اتهم أنصار الرئيس عبدربه منصور هادي جماعة الحوثيين بإطلاق مئات السجناء في مدينة الضالع وتجنيدهم للقتال إلى جانبهم، فيما حاول مسلّحو قبائل تشديد الطوق على مدينة المكلا من الشرق والغرب، لاستعادتها من تنظيم «القاعدة». وتردّدت أنباء عن سقوط قتلى مدنيين في صنعاء. وتوغّلت أمس قوات موالية للحوثيين والرئيس اليمني السابق علي صالح في حي المعلا بمدينة عدن، تحت قصف الدبابات، ساعية إلى السيطرة على الميناء وإحكام القبضة على مقر المنطقة العسكرية الرابعة، في ظل مقاومة شديدة من مسلحي «اللجان الشعبية» الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي. وتواصلت لليوم العاشر غارات طائرات «عاصفة الحزم»، وطاولت أهدافاً عسكرية للحوثيين في صنعاء وعدن وأبين وحجة وصعدة. وتظاهر الآلاف في مدينة تعز (جنوب غرب) تأييداً لعمليات التحالف، وتنديداً بحرب الحوثيين وقوات علي صالح على مدينة عدن ومناطق الجنوب، في وقت زحف مسلحو حلف قبائل محافظة حضرموت لاستعادة السيطرة على المكلا، كبرى مدن المحافظة، والتي استولى عليها قبل يومين تنظيم «القاعدة» وأباحها للسلب والنهب. وأطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر نداءً من أجل هدنة في العمليات الحربية لاعتبارات إنسانية. وقالت مصادر محلية لـ «الحياة»، إن مسلحي الحلف القبلي سيطروا أمس على مدينة الشحر المجاورة للمكلا، واستولوا على معسكر لم يسقط في يد «القاعدة» وأحكموا قبضتهم على مداخل المكلا من جهتي الشرق والغرب، وسط مفاوضات مع مسلحي التنظيم للانسحاب من المدينة من دون مواجهات. وفي عدن، روى شهود أن «دبابات تابعة للحوثيين وعلي صالح توغّلت (أمس) إلى حي المعلا واقتربت من السيطرة على الميناء ومقر المنطقة العسكرية الرابعة، تحت غطاء كثيف من القصف بقذائف هاون وقذائف دبابات على مواقع لمسلحي اللجان الشعبية الموالية لهادي». وأكدت المصادر لـ «الحياة»، أن اشتباكات تدور بين الجانبين في أحياء خور مكسر وكريتر والبريقة، فيما شوهدت منازل تحترق في المعلا وسط استغاثات من الأهالي الذين يحاولون النزوح إلى مناطق آمنة، هرباً من قصف الحوثيين ورصاص قناصة متمركزين في المباني. وجاء تقدُّم الحوثيين على رغم القصف الذي تواصل أمس بكثافة من طائرات التحالف وبوارجه الحربية، واستهدف خصوصاً مواقعهم في مطار عدن وحي خور مكسر ومعسكر قوات الأمن الخاصة، وخطوط الإمداد قرب سواحل مدينة شقرة في محافظة أبين، وتلك الممتدة من محافظة لحج. وتفيد مصادر طبية بأن أكثر من مئتي شخص قُتِلوا ومئات جُرحوا خلال بضعة أيام نتيجة الاشتباكات العنيفة بين الحوثيين ومسلحي المقاومة الجنوبية في عدن، في حين ذكرت مصادر قريبة من جماعة الحوثيين أن مسلحيها اعتقلوا محافظ عدن عبدالعزيز بن حبتور، وهو من المقربين إلى الرئيس هادي، على رغم اتهام المقاومة المسلحة له بـ «خذلان المدينة». وطاولت غارات التحالف في يومها العاشر، مواقع عسكرية ومخازن ذخائر في محيط صنعاء، كما ضربت أهدافاً في صعدة معقل الجماعة، وعلى امتداد الشريط الحدودي الشمالي الغربي الذي يحاول المسلحون الحوثيون التسلل عبره إلى الأراضي السعودية. وأكدت مصادر محلية وطبّية في صنعاء أن غارة استهدفت موقعاً للدفاع الجوي في منطقة جبل النبي شعيب، التابعة لمديرية بني مطر غرب صنعاء. إلى ذلك اتهم أنصار هادي في مدينة الضالع (شمال عدن) التي يخوضون فيها معارك شرسة مع الحوثيين منذ أسبوعين، الجماعة بالتمترس حول السجن المركزي وإطلاق مئات من السجناء بعدما التزموا المشاركة في القتال في صفوف مسلّحيها. وتجدَّدت الغارات بعد ظهر أمس على مواقع عسكرية محيطة بصنعاء، في وقت تفاقمت في المدينة أزمة فقدان السلع الرئيسية والوقود، والانقطاع المتكرر للكهرباء. كما تعاني مناطق عدن ولحج وأبين الجنوبية ومدينة المكلا في حضرموت، غياباً كاملاً للخدمات وفقاً لتأكيدات منظمات إغاثة. وفي اجتماع لقيادته، دان الحزب الاشتراكي اليمني أمس، حرب الحوثيين والقوات الموالية لعلي صالح على عدن والمناطق الجنوبية. وأكد الحزب أنه يعمل لإعداد مبادرة من أجل وقف الحرب والعودة إلى الحوار لإيجاد حل سلمي للأزمة. وأنذر بيان نُسِبَ إلى قبائل محافظة إب (جنوب صنعاء) الواقعة تحت سيطرة الحوثيين منذ أشهر، عناصر جماعتهم بمغادرة المحافظة سريعاً. تزامن ذلك مع تظاهرة حاشدة في تعز تؤيد «عاصفة الحزم» وتُندِّد باجتياح الحوثيين عدن، في حين تحدثت مصادر قريبة من حزب «الإصلاح» عن تنفيذ الحوثيين حملات دهم واعتقالات في صفوف الحزب في العاصمة بعد يوم على إعلانه رسمياً تأييد «عاصفة الحزم».
مشاركة :