وكالات: أظهرت دراسة أمريكية حديثة، أن تناول الأطعمة المصنّعة بكثرة خلال فترة الحمل، قد يزيد من فرص إنجاب أطفال مصابون بالتوحد. الدراسة أجراها باحثون في كلية الطب جامعة فلوريدا الوسطى في الولايات المتحدة، ونشروا نتائها، في العدد الأخير من دورية (Scientific Reports) العلمية. وأوضح الباحثون أنه مع ازدياد عدد الأطفال المصابين بالتوحد، تصبح الحاجة إلى العثور على أسباب هذا الاضطراب أكثر إلحاحًا من ذي قبل نقلا عن الأناضول. ولكشف العلاقة بين نوعية الأغذية التي تتناولها الأم، وإصابة أطفالها بأمراض مثل التوحد، راقب الباحثون مجموعة من الفئران الإناث أثناء فترة الحمل. واكتشف الباحثون أن تناول مستويات كبيرة من الأطعمة المصنّعة مثل اللانشون والنقانق وغيرها، أثناء فترة الحمل، يزيد فرص إصابة الأجنة بالتوحد في وقت لاحق من الحياة. وأضافوا أن الأطعمة المصنّعة تحتوي على مستويات عالية من حمض البروبيونيك (PPA) -الذي يستخدم لزيادة العمر الافتراضي للأغذية المعلبة وتقليل العفن في الأجبان والخبز المصنع تجاريًا- وهذا الحمض يحد من تطور الخلايا العصبية في أدمغة الأجنة ويسهم في تطور مرض التوحد. وتشمل الأطعمة المصنعة، أنواعًا منها الأطعمة المعلبة أو المجمدة واللحوم المعلبة كاللانشون والسجق والبيف، والأجبان المحفوظة، والشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، وشرائح البطاطس المقلية والمخبوزات ذات مدة الصلاحية طويلة المدى. وبعد إجراء أبحاث في المختبر، وجد العلماء أن تعريض الخلايا الجذعية العصبية في المخ إلى مستويات مفرطة من حمض “البروبيونيك” يدمر خلايا الدماغ، كما أنه يزيد من الالتهابات التي يتم رصدها بقوة في أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد. وقال الدكتور صالح ناصر، قائد فريق البحث إن “دراسات سابقة رصدت مستويات مرتفعة من حمض البروبيونيك في عينات البراز لدى الأطفال المصابين بالتوحد، لذلك أجرينا دراستنا لاكتشاف دوره في الإصابة بالمرض”. وأضاف أن الدراسة رصدت علاقة بين “تناول الأم لأطعمة مصنّعة تحتوي على مستويات مرتفعة من حمض “البروبيونيك”، وزيادة مستوياته في أمعاء المرأة، ما يسهم في انتقال هذا الحمض بعد ذلك إلى الجنين”. وأشار ناصر إلى أن “الكميات المفرطة من هذا الحمض تتلف المسارات التي تستخدمها الخلايا العصبية للتواصل مع بقية الجسم، وتعوق قدرة الدماغ على التواصل، ما يؤدي إلى السلوكيات التي غالبا ما توجد في الأطفال المصابين بالتوحد، بما في ذلك عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين”. والتوحد هو اضطراب عصبي يؤدي إلى ضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل لدى الأطفال، وتتطلب معايير تشخيصه ضرورة أن تصبح الأعراض واضحة قبل أن يبلغ الطفل من العمر 4 سنوات على الأقل، ويؤثر التوحد على عملية معالجة البيانات في المخ. وحسب الدراسة، فإن التوحد يصيب طفلا واحدًا من بين 59 طفلاً في الولايات المتحدة، ومن المعروف أن القدرة على تحديد الحالة مبكرًا، تلعب دورا كبيرا في تحسين نتائج العلاج.
مشاركة :