إعداد:بنيمين زرزور رافعتان إحداهما متوقعة والأخرى مفاجئة، منحتا أسواق الأسهم العالمية فرصة لتحقيق مكاسب أسبوعية هي الأعلى منذ بداية العام الحالي.فقد جرت رياح مجلس الاحتياطي الفدرالي بما تشتهيه سفن الأسواق عندما كشف بنهاية دورة اجتماعاته الشهرية يومي الثلاثاء والأربعاء، عن استعداده للتحرك الفوري لخفض أسعار الفائدة في حال لم تتغير مؤشرات ضعف الأداء في الاقتصاد الأمريكي، وهو ما كان متوقعاً من قبل قوى السوق التي سعرت الأصول استناداً إلى هذه التوقعات. وقد عزز موقف المجلس الثقة التي منحت الأسهم زخماً قوياً بالتزامن مع تثبيت أسعار الفائدة في منطقة اليورو والإشارة إلى استئناف برامج التيسير الكمي عند الضرورة. تجنب التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط خاصة بعد إسقاط إيران للطائرة الأمريكية، والاتصال الذي جرى بين الرئيس دونالد ترامب والرئيس الصيني وأعلن بعده ترامب عن لقاء مؤكد بينهما على هامش قمة العشرين في اليابان، الأمر الذي أنعش آمال المستثمرين باحتمالات إبرام اتفاق تجاري بين العملاقين. ساهم في ارتفاع الأسهم.ولم يقتصر الانتعاش على الأسهم؛ بل إن النفط سجل رقماً قياسياً على أسبوعين؛ حيث حصد الخام الأمريكي الخفيف 9% كما تجاوز الذهب حاجز 1400 دولار للأونصة وارتدت معدلات العائد على السندات الأمريكية لتتجاوز 2% بعد أن هبطت إلى 1.97% بداية الأسبوع.وسط بيئة التفاؤل هذه حلقت المؤشرات الرئيسية إلى مستويات غير مسبوقة؛ حيث سجل مؤشر «إس أند بي500» أعلى مستوى في تاريخه يوم الخميس متجاوزاً 2950 نقطة، بينما تصدر ناسداك قائمة الرابحين في وول ستريت، عندما أنهى على 8031.71 نقطة بمكاسب بنسبة 3.01%. وارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 2.41% مستقراً عند 26719.13 نقطة رغم تراجعه في نهاية جلسة تداولات الجمعة.وتصدر مؤشر شنجهاي المركب قائمة المكاسب على المستوى العالمي بزخم من التفاؤل المستجد حول التهدئة في النزاع التجاري وارتفع بنسبة 4.16% متجاوزاً حاجز 3 آلاف نقطة لأول مرة هذا العام ومستقراً عند 3001.98 نقطة، بينما ارتفع مؤشر نيكي الياباني بنسبة 0.67% مستقراً عند 21258.14 نقطة.وفي أوروبا استفادت الأسهم من التفاؤل، الذي ساد بعد اجتماعات مجلس إدارة البنك المركزي والتي أكد بعدها ماريو دراجي على أن برنامج التيسير الكمي قد يستأنف في حال اقتضت مصلحة الاقتصاد ذلك. وقد أنهى مؤشر داكس الألماني على ارتفاع بنسبة 2.01% عند 12339.45 نقطة، في حين ارتفع مؤشر فاينانشل تايمز 100 في لندن بنسبة 0.84% مستقراً عند 7407.50 نقطة.وصبت توترات ما بعد إسقاط الطائرة الأمريكية ومخاوف الرد الأمريكي السريع على الحادث، في صالح أسعار النفط التي حققت مكاسب أسبوعية هي الأعلى منذ عام 2015؛ حيث بلغت مكاسب خام غرب تكساس 9% مستقراً عند 57.60 دولار، في حين ارتفع خام برنت بنسبة 5% خلال أيام التداول الخمسة واستقر عند 65.20 دولار.واستفاد الذهب من اللهجة المرنة لمجلس الاحتياطي الفدرالي ليسجل أعلى مستوى له منذ ست سنوات حين تجاوز حاجز 1400 دولار للأونصة مستقراً عند 1403 دولارات، بعد أن تجاوز منتصف الأسبوع 1415 دولاراً.كما عزز موقف الاحتياطي الفدرالي فرص ارتداد معدلات العائد على سندات الخزانة التي تراجعت في مسار منفلت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، وبعد أن تدنى العائد على فئة السنوات العشر إلى ما دون 2% لأول مرة منذ عام 2015 عاد ليستقر عند 2.06%، ما منح المستثمرين الثقة في جاهزية المجلس للتصدي لتقلبات الأسواق.إلا أن موقف المجلس سحب البساط من تحت الدولار الذي تراجع أمام سلة العملات الرئيسية، تحت تهديد خفض الفائدة في حين سجل الين أعلى مستوى له أمام الدولار في أكثر من أسبوعين، وسجل اليورو أعلى مستوى له أمام العملة الخضراء منذ عشرة أيام.
مشاركة :