تجذب المزارع الريفية السياحية في منطقة المدينة المنورة بشكل يومي عدداً من الأهالي والزوّار بمختلف الجنسيات خلال صيف هذا العام، حيث يجدون فيها الهدوء التام والهواء الطلق، والتي روعي خلال تصميمها التراث المديني. وشكلت المزارع الريفية المنتشرة في مواقع مختلفة في المدينة المنورة فرصة للزوار للاطلاع على إنتاج النخيل من التمور بمختلف أصنافها، وقضاء وقت ممتع في المزارع التي حرص أصحابها على جعلها متنزهات طبيعية تحاكي الطبيعة المدينية، إضافة إلى ما تحويه من مطاعم تقدم مختلف الأكلات الشعبية ومواقع ترفيهية مخصصة للأسر والأطفال. وأكد مستثمرون في مجال السياحة الريفية حرص الزوار على مشاهدة المزارع الريفية ليتعايشوا مع أجوائها التي تميل إلى البرودة قليلاً مع التمتع بتناول المأكولات الشعبية والشاي، والاستمتاع بالأجواء التي تحاكي طبيعة المنطقة قديماً، وأن المدينة بحاجة لمثل هذه المشروعات كي تنقل الطابع السياحي القديم الذي كان يعيشه أهالي المدينة وزوارها في الماضي. من جهته، ذكر مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة م. فيصل بن خالد المدني، أن المنطقة تشتهر بالعديد من مزارع النخيل، مشيرًا إلى أن فرع الهيئة عمل مؤخراً على منح ترخيص السياحة الزراعية والريفية لما يقارب من 15 مزرعة تم تشغيل مزرعتين منهم وجارٍ العمل على تشغيل ثلاثة خلال الأشهر المقبلة، لافتاً إلى أن السياحة الزراعية مشروع رائد يصب في رؤية المملكة 2030 وتعيد تشكيل الخريطة السياحية والزراعية بالمملكة وتقدم فرص عمل للشباب والشابات والأسر المنتجة، وتسعى إلى إيجاد بدائل مميزة لقطاع الإيواء السياحي والسفر والاستمتاع بالطبيعة. يشار إلى أن المدينة تخلد تاريخاً مجيداً ارتبط بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكان للمزارع القريبة من المسجد النبوي ومسجد قباء اتصال مباشر بهذا التاريخ، ومن هذا المنطلق نمت فكرة الاستثمار في هذه المزارع، والتي ستنقل جوانب من التاريخ بصورة غير مباشرة للأهالي والزوار.