في صفعة قوية للرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تلقى مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم، بن علي يلدريم هزيمة مدوية في انتخابات الإعادة بإسطنبول، حيث تقدم مرشح المعارضة إمام أوغلو بنسبة تصويت 53.6% من الأصوات مقابل 45.4% ليلدريم.وكان يلدريم قد خسر في الانتخابات البلدية التي جرت 31 مارس الماضي، لصالح المرشح عن حزب الشعب الجمهوري المعارض، أكرم إمام أوغلو، الذي لطالما رفع شعار "كل شيء سيكون جميلًا"، منذ كان طفلًا صغيرًا يحلم برئاسة بلدية إسطنبول. وفي الوقت الذي تواجه فيه البلاد استقطابًا بسبب سياسات أردوغان التشددية وتوسيع سلطاته بعد الاستفتاء الدستوري والتنكيل بالأكراد، فضلًا عن الاقتصاد الضعيف ومحاولة الانقلاب الفاشلة في 2016، والتورط في الحرب السورية وما نتج عنها من موجات الهجرة الجماعية، رأي الشعب التركي في أوغلو فرصة للتخلص من الحكم الديكتاتوري؛ إذ أن كل التكهنات تشير إلى أنه سوف يترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.وحاول نظام أردوغان أن يلوث إمام أوغلو بكل السبل المتاحة، وصفوه باليوناني والإرهابي وأنه من أنصار الانقلاب وأنه عميل للولايات المتحدة، في حين يرى البعض أن هزيمة مرشحه تعتبر نهاية صعوده السياسي المطرد على مدار ربع القرن الماضي.وبحسب شبكة "سكاي نيوز" الإخبارية، فإن أردوغان يعتقد أن من يفوز بإسطنبول يفوز بتركيا، وهو ما يعني أن خسارة المدينة مرة ثانية ستمثل حرجًا لأردوغان وقد تضعف ما بدا حتى وقت قريب أنها قبضته الحديدية على السلطة، علما أنه تولى منصب رئيس بلدية إسطنبول في التسعينيات.من جانب آخر، يحاول الحزب الحاكم في تركيا كسب أصواتهم في اسطنبول مجددًا بعد السماح لمحامي الزعيم الكردي عبدالله أوجلان بمقابلة موكلهم منتصف شهر مايو الماضي، وهو ما كانت تمنعه أنقرة لنحو ثماني سنوات منذ العام 2011.ويهدف الأكراد في تركيا من خلال حزبهم الرئيسي إلى كسر هيمنة حزب "العدالة والتنمية" وحليفه في "الحركة القومية" عبر التصويت لصالح مرشح المعارضة.من جانب آخر، اعتبر رئيس حزب "الديمقراطي الكُردستاني ـ تركيا"، محمد أمين كارداش، أن أصوات الأكراد هي التي حسمت المعركة الانتخابية في اسطنبول، لذا فتحت حكومة أردوغان الطريق أمام زيارات محامي أوجلان لمسئولي حزب "الشعوب الديمقراطي" من سجنه في جزيرة إمرالي.وقال كارداش قبيل الانتخابات في تصريحات لقناة "العربية": "أننا "في 31 مارس الماضي، صوّت رفاقنا لصالح مرشح حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول وفق الاتفاق مع حزب الشعوب الديمقراطي. وهذا التصويت سيتكرر يوم الانتخابات".
مشاركة :