ميركل... أميرة من الزمن الجميل

  • 6/23/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل تختلف عن غيرها من زعماء الغرب فهي صاحبة تجربة «سياسية» طويلة، وكانت قبل توحيد الألمانيتين الناطق الرسمي لآخر حكومة في ألمانيا الشرقية في عام 1990، ثم عضواً في حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي قبل شهرين من توحيد ألمانيا، وصولاً إلى المستشارية، والبقاء فيها حتى اليوم. ميركل خطفت السلطة من أستاذها المستشار السابق هيلموت كول، رغم أنه من أتى بها إلى مجلس وزرائه عام 1991، حينما وقع الحزب الديموقراطي ضحية فضيحة عام 2000، ولم يكن بطل تلك الفضيحة سوى رئيسه السابق وخلفه وولفغانغ شويبلة، وقد كانت كلفة تلك الفضيحة كبيرة عليهما، وانتهت باستبعادهما من الحزب. كول أثبتت أنها «قناص» سياسي محترف، عندما هاجمت المستشار السابق هيلموت كول ونائبه على تلك الفضيحة «التبرعات السرية»، وكانت بحق مناورة سياسية أتت في الوقت الملائم، لكن كل ذلك لا يصل بها إلى أن تكون أميرة من الزمن الجميل ، لولا أن تصرفاتها خلال وجودها في السلطة تمنحها مثل هذا اللقب.دخول ميركل السوبر ماركت والوقوف في الطابور ربما فترة طويلة ودفع مشترياتها نقداً والجدل «المكاسر» مع الباعة في أسواق الخضار والسمك لا يثير استغراب الأهالي، فقد تعودوا على ما تقوم به أهم وأقوى سياسية في أوروبا، ويبدو لي أنهم يرون في ذلك أمراً عادياً جداً في مجتمعاتهم التي تقوم ثقافتها على أن الحاكم مجرد موظف كبير، عكس مجتمعاتنا العربية أو حتى الخليجية التي لم تتعود على تلك المناظر «الشاذة» بالنسبة لهم. إنجيلا أبقت الحدود مفتوحة أمام اللاجئين، خصوصاً السوريين بعدما «تورطوا» في حرب أهلية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وبهذا القرار الجريء تمكنت من حل وضع إنساني استثنائي، حرصت على أن تعقبه حلول على المدى الطويل من خلال الانفتاح على ضفة المتوسط الأخرى وعدم الانعزال، وقد أطلق اللاجئون عليها لقب «ماما ميركل» بعد هذا الموقف التاريخي... ألا تستحق منا بعد كل تلك المواقف أن نقول إنها أميرة من الزمن الجميل؟

مشاركة :