انطلقت فعاليات النسخة الثانية والثلاثين من بطولات كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تستضيفها مصر. وكانت القارة الأفريقية على موعد مع نقطة تحول جديدة في تاريخ هذه البطولة القارية العريقة، حيث تشهد للمرة الأولى في التاريخ مشاركة 24 منتخباً. وينتظر محبو الساحرة المستديرة في القارة السمراء مشاركة الكثير من النجوم في البطولة لقيادة منتخباتهم الوطنية أملاً في التأهل لمنصة التتويج. «الغارديان» تلقي الضوء هنا على عدد من اللاعبين الذين يُتوقع تألقهم في البطولة. 1- حكيم زياش (المغرب) قدم النجم المغربي حكيم زياش موسما استثنائيا مع نادي أياكس أمستردام الهولندي جعله محط أنظار الكثير من الأندية الأوروبية. وأحرز صانع الألعاب البالغ من العمر 26 عاما 21 هدفا وصنع 24 هدفا مع النادي الهولندي الموسم الماضي. وكان زياش قد رفض اللعب باسم المنتخب الهولندي الأول في عام 2015 بعدما لعب في صفوف منتخبات الشباب والناشئين بهولندا، وتألق مع المنتخب المغربي تحت قيادة المدير الفني الفرنسي هيرفي رينار، وسجل 14 هدفاً في 25 مباراة بقميص أسود الأطلس. وتوجه زياش إلى مصر وهو يأمل في تحقيق نجاح كبير يعوضه عن إخفاق منتخب بلاده في كأس العالم 2018 بروسيا وخروجه من دور المجموعات. وقد يعتمد الأمر كثيرا على الحالة البدنية والفنية التي سيظهر عليها مهاجما الفريق خالد بوطيب ويوسف النصيري لكي يخففا العبء عن كاهل زياش، لكن الشيء المؤكد هو أن وجود زياش يعطي دفعة هائلة وقوة كبيرة للمنتخب المغربي. 2- محمد صلاح (مصر) يسعى محمد صلاح، الذي يعد النجم الأبرز في هذه البطولة، لتتويج موسمه الخيالي مع نادي ليفربول ومنتخب مصر بقيادة الفراعنة للحصول على اللقب القاري للمرة الثامنة، خاصة أن البطولة تقام في مصر. وكانت آخر مرة يفوز فيها المنتخب المصري بلقب البطولة في عام 2010 في أنجولا، وسيواجه المدير الفني لمصر، خافيير أجيري، ضغوطاً كبيرة من أجل الظفر بلقب البطولة، بعد الأداء المخيب للآمال الذي قدمه الفراعنة في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا تحت قيادة المدير الفني الأرجنتيني هيكتور كوبر. ودائما ما تكون أهداف صلاح حاسمة في مباريات المنتخب المصري، الذي يرى كثيرون أنه المرشح الأوفر حظا للفوز باللقب. 3- إسماعيلا سار (السنغال) بينما تتجه كل الأنظار إلى النجم السنغالي ساديو ماني بعد الأداء الرائع الذي قدمه مع نادي ليفربول الإنجليزي الموسم الماضي، يتعين على الفرق المنافسة أن تدرك خطورة الجناح السنغالي إسماعيلا سار، الذي يتألق مع نادي رين الفرنسي. وتشير التقارير إلى أن نادي واتفورد الإنجليزي قد تقدم بعرض بقيمة 30 مليون جنيه إسترليني للحصول على خدمات اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً، لكن النادي الفرنسي يطلب أكثر من 40 مليون جنيه إسترليني. وتشير تقارير أخرى إلى أن اللاعب الشاب قد أصبح محط أنظار نادي آرسنال وبعض الأندية الإسبانية. 4- أمادو دياوارا (غينيا) يمني المنتخب الغيني النفس بتكرار إنجاز عام 1976 والوصول إلى المباراة النهائية للبطولة الأقوى في القارة السمراء، لكن هذا الأمر يعتمد بصورة كبيرة على مدى جاهزية نجم نادي ليفربول نابي كيتا من الناحية البدنية بعد عودة من الإصابة، وعلى مستوى دياوارا، الذي قدم موسما محبطا مع نادي نابولي تحت قيادة المدير الفني الإيطالي كارلو أنشيلوتي، حيث لم يشارك دياوارا سوى في 8 مباريات فقط في الدوري الإيطالي الممتاز. ومن المتوقع أن يلحق دياوارا بكيتا في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الصيف، حيث تشير التقارير إلى اهتمام الكثير من الأندية الإنجليزية، من بينها نادي توتنهام، بالحصول على خدماته. وفي حال تقديم دياوارا أداء جيدا في كأس الأمم الأفريقية فإن ذلك سيدفع هذه الأندية للتحرك بقوة للتعاقد معه. وكان دياوارا على وشك تمثيل إيطاليا، التي انتقل إليها وهو في السادسة عشرة من عمره، قبل أن يشارك للمرة الأولى في بطولة دوري أبطال أوروبا بعد ذلك بعامين. 5- ويلفريد نديدي (نيجيريا) يواجه المنتخب النيجيري، بقيادة مديره الفني الألماني جيرنوت روهر، تحديا كبيرا للفوز بكأس الأمم الأفريقية للمرة الرابعة في تاريخ النسور الخضر، بفريق يضم 11 لاعبا متوسط أعمارهم 23 عاما أو أقل. ولا يضم المنتخب النيجيري سوى ثلاثة لاعبين فقط من الفريق الذي توج باللقب عام 2013، وظهر نديدي كقائد طبيعي للجيل الجديد الذي يضم أيضاً نجم ستوك سيتي بيتر إيتيبو، ونجم ليفانتي الإسباني موسيس سيمون، ولاعب بوردو الفرنسي صامويل كالو. ولا يزال جون أوبي ميكيل هو قائد الفريق، لكن الشيء المؤكد هو أن نديدي يعد هو المحرك الأساسي ومحور أداء منتخب نيجيريا في الوقت الحالي. 6- نيكولاس بيبي (كوت ديفوار) أصبح جناح نادي ليل الفرنسي، نيكولا بيبي، تحت رادار نادي بايرن ميونيخ الألماني، بعدما سجل 23 هدفا في الدوري الفرنسي الممتاز الموسم الماضي. وفي ظل امتلاك المنتخب الإيفواري للاعبين من نوعية ويلفريد زاها ونيكولاس بيبي، فمن المؤكد أنه سيكون منافسا قويا على اللقب وسيقدم كرة قدم ممتعة تستحق المتابعة. ولا يزال المدير الفني لأفيال كوت ديفوار، إبراهيم كامارا، بحاجة للوصول إلى طريقة مناسبة لاستغلال طاقات وإمكانيات ومهارات بيبي وزاها وتطويعها لمصلحة الفريق في نهاية المطاف، خاصة أن بيبي يميل للعب ناحية اليمنى مع نادي ليل. قد تكون الترشيحات أقل بالنسبة للمنتخب الإيفواري عن الأيام التي كان يتألق فيها نجوم مثل ديديه دروغبا ويايا توريه، لكن الفريق يمكنه الذهاب بعيداً في هذه النسخة من كأس الأمم الأفريقية بفضل امتلاكه لخط وسط رائع بقيادة نجم ميلان الإيطالي فرانك كيسي. 7- أندريه أونانا (الكاميرون) أعلن حارس المرمى الكاميروني أندريه أونانا في مايو (أيار) الماضي أن حراس المرمى أصحاب البشرة السمراء «يتعين عليهم أن يعملوا بقوة أكبر» من أجل حجز مكان أساسي لهم في الدوريات الأوروبية، ومن المؤكد أنه قام بذلك بالفعل خلال العامين الماضيين. ودائماً ما تشتهر الكاميرون بحراس المرمى الاستثنائيين مثل توماس نكونو وجوسيف أنطوان بيل وكارلوس كاميني، وجاء أونانا البالغ من العمر 23 عاما لكي يكمل هذه السلسلة من الحراس العظماء في تاريخ أسود الكاميرون. انضم أونانا لنادي برشلونة في سن صغيرة بعد تخرجه في أكاديمية صامويل إيتو في مدينة دوالا الكاميرونية، قبل أن ينتقل لنادي أياكس أمستردام الهولندي ويقدم أداء استثنائيا توج الموسم الماضي بالحصول على الثنائية المحلية (الدوري والكأس) والوصول إلى الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا بعد الإطاحة بعدد من عمالقة القارة، بما في ذلك ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي. ولا يعد منتخب الكاميرون من المرشحين للفوز باللقب هذه المرة، لكن وجود أونانا وحمايته لعرين منتخب الأسود يعني أنه يمكنه الذهاب بعيداً في هذه البطولة. 8- أمادو هايدارا (مالي) يعد أمادو هايدارا هو النجم الأبرز ضمن صفوف المنتخب المالي الذي لا يضم أي لاعب فوق 30 عاما. ونجح هايدارا، الذي يمكنه اللعب في أي مركز في خط الوسط، في الدخول في التشكيلة الأساسية لنادي لايبزيغ الألماني بعد الانتقال إليه من نادي ريد بول سالزبرغ في ديسمبر (كانون الأول) مقابل 19 مليون يورو. وقد يكون مهاجم بورتو البرتغالي، موسى ماريجا، هو المستفيد الأكبر في حال مشاركة هايدارا بشكل أساسي في صفوف منتخب مالي، نظرا لأن هايدارا يتميز بتمريراته المتقنة التي قد تضع ماريجا وجها لوجه أمام مرمى الفرق المنافسة. 9- مبوانا ساماتا (تنزانيا) أصبح مبوانا ساماتا هو أول لاعب من شرق أفريقيا يفوز بجائزة أفضل لاعب محلي في أفريقيا من قبل الاتحاد الأفريقي لكرة القدم. وقاد ساماتا منتخب تنزانيا للوصول إلى نهائيات كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى منذ عام 1980، ويأمل أن يواصل تقديم الأداء القوي نفسه الذي قدمه الموسم الماضي والذي أحرز خلاله 23 هدفا مع نادي جينك ساهمت بشكل كبير في الحصول على لقب الدوري البلجيكي.وسار ساماتا على نهج عدد من اللاعبين البارزين، مثل دانيل أموكاشي وفينسنت كومباني وتوري تيليمانز، وفاز بجائزة أفضل لاعب أفريقي في الدوري البلجيكي، ومن المؤكد أنه سيكون من الركائز الأساسية لمنتخب تنزانيا بقيادة المدير الفني النيجيري إيمانويل أمونيكي. 10- رياض محرز (الجزائر) يواجه المنتخب الجزائري ضغوطا كبيرة من أجل تقديم مستويات جيدة في هذه البطولة بعد النتائج المحبطة التي قدمها خلال السنوات الماضية التي لا تتناسب مع كوكبة النجوم التي يضمها الفريق. ولم يصل «ثعالب الصحراء» للدور نصف النهائي لكأس الأمم الأفريقية سوى مرة وحيدة منذ فوزهم باللقب عام 1990، وسيكونون بحاجة ماسة لجهود محرز ولمساته الفنية الساحرة من أجل المنافسة على اللقب القاري. وقد سقط اللاعب البالغ من العمر 28 عاماً من حسابات المدير الفني السابق لوكاس ألكاراز بعد الفشل في الوصول إلى نهائيات كأس العالم الأخيرة.
مشاركة :