أدان وزير الخارجية الأميركي استمرار الحكومة الإيرانية بقمع الأقليات الدينية وانتهاك حقوقهم الأساسية، وذلك لدى تقديمه، الجمعة، التقرير السنوي عن الحرية الدينية في العالم. وقال بومبيو خلال مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية الأميركية، إن “2018 لم يكن مرغوبا فيه فيما يتعلق بالحرية الدينية في العالم، وإن الحكومات القمعية والجماعات العنيفة سلبت حرية الناس”. وأثناء سرده قائمة البلدان التي تقمع حرية الأديان، أشار بومبيو إلى إيران قائلا: “إن قمع البهائيين والمسيحيين والأقليات الدينية الأخرى في إيران ما زال يؤلم الضمير”. كما ألقى سومر براون، المبعوث الأميركي الخاص للحرية الدينية في العالم، كلمة انتقد خلالها الحكومة الإيرانية بشدة، قائلا إن “إيران لديها واحدة من أسوأ السجلات في الحرية الدينية في جميع أنحاء العالم، حيث إن العديد من البهائيين والمسيحيين والدراويش الصوفيين واليهود يسجنون بسبب أديانهم ومعتقداتهم فقط، ويحرمون من الحق في الدراسة في الجامعات وتُهدم مقابرهم وحتى في بعض الحالات يتم إعدامهم”. وصف سام براون حملة القمع الدموية التي قامت بها أجهزة الأمن الإيرانية لتجمع للدروايش الصوفيين بأنها “واحدة من أسوأ عمليات قمع الأقليات الدينية في السنوات العشر الأخيرة”. وجاء في التقرير السنوي الأميركي عن الحرية الدينية في العالم أن الحكومة الإيرانية تواصل إعدام الأفراد بتهم “الحرابة”، بما في ذلك سجينان من الأقلية الكردية في سجن رجائي شهر في 8 سبتمبر/أيلول. كما أشار التقرير الى إعدام محمد ثلاث، وهو مواطن من أقلية “دراويش غونابادي” الصوفية، بزعم قيامه بقتل ثلاثة من ضباط الشرطة خلال اشتباكات بين غوناباديين وقوات الأمن في فبراير/شباط 2018 وهي التهمة التي رفضها المتهم وقالت منظمات حقوق الإنسان إنه أدين بعد اعترافات أخدت منه تحت التعذيب. وتحتجز السلطات حاليا أكثر من 300 من الدروايش اعتقلتهم خلال مظاهرات 19-20 فبراير 2018 في طهران حيث كانوا يحتجون على فرض الإقامة الجبرية لزعيمهم الروحي نور علي تابنده. وذكر التقرير الأميركية أن الحكومة الإيرانية تواصل مضايقة واستجواب واعتقال البهائيين والمسيحيين والمسلمين السنة والأقليات الدينية الأخرى. ونقل عن مركز حقوق الإنسان في إيران أن الحكومة فرضت حظرا بالسفر على الشيخ مولوي عبد الحميد إسماعيل، وهو رجل دين سني بارز وزعيم صلاة الجمعة في زاهدان بإقليم بلوشستان. كما أشار إلى قيام الحكومة باعتقال 142 مسيحيًا في عدة مدن في شهر واحد، واعتقال أكثر من 20 بهائيًا في مدن متعددة في محافظات طهران وأصفهان ومازاندران وأذربيجان الشرقية على مدار أسبوعين. ووفقا للتقرير، تُصنف إيران منذ عام 1999 ضمن البلدان المثيرة للقلق بموجب قانون الحرية الدينية الدولية لعام 1998 لمشاركتها في انتهاكات خطيرة للحرية الدينية أو التسامح معها. وفي نوفمبر الماضي، فرضت الخارجية الأميركية عقوبات على إيران ضمنها قيود على السفر للمسؤولين المتورطين بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
مشاركة :