بدأت حملة «سقيا الخير»، والتي أطلقتها جمعية الشارقة الخيرية، نهاية مارس الماضي، تؤتي ثمارها من خلال استخراج المياه من أول بئر «ارتوازية» بدولة النيجر، لخدمة العديد من الأسر التي كانت تعاني الحصول على مياه بصورة يومية، بعد أن كانوا يتكبدون العناء والسير لمسافات بعيد للحصول عليها. وكشف عبدالله مبارك الدخان، الأمين العام لجمعية الشارقة الخيرية، عن أن الحملة تستهدف إنشاء 315 بئراً و10 شبكات لتحلية المياه في 6 دول في أفريقيا، من أهم المناطق التي يحتاج أهلها لتوصيل المياه الصالحة للشرب إليهم. وذكر أن الحملة التي تظهر أيادي الخير والعطاء الإماراتية من المواطنين وأهل الخير ممن يعيشون على أرضها، والتي تمتد لتساعد المحتاجين في ربوع الأرض كافة دون النظر لعرق أو جنس، وضعت ضمن أهدافها جمع نحو 7 ملايين درهم، ووصلت الآن نحو خمسة ملايين منهم حالياً، وجارٍ العمل في العديد من الآبار وشبكات المياه في دول هي بوركينا فاسو والنيجر وكينيا وموريتانيا وتشاد وليبيريا. تبرعات المحسنين وقال الدخان: «إن نجاح الحملة مرتبط بتبرعات المحسنين، ودعمهم من أجل توفير قطرة مياه نقية إلى الشعوب التي تعاني الجفاف والمياه غير الصالحة للشرب، ويضطرون إلى قطع مسافات طويلة وشاقة تحت أشعة الشمس الحارقة، متنقلين للوصول إلى مناطق توافر المياه أو التعرض لأخطار جراء الحصول على المياه». وأوضح أن هناك لجنة من قبل إدارة الجمعية تقوم بمتابعة هذه الحملة من خلال معاينات شخصية للمواقع والتنسيق مع المختصين، لمتابعة الحفر، وتحديد نوعية الآبار وتكلفتها ومدى الاستفادة منها للأسر والأهالي في المناطق المخصصة، وإطلاع المتبرعين عليها، وما إذا كان هناك متبرع واحد أو مساهمة من خلال متبرعين ومحسنين كُثر يتم تجميع تبرعاتهم وتنفيذ البئر أو الشبكة المخصصة للمعوذين. وأفاد الدخان بأن الجمعية تقوم بإطلاع المتبرع بالمشروع الذي ساهم في تنفيذه ونوعه من خلال عقد مبرم معه، وتزويده بتقرير عن شهادة إنجاز بعد 50% من تنفيذه، وتقرير آخر بعد الانتهاء من إنجازه بصورة كاملة. ولفت إلى أنه على المحسنين إدراك أن صدقاتهم وأموالهم مهما كانت بسيطة، إلا أنها تعتبر كبيرة جداً وحيوية في تنفيذ المشروعات، حيث يتم تجميع التبرعات وتخصيصها لتنفيذ مثل هذه المشروعات الحيوية، وعلى سبيل المثال «درهم الحمد»، وهو درهم يومياً يقدم عبر رسالة هاتفية من المحسنين، وينفذ من خلاله العديد من المشروعات الحيوية، تسهم في بناء قرى بأكملها في هذه البلدان. معاناة على أرض الواقع وأكد عبدالله مبارك الدخان، الأمين العام لجمعية الشارقة الخيرية، أن لجان المعاينة من قبل الجمعية لاحظت المعاناة التي يعيشها أهالي المناطق التي يتم فيها حفر الآبار وشبكات المياه، وكيف يقطعون مسافات تصل من 3 إلى 5 كيلومترات للحصول على مياه، حاملين معهم «براميل» بلاستيكية مع الانتظار لفترات طويلة ليأخذوا دورهم في الحصول على المياه قد تبدأ من ساعات الفجر الأولى، وقد تكون مياه غير صالحة للشرب تحتاج لتنقية ومتابعة. وبّين أن هناك عدداً من شبكات المياه التي تم تنفيذها في هذه البلدان يستفيد منها عشرات الأسر، ويتم تزويدها بالمياه الصالحة للشرب من خلال صنابير متعددة تقلل من الزحام والانتظار اللذين كان يعاني منهما أهالي هذه المناطق. سعادة غامرةوأشار إلى أن حملة «سقيا الخير» تستهدف تشجيع المحسنين على مواصلة دعمهم لمشاريع الجمعية، وفتح باب المساهمة في عمل الخير والبر أمام فئات المجتمع كافة، وعليه خصصت الجمعية أرقاماً ووسائل عديدة لقبول التبرعات للمساهمة في هذه الحملة. وقال: «إن السعادة الغامرة التي يشعر بها الأهالي فور حفر الآبار لهم، تؤكد مدى المعاناة التي كانوا يعيشون فيها للحصول على المياه، وهو ما يظهر في مقاطع الفيديو التي يتم تصويرها وتداولها، لتحفيز المحسنين على التبرع، وحث جميع شرائح المجتمع على التبرع لهذه المشروعات الحيوية، وتشجيع الأطفال والشباب على مساعدة الفقراء والمحتاجين وتقديم يد العون لهم». ودعا المحسنين أصحاب الأيادي البيضاء إلى دعم الحملة وإغاثة نحو 5000 مستفيد في القرية الواحدة من المناطق والقرى التي تشملها الحملة من الجفاف القاتل. شبكات بالطاقة الشمسية وذكر أن تكلفة البئر الارتوازية التي تنفذ في هذه البلدان من خلال شبكة لتوزيع المياه تمتد من 3 إلى 5 كيلو مترات، تتراوح بين 380 وحتى 390 ألف درهم، بينما تصل تكلفة البئر من دون شبكة إلى 170 وحتى 200 ألف درهم، وجميعها تعتمد على الطاقة الشمسية في هذه البلدان لتشغيلها، وأن بعض الأماكن يحتاج الحفر فيها لعمق يصل إلى نحو 150 متراً. مهاجمة التماسيح وأشار عبدالله مبارك الدخان، الأمين العام لجمعية الشارقة الخيرية، إلى أن هناك العديد من المناطق يتعرض أهلها لمخاطر كبيرة للحصول على المياه، ومن بينها دولة كينيا، حيث يسهل وجود المياه في الأنهار الموجودة، بينما لا يتمكن الأهالي من الوصول إليها لوجود أخطار قد تحدق بهم مثل وجود التماسيح في هذه الأنهار. وقال: «إن وفد الجمعية قدم واجب العزاء لحالتين توفيت فيهما امرأتان التهمتهما التماسيح، كانتا تحاولان الحصول على المياه من النهر، بالإضافة لتعرض العديد من الأشخاص لإصابات بالغة في هذا الأمر، وعليه تقوم الجمعية بمد شبكة من النهر للحصول على المياه لمسافات تصل لنحو ثلاثة كيلو مترات للبعد عن خطر مهاجمة التماسيح». أهداف الحملة تستهدف حملة «سقيا الخير» إنشاء شبكات مياه في النيجر وكينيا، و15 بئراً ارتوازية بالطاقة الشمسية في بوركينا فاسو وموريتانيا والنيجر وتشاد، وأكثر من 300 بئر يدوية تسهل الحصول على المياه في هذه الدول أيضاً، وبقيمة مالية تصل لنحو 7 ملايين و110 آلاف درهم.
مشاركة :