة :