قالت مصادر في الجيش اليمني أمس إن مقاتلين قبليين في محافظة حضرموت بشرق اليمن سيطروا على قاعدتين تابعتين للجيش بعد يوم من انسحاب الجنود من مواقعهم، وإنهم يعتزمون استعادة السيطرة على مدينة المكلا عاصمة المحافظة من مقاتلي تنظيم «القاعدة». وأضافت المصادر أن حلفاً قبلياً سيطر على قاعدتي «الشحر» و»الريان» الواقعتين على ساحل بحر العرب إلى الشمال الشرقي من المكلا بعد انسحاب الجيش منهما. ولم يتضح على الفور سبب انسحاب الجنود من القاعدتين، ولا لماذا انسحبوا من المكلا بعدما أظهروا مقاومة ضعيفة نسبياً، لكن انسحابهم سلط الضوء على انهيار أي سلطة مركزية باليمن. وقد يعطي الفراغ الأمني لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» جناح التنظيم الجهادي العالمي في اليمن فرصاً لترسيخ قدمه أكثر في المناطق الشرقية النائية بالبلاد. وسحبت الولايات المتحدة، التي تنفذ ضربات جوية بطائرات بلا طيار على أهداف لتنظيم «القاعدة» في اليمن موظفيها من البلاد الشهر الماضي بعد تقدم الحوثيين جنوباً باتجاه قاعدة العند العسكرية التي يستخدمها الأمريكيون وتقع على بعد 60 كيلومتراً إلى الشمال من عدن. ويحارب المقاتلون الحوثيون الذين سيطروا على العاصمة صنعاء قبل ستة أشهر ومقاتلون موالون للرئيس السابق علي عبدالله صالح أنصار الرئيس عبد ربه منصور هادي في مدينة عدن الساحلية الجنوبية. وتنفذ السعودية وحلفاؤها ضربات جوية منذ عشرة أيام على الحوثيين في محاولة لوقف تقدمهم ودعم هادي الذي انتقل من عدن إلى السعودية قبل أكثر من أسبوع. وقال الحلف القبلي في بيان إنه يعتزم التقدم صوب المكلا واستعادة الأمن بعدما طرد مقاتلون يشتبه أنهم من «القاعدة» الجيش ونهبوا المدينة وحرقوا المباني واقتحموا البنوك والسجن الرئيسي. وأضافت «نظراً لما استدعت الظروف الأمنية التي تعرضت لها مدينة المكلا وما يمليه واجبنا تجاه عاصمتنا وأبنائنا. فقد تداعت قيادة حلف قبائل حضرموت على توجيه قوة من أبناء حلف قبائل حضرموت والزحف تجاه المكلا للمساهمة والمشاركة في حفظ أمن واستقرار المكلا وباقي مدن المحافظة». وقال شهود ومصادر قبلية إن مسلحين يجتمعون خارج المكلا وينتظرون تعزيزات قبل التقدم باتجاه المدينة، فيما قال سكان إن المقاتلين اقتحموا البنوك وأحرقوا مبنى البث التلفزيوني. إلى ذلك، أرغمت الغارات الليلية المكثفة في عدن للتحالف العربي المتمردين على الانسحاب من القصر الرئاسي الذي سيطروا عليه عصر الخميس اثر معارك اتسمت بالعنف. وانسحب المتمردون باتجاه حي خور مكسر المجاور. وبعد سيطرة المتمردين على القصر، وهو اخر رموز الدولة اليمنية الذي لم يكن خاضعا لهم، اندلعت اشتباكات مع «اللجان الشعبية» المؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي. وقالت مصادر عسكرية ان الاشتباكات استمرت بشكل متقطع في الأحياء المجاورة للقصر الرئاسي ومطار عدن الذي تعرض للقصف ليلاً من سفن حربية تابعة للتحالف العربي. وخلال الليل، استخدم التحالف المظلات لانزال أسلحة وذخائر، بينها بنادق كلاشنيكوف وأخرى قناصة ومعدات اتصالات في مرفأ عدن، بحسب مصدر في المرفأ. وأكد المصدر أن التحالف ارسل مواد تموينية وأدوية إلى عدن بقوارب وليس بمظلات كما أعلن من قبل. من جانبه، أكد المتحدث باسم التحالف العميد أحمد عسيري في مؤتمره الصحافي في الرياض عملية الانزال بواسطة المظلات. وقال إن «التحالف قام بعملية دعم لوجستي بجميع أنواعه للجان الشعبية التي استطاعت تغيير الوضع». وأضاف «دمرنا معدات عسكرية وصواريخ للحوثيين في جزيرة ميون» وسط مضيق باب المندب، مشيراً إلى أن الحوثيين قصفوا منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية. وفي محافظة ابين، قتل 11 متمرداً في كمين للجان الشعبية قرب لودر الخاضعة لسيطرة الميليشيات، كما قال أحد عناصر اللجان. من جهة أخرى، تحدث ضابط لوكالة الأنباء الفرنسية عن انقسامات في صفوف القوات المسلحة المؤيدة للحوثيين، قائلاً إن «جنوداً من اللواء 17 مشاة المنتشر قرب مضيق باب المندب تمردوا على قائدهم العميد محمد الصباري الذي انضم إلى الحوثيين أخيراً»، وأشار إلى حدوث اشتباكات بين الجنود.
مشاركة :