وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن الجمعة، مرسوماً يمنع شركات الطيران الروسية من السفر إلى جورجيا، اعتباراً من 8 يوليو، وذلك في أعقاب صدامات عنيفة بين الشرطة ومتظاهرين احتجاجاً على مداخلة نائب روسي في برلمان هذه الدولة القوقازية. وأفاد المرسوم المنشور على موقع الكرملين أنه "من 8 يوليو 2019 يحظر على شركات الطيران الروسية مؤقتاً تسيير الرحلات الجوية من أراضي الاتحاد الروسي إلى أراضي جورجيا". وأشار الكرملين إلى أن السبب في ذلك اعتبارات أمنية، مبيناً أنه ينبغي ضمان "الأمن القومي" لروسيا وحماية الروس مما أسماه "السلوكيات الإجرامية وغيرها من الممارسات التي لا تتفق مع القانون". وكانت وزارة الخارجية الروسية حذرت من قبل من القيام برحلات إلى جورجيا. ووفقاً للمرسوم، أوعز الرئيس الروسي بتأمين عودة المواطنيني الروس المتواجدين مؤقتاً في جورجيا. وكان رئيس برلمان جورجيا قدم استقالته اليوم الجمعة، غداة مواجهات ليلية عنيفة أوقعت أكثر من مئتي جريح بين الشرطة وآلاف المتظاهرين ضد مداخلة لنائب روسي في برلمان جورجيا. واستقال إيراكلي كوباخدزه وهو من الحزب الحاكم "الحلم الجورجي"، بداعي "حس كبير بالمسؤولية" وليس "تنازلاً أمام الطلبات غير المسؤولة لأحزاب المعارضة"، بحسب تصريحات الأمين العام للحزب الحاكم كاشا كالادزه. وتظاهر نحو عشرة آلاف شخص أمس الخميس، أمام البرلمان للاحتجاج على كلمة ألقاها النائب الروسي سيرجي جافريلوف من منبر رئاسة البرلمان الجورجي. وتعكس هذه المواقف العلاقات المتوترة بين البلدين، بعد نحو ثلاثين عاماً من انهيار الاتحاد السوفياتي وأكثر من عشر سنوات من "الحرب الخاطفة" بين البلدين صيف 2008. وكان النزاع الأخير انتهى باعتراف روسيا باستقلال منطقتين انفصلتا عن جورجيا هما ابخازيا وأوسيتيا الجنوبية.
مشاركة :