الأغنية القطرية لم تخرج عن المألوف أو تنزلق في الخطأ

  • 6/23/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - مصطفى عبدالمنعم: كشفت وزارة الثقافة والرياضة عن تفاصيل فعالية “زهرة الصحراء” التي ستكون عبارة عن ليلة غنائيّة سيشارك فيها كل من يهتم بصناعة الأغنية القطريّة وسيتخللها أنشطة مصاحبة كمعارض وندوات تدور جميعها في فلك الأغنية، وقد تحدد لهذه الليلة تاريخ 11 أكتوبر المقبل وستكون سنوية على أن تقام كل عام في تاريخ 10 أكتوبر. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته إدارة الثقافة بوزارة الثقافة والرياضة مساء أمس بمسرح درويش الفار في متحف قطر الوطني بحضور سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الثقافة والرياضة، وعدد من المثقفين والفنانين ومسؤولي وزارة الثقافة ومشاهير الإعلام والسوشيال ميديا. الأغنية والأخلاق وأعلن سعادة السيد صلاح بن غانم العلي عن تدشين شعار الفعالية، لافتاً إلى أن هذه الليلة ستقام كل عام تحت مسمى “زهرة الصحراء” لنحتفي خلالها بالأغنية القطرية، وسيكون موعدها تاريخ ١٠ أكتوبر وهذا العام فقط هو استثناء حيث ستكون ١١ أكتوبر. وقال العلي في كلمته أمام الحضور: عندما نقول ليلة للأغنية القطرية فنحن نقصد بها مشاركة الجميع من أبناء قطر مواطنين ومقيمين لأننا في قطر نحتضن كل من يعيش معنا ويساهم في نهضة هذا البلد، وهي ليلة ستضم مواهب عديدة في كافة مجالات الفن والموسيقى والغناء، وأكد أن هذه الليلة ستكون بصمة سنوية تبرز إبداع الأغنية القطرية التي تتميز بعدم خروجها عن المألوف أو تخطيها للعادات والتقاليد أو تجاوزها للأخلاق، وهو ما اتضح جلياً خلال الأزمة، حيث إننا لم ننزلق إلى مستنقع الخطأ أو نرد الإساءة بالإساءة ولكننا التزمنا بالفن القطري الأكثر سمواً وارتفاعاً وأخلاقاً، ولذلك فنحن عندما نودّ أن ننطلق بالأغنية القطرية إلى سماء أكثر رحابة فإننا لن نبدأ من الصفر لأن لدينا قاعدة تاريخيّة ننطلق منها. وفيما يخصّ الإنتاج الغنائي قال: الأغنية عبارة عن مشروع في حد ذاته سواء في الكلمة أو اللحن أو الغناء ويجب أن تتضافر هذه الجهود بصورة مكتملة حتى نرى عملاً ناجحاً، وأن الأغنية شأنها شأن كافة المجالات تحتاج إلى مبادرات ونحن ندعم هذه المبادرات، فالفن من دون مبادرات شخصية لن ينجح وأرجو أن تحذو حذو من سبقونا ممن بادروا واجتهدوا حتى يصلوا بأعمالهم للمتلقي فكنا نسمع عن شاعر يبادر بقصيدة ويقدّمها لملحن ليجتهد فيلحنها ومطرب يبادر بالغناء ونرى في النهاية عملاً مكتملاً وناجحاً، مبادرات شخصية نابعة من القلب. رسالة للمجتمع وتحدث خلال المؤتمر حمد الزكيبا مدير إدارة الثقافة بالوزارة وقال: زهرة الصحراء ليست مجرد فعالية وإنما هي رمز لتاريخ الأغنية في قطر والتي بدأت من قديم الأزل، ولدينا تاريخ طويل لأجيال سواء أفراد أو مجموعات قدموا الكثير في عالم الأغنية وأصبحوا ممن يُشار لهم بالبنان، ولدينا مدارس شعريّة صنعت بصمة في عالم الأغنية واقترنت باللحن لتصنع أجمل الأعمال. وأوضح أن الوزارة لها دور هام في دعم المؤسسات الخاصة بالأغنية لنخرج بأعمال تليق بمجتمعنا الاستثنائي، ولدينا توجّه سيتم تنفيذه من خلال مركز شؤون الموسيقى الذي سيعمل على جمع كل المهتمين بصناعة الأغنية من الرواد والأقطاب وجيل الشباب وكل الموهوبين. وقال الزكيبا إن وزارة الثقافة تعمل من خلال شركاء لها تعتمد كل في مجاله حيث سندعم الأغنية القطرية من خلال مركز شؤون الموسيقى والذي سيكون بمثابة الذراع التنفيذية لرؤية الوزارة في هذا المجال، وأيضاً سنهتم بأن يكون هناك تواصل بين كافة المراكز والمؤسسات في القطاعين العام والخاص لتتضافر الجهود، فقد أطلقنا قبل فترة عدداً من الإذاعات التي تبث موجاتها في قطر ونحن نعوّل عليها في نشر الأغنية للجمهور وكما ستدعمنا تلك المحطات نحن أيضاً سندعمهم من أجل مواصلة تقديم رسالتنا نحو المجتمع. القوى الناعمة وبدوره تحدّث الملحن مطر علي وقال: أشكر كل من ساهم في أن يكون لنا ليلة خاصة بالموسيقى والأغنية، فنحن كنا نتساءل عن موقع الأغنية القطرية من اهتمامات الوزارة ولكن جاءتنا الإجابة في حينها وأدركنا أن الوزارة تمضي بخطة تغطي كافة مجالات الثقافة. وأضاف مطر علي إن بداية بلورة الأغنية القطرية كانت في مرحلة الستينيات، حيث وضع الموسيقار عبد العزيز ناصر رحمه الله خريطة للأغنية القطرية وسرنا نحن من بعده وفقاً لهذه الخريطة، وكانت الساحة تضم مجموعة من الموهوبين الذين رافقوا الموسيقار عبد العزيز ناصر عندما أسس فرقة الأضواء الموسيقية وتم بعدها تأسيس فرقة للإذاعة، وظهرت بعد ذلك أصوات مميزة في الثمانينيات وأوجدت لأنفسها مساحة على خريطة الموسيقى القطرية. وقال الملحن مطر علي إن الموسيقى أصبحت أهم أدوات القوى الناعمة التي تعتمد عليها البلدان في عصرنا الحالي للتأثير في الشعوب، وشاهدنا كيف كان للأغنية القطرية خلال الأزمة الأخيرة دور كبير وكيف دافعنا عنا الأكاذيب والشائعات بأجمل الكلمات والألحان لنقدّم للعالم أغاني رائعة ذاع صيتها وتخطت الحدود. التسويق الفني من جانبه قال خالد السالم، مدير مركز شؤون الموسيقى في كلمته: نحن اليوم على موعد مع إطلاق ليلة غنائية تحمل اسم زهرة الصحراء سيشارك فيها مجموعة من المطربين القطريين وستكون في تاريخ ١١ أكتوبر المقبل وسيتم خلال هذه الليلة تقديم أغانٍ قطرية ١٠٠٪ وسيصاحب هذه الليلة أنشطة مصاحبة ومعارض تتناول تاريخ الأغنية القطرية، وستكون هناك مشاركات لعدد من مؤسسات الدولة التي تشاركنا مسؤولية الحفاظ على الثقافة القطريّة. وقال السالم إن مركز شؤون الموسيقى من أهم أهدافه أنه يسعى لتقديم يد العون لكل من يعمل في مجال الموسيقى والغناء، خاصة الذين يمتلكون الموهبة ولكن ليس لديهم القدرة على تسويق أعمالهم وإبداعاتهم، مؤكداً أن هناك عدداً كبيراً من الفنانين ليس لديهم خبرة في التسويق الإعلامي أو استخدام السوشيال ميديا، وقال إن دور المركز هو دعم هؤلاء المبدعين بالتعاون مع مختلف المؤسسات التي تشاركنا نفس الأهداف. إرث غنائي وفي مداخلة للدكتور مرزوق بشير قال: نحن نعيش مشاعر جياشة بسبب هذه الالتفاتة الهامة جداً للأغنية القطرية ويجب أن نوجّه التحية لسعادة وزير الثقافة لاهتمامه بالأغنية، وأتمنّى على مركز شؤون الموسيقى أن يعمل على رصد أدوات التأثير في المجتمع وأهمها الأغنية، ويجب أن يتم مراعاة دور الأغنية ووظيفتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، فالقدماء استخدموا الأغنية في مواجهة كل ما يحيط بهم سواء في البر أو البحر وكانت أداة تعبير ورصد لحقب زمنيّة مختلفة. بينما قال الفنان سعد بورشيد إن جيل الثمانينيات أكملوا ما بدأه جيل الستينيات ولذلك كان لدينا وهج موسيقي وفني في فترة الثمانينيات ونحن نتمنى من مركز الموسيقى أن يتم هذا التوهج من خلال طرح المبادرات التي تنعكس على الموهوبين والمبدعين بالإيجاب تماماً كما حدث مع برنامج الفنون المسرحية الأكاديمي، أن يكون هناك برنامج مشابه في مجال الموسيقى والغناء، كما نتمنى أن يكون هناك ليلة للأغنية القطرية الوطنيّة. وقال الإعلامي عادل عبد الله: أصبحت الأغنية القطرية الوطنية هي المتسيدة في المنطقة الخليجية وهذا أمر واقع لا خلاف فيه، والفضل في هذا الأمر بعد الله إلى المبدعين المؤلفين والملحنين والمطربين، لذلك فإن الاحتفاء بالأغنية الوطنية أمر لا بد منه خاصة أن لدينا مواهب وكوادر كثيرة مخفية ولديهم الكثير من الإبداعات ولكن لا يظهرون في النور فهل سنجد اهتماماً بهذه الفئة خلال الليلة المرتقبة، وأضاف إن الاهتمام بالتسويق الإعلامي لهذه الجهود أمر هام جداً خاصة في ظل انتشار السوشيال ميديا. وقدّم الدكتور حمد الفياض، مدير مركز الإعلام الشبابي، مبادرة من المركز تهتم بالترويج لأعمال مركز شؤون الموسيقى وبالمبدعين القطريين الذين ينقصهم الجانب التقني والترويجي في مجال السوشيال ميديا، قائلاً: إن المركز أحد أذرع وزارة الثقافة والرياضة ولديه مجموعة من الكفاءات الشابة القادرة على دعم كافة مشروعات الوزارة من خلال إطلاق حملات ترويجية وحسابات ودعم الأشخاص الذين يقدمون إبداعاتهم لخدمة البلاد، وقد لاقت هذه المبادرة ترحيب الحضور. فيما قال الفنان علي عبد الستار: نحن نشكر وزارة الثقافة على اهتمامها بالموسيقى أسوة ببقية المجالات الفنيّة، ونتمنّى أن تجد هذه المبادرة نفس حظوظ المبادرات السابقة للوزارة مثل المسرح وبقية المجالات التي أصبحت تسطع في سماء الثقافة القطريّة، وقال الفنان علي عبد الستار إن إنتاج الأغنية القطرية هو أمر غاية في الأهمية وأن نلتفت إليه حتى تتحقق المعادلة المكتملة لدعم مجال الغناء. وقال الفنان محمد الصايغ: أود أن أتحدث عن ضرورة توثيق الأغنية القطرية خاصة أن لدينا إرثاً غنائياً وموسيقياً كبيراً ولكن للأسف لم نجد من يتصدّى لمهمة توثيقه وتسجيله وهذه المهمة تعتبر حالياً أولوية قصوى بعد أن أصبحنا لا نستطيع جمع هذا الموروث في مكان واحد، وأنا أتمنى أن يكون هناك توثيق للأغنية القطرية ونصوصها حتى يتعرّف الجيل الجديد على تراثنا الموسيقي والغنائي. وقد تخلل الحفل فاصل غنائي قدّمه عازف العود فيصل نجم والمطرب ناصر الكبيسي.

مشاركة :