إجلال «ذوي الحكمة» بخدمات نوعية ومكانة متميزة

  • 6/23/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: رانيا الغزاوي يحظى كبار المواطنين في دولة الإمارات بمكانة اجتماعية رفيعة، باعتبارهم جزءاً مهماً من البيئة الاجتماعية والثقافية والدينية الأصيلة، وتحرص مؤسسات المجتمع كافة على أن ينعم أفراد هذه الشريحة المجتمعية المهمة بحقهم في العيش وسط بيئتهم الأسرية الطبيعية وسط توفير متطلبات الرعاية الصحية والاجتماعية وجودة الحياة المستقبلية، امتداداً لما كان يقوم به المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث كان يضع هذه الفئة في مقدمة اهتماماته، ويؤكد الاستفادة من خبراتهم واستثمارها، خصوصاً أنهم يتمتعون بالحكمة والمعرفة والخبرة، التي يمكن نقلها للأجيال الناشئة.وتبذل المؤسسات في الدولة جهوداً مقدرة لتوفير الدعم اللازم لهم، من خلال توفير البرامج والخدمات المتخصصة التي تقدم الرعاية الكاملة لهم، وتوفير متطلبات العيش الكريم بما يسعد هذه الفئة ويزيد في عمرها، مع توفير مراكز ودور رعاية اجتماعية وثقافية وصحية وترفيهية تقدم أرقى أنواع الخدمات والمساندة لهم بمقاييس عالمية، باعتبارهم جزءاً أساسياً من المجتمع.أوضح عبد الله عبد العالي الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، أن المؤسسات الانسانية في الدولة لابد وان تحرص على الارتقاء بكبار المواطنين، كونهم الأساس وهم بركة الدار، ووفاء لهم ولعدم نسيان ما قدموه للوطن.وأشار الى أن المؤسسّة تقوم بهذا الدور، حيث تضم ضمن مراكز الرعاية والتأهيل التابعة لها والمنتشرة على مستوى إمارة أبوظبي مركز المضيف «الإيواء» للرعاية الطبية المستمرة الذي جرى افتتاحه العام 2012 بمنطقة المفرق، وهو المركز الوحيد على مستوى دولة الإمارات الذي يقدم الخدمات الطبية والتمريضية والعلاجية والتأهيلية لكبار المواطنين من أصحاب الهمم الذين يعانون من مشكلات صحية، لافتا الى ان المركز يقدم خدمات علاج الأعصاب والعظام، والخدمات التمريضية المتوفرة على مدار ال 24 ساعة، والخدمات العلاجية التأهيلية.وقال عرفات الكعبي رئيس قسم المسنين بمؤسسة التنمية الأسرية: استجابة لقرارات مجلس الوزراء تسعى مؤسسة التنمية الأسرية إلى تدعيم بنائها للأسرة والمجتمع على ركائز عدة، أهمها توفير الرعاية اللازمة لكبار المواطنين بجميع صورها وأشكالها، والعمل على استقطابهم للعيش في حياة اجتماعية مستقرة، من خلال حزمة من البرامج والخدمات الاجتماعية التوعوية والوقائية والعلاجية التي يتم تقديمها لهم ولأسرهم وجلسائهم، وذلك تقديراً للمكانة الكبيرة التي يشغلها كبار المواطنين في الأسرة والمجتمع والوطن، وفي سبيل ذلك تقدم المؤسسة من خلال مراكزها ال 12 في أبوظبي ومدينة العين خدمات رعاية اجتماعية منزلية للمسنين وأسرهم، إضافة إلى برنامج «بركة الدار» الذي أطلقته المؤسسة منذ 5 أعوام بهدف استثمار وخبرات وإمكانيات هذه الفئة لتثقيف وتعميق معارف الجيل الجديد، من خلال تخصيص جلسات وفعاليات ومشاركات لكبار المواطنين بالمدارس والمهرجانات للحديث عن تجاربهم الشخصية وعن الإرث الحضاري للدولة ومؤسسها الشيخ زايد.وأوضح انه تم مؤخرا إطلاق برنامج «بركة الدار» بشكله الجديد للاحتفاء بهذه الفئة وتقديراً لعطائها المستمر، مشيراً إلى أن البرنامج يستهدف كبير المواطنين النشيط، مؤكداً أن إمارة أبوظبي تضم 21 ألف مسن، والمؤسسة بصدد إطلاق مشروع يعمل على توفير قاعدة بيانات مهمة تضم كبار المواطنين والخبرات التي اكتسبوها.وأوضحت الدكتورة نورة الغيثي مديرة إدارة المراكز الصحية في العين، أن القطاع الصحي يعنى بتقديم خدمات صحية متخصصة لفئة كبار المواطنين بشكل ينافس المنشآت العالمية، ورغبة في تحسين نوعية الحياة لهذه الفئة التي هي عماد المجتمع، تعمل شركة «صحة» على تقديم الخدمات الطبية المنزلية، بحيث يقوم الطبيب والكادر التمريضي بزيارة منزل المريض لتقييم الحالة ومتابعتها وتقديم العلاج الطبي له. من جهتها، أوضحت هيئة الهلال الأحمر أنها تعنى بفئة كبار المواطنين وتقدم مبادرات مختلفة لهم، حيث تعمل على التنسيق مع دور رعاية المسنين في جميع أنحاء الدولة لتنظيم الفعاليات والأنشطة التي تعزز الاهتمام بقضاياهم، مشيرة إلى تدريب 30 ألف متطوع على مستوى الدولة لتعريفهم بكيفية التعامل مع فئة كبار المواطنين من أفراد المجتمع.وأكدت دائرة النقل في أبوظبي أنها تولي اهتماماً كبيراً بفئة كبار المواطنين ومن ضمنهم كبار المواطنين، حيث تم منح من هم فوق ال60 عاماً، بطاقات أجرة مجانية تسمح لهم بالتنقل المجاني مدى الحياة على متن جميع حافلات المواصلات العامة في جزيرة أبوظبي.وأشارت إلى انه تم مراعاة الحالة الصحية لكبار المواطنين عند تصميم حافلات المواصلات، وخصوصا المقعدين منهم، ففي حين رغب احدهم ان يستقل الحافلة يتم انزال منصة هيدروليكية ليتمكن المسنون من الصعود أو النزول بسهولة بواسطة الكرسي المتحرك بما يضمن لهم السلامة والأمان.كما يقدم عدد من المنشآت الصحية الكبرى في أبوظبي خدمات متخصصة توفر خدمات متميزة لكبار المواطنين، ومنها مستشفى كليفلاند كلينيك الذي يعمل على توفير وسيلة نقل مناسبة عبر سيارات خصصها المستشفى لنقل المرضى وإعادتهم للمنزل بعد الانتهاء من مواعيد الزيارة الطبية، فيما تقدم كل من مدينة الشيخ خليفة الطبية ومستشفى المفرق في أبوطبي التابعتين لشركة «صحة»، خدمات متميزة حيث يقوم موظف (خدمة حياك) باستقبال كبار المواطنين من المراجعين، وتقديم الإرشادات المناسبة بحسب العيادة أو القسم الذي يرغبون بالتوجه إليه. وأكدت بلدية مدينة أبوظبي، حرصها على تقديم خدمات نوعية لكبار المواطنين، تماشياً مع توجه القيادة الرشيدة في الاهتمام بهذه الفئة وتوفير الخدمات وتسهيلها لهم في مختلف المجالات، ومنها الحصول على خدمات بلدية مدينة أبوظبي دون الحاجة للحضور لمراكز خدمة المتعاملين الفرعية، حيث يمكن لكبار الموطنين التقديم على جميع خدمات البلدية «ما عدا البيع والشراء والرهونات»، التي تقدم عبر القنوات التقليدية دون الحاجة للحضور لمراكز خدمة المتعاملين الفرعية، كما تم تخصيص قاعة لكبار المواطنين باسم «قاعة كبار المواطنين»، حيث يتم تخليص معاملاتهم وإعطائهم الأولوية، واستثنائهم دون الحاجة للانتظار، ومساعدتهم في تكوين حساب خاص بهم لاستخدام المنصة الرقمية للتقديم على خدمات البلدية.وأطلقت مسالخ بلدية العين مؤخراً، تطبيق «ذبيحتي الإلكتروني» الذي يسهل للمستهلكين بشكل عام وكبار المواطنين بشكل خاص اختيار الذبيحة عبر التطبيق، وإيصالها للمنزل في اقل من 3 ساعات.

مشاركة :