يتوجه الناخبون الأتراك في مدينة إسطنبول إلى صناديق الاقتراع اليوم، للمرة الثانية خلال 3 أشهر، لاختيار عمدة للمدينة في انتخابات مثيرة للجدل، وتتباين فيها التوقعات، حيث جددت المعارضة بقيادة مرشح حزب الشعب الجمهوري اكرم إمام اوغلو، تعهدها باسترداد فوزها المغتصب، وبهزيمة حزب الرئيس رجب طيب أرودغان في معركة لإنقاذ ما تبقي من «الديمقراطية»، وذلك بعدما ألغت السلطات الانتخابية النتائج السابقة التي فازت بها المعارضة، في مارس الماضي، بعد تقديم حزب العدالة والتنمية ذرائع وصفت ب«الواهية» لإلغاء الفوز، في قرار شكل صدمة للكثيرين.ودخلت اسطنبول أمس السبت، فترة الصمت الانتخابي، وسط تصاعد التوتر في صفوف قيادة حزب أردوغان الذي وضع ثقله في المعركة الجديدة، لضمان فوز مرشحه، رئيس الوزراء السابق بن علي يلديريم. وفيما تشير استطلاعات الرأي إلى تفوق كبير لإمام اوغلو الذي يحظى بدعم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد وأوساط قومية أغضبها التدخل السافر للحزب الحاكم من أجل إلغاء الانتخابات السابقة أعلن أرودغان ان انتخابات اسطنبول تمثل استفتاءً على زعامته.والثلاثاء الماضي شن أردوغان هجوماً على إمام أوغلو، متهماً إياه بالتحالف مع الداعية التركي فتح الله جولن الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة وتتهمه أنقرة بتدبير انقلاب فاشل في العام 2016، وينفي إمام أوغلو أي صله له مع جماعة جولن. ويرى محللون، أنه مهما كانت النتيجة فستؤثر انتخابات اليوم سلباً على أردوغان. ويقول جان ماركو الباحث في المؤسسة الفرنسية للدراسات الأناضولية، إن تكبد أردوغان هزيمة ثانية في إسطنبول «سيشكل صفعة مذلة له أكثر من صفعة الانتخابات السابقة».وفي حال فوز يلديريم فلن يكون الفوز مشرفاً «لأن الذرائع التي قدمت لإلغاء النتائج الأولى لم تكن مقنعة، وظهر فيها حزب العدالة والتنمية في موقع من لا يستطيع تحمل هزيمة». بدوره قال المحلل سونر تشابتاي من مؤسسة واشنطن لسياسات الشرق الأدنى إن الناخبين المترددين «سيقررون الفائز في الانتخابات. ونزول أردوغان إلى المعركة مباشرة قد يبعدهم». (وكالات)
مشاركة :