تحل اليوم الأحد ذكرى ميلاد هدى شعراوي، مؤسسة الحركة النسائية في مصر، التي ولدت في 23 يونيو عام 1879 وتميزت بفصاحة اللسان وذكائها الشديد، عانت منذ صغرها بالتفرقة الجنسية التي جعلتها تكره نفسها وأنوثتها وتمنت أن تكون رجلا، فتاة مصرية تفوقت في دراستها وأصبحت من أبرز الناشطات في تاريخ الحركة النسوية.بدايتها عندما طالبت بتحرير المرأة أثناء رحلتها الاستشفائية بأوروبا بعد زواجها، تعرفت على قيادات فرنسية نسوية لتحرير المرأة؛ الأمر الذي شجعها في أن تحذو حذوهم، ليبدأ مشوارها في تحرير المرأة وبعد انبهارها بالمرأة الإنجليزية والفرنسية، حيث تعرفت على بعض الشخصيات المؤثرة التي كانت تطالب بتحرير المرأة، عند عودتها أنشأت مجلة "الإجيبسيان" التي كانت تصدرها باللغة الفرنسية.وأصبحت زعيمة أول مظاهرة نسائية عندما قادت أول مظاهرة نسائية ضد الانجليز في ثورة 1919، حيث ظهر ريادة شعراوي وشخصيتها الثورية عندما تقدمت لتقود مسيرة السيدات تضم قرابة 300 سيدة مصرية في 16 مارس عام 1919، للمناداة بالافراج عن سعد زغلول ورفاقه، وخرجت لتواجه فوهة البندقية البريطانية، ووقعت في هذه التظاهرة أول شهيدة للحركة النسائية، ما أشعل حماس بعض نساء الطبقات الراقية اللاتي خرجن في مسيرة ضخمة رافعات شعار "الهلال والصليب" دليلًا على الوحدة الوطنية، للتنديد بالاحتلال وتوجهت هذه المسيرة إلى "بيت الأمة"، وأصبح هذا اليوم بعدها "يومًا للمرأة المصرية".التقت بسعد باشا زغلول على ظهر سفينة واحدة أثناء عودته من منفاه ورأها بحجابها دون برقعها، فأشاد بذلك وطلب من زوجته أن تفعل فعلتها، لتعلن حينها "شعراوي" بداية مرحلة جديدة في مسار المرأة العربية نحو المساواة، ولم تربط حقوق المرأة بمواجهات سياسية من نوع آخر، أو بتيار الإسلام السياسي، بل كانت دعوتها هي والعديد من السيدات اللاتي شاركن في الحركات النسائية الكبيرة ترتبط بحق المرأة في حرية مسلوبة منها في الأصل.شاركت في أول مؤتمر دولي للمرأة في روما عام 1923، وتعد هذه بداية الانطلاق والتحرر عند "شعراوي"، وكتبت آنذاك قائلة: " كان من بين ما حققه مؤتمر روما الدولي أننا إلتقينا بالسنيور موسوليني ثلاث مرات، وقد استقبلنا وصافح أعضاء المؤتمر واحدة واحدة، وعندما جاء دوري وقدمت إليه كرئيسة وفد مصر عبر عن جميل عواطفه ومشاعره نحو مصر وقال إنه يراقب باهتمام حركات التحرير في مصر".طالبت"شعراوي" بالمساواة في الحقوق السياسية مع الرجل وعلى الأخص الانتخاب، بالاضافة إلى الحد من سلطة الولي أيًا كان وجعلها مماثلة لسلطة الوصي، الجمع بين الجنسين في مرحلتي الطفولة والتعليم الابتدائي، وحاولت إصلاح قانون الأحوال الشخصية، فيما يخص الحضانة والزواج، وطالبت بحقوق المرأة النيابية، وهي صاحبة الجهد الكبر في تحديد سن زواج الفتيات على ألا يقل عن 16 عامًا.
مشاركة :