تلقف أهالي المناطق الجديدة والقديمة، جنوب البلاد، بحماسة وقبول، المقترح النيابي الخاص بإنشاء محافظة سابعة لتلك المناطق، تعكس الامتداد العمراني للكويت من جهة، وتخفف الضغط الهائل على المؤسسات الخدمية والأمنية في محافظة الأحمدي.ومع الحديث عن تشكيل نواة للمحافظة التي قد تحمل اسم «محافظة صباح الاحمد» وتضم مناطق علي صباح السالم (أم الهيمان) وتوسعة الوفرة السكنية، ومدينتي الخيران السكنية والبحرية، إضافة إلى منطقة الوفرة الزراعية والحدود الجنوبية، أبدى أهالي تلك المناطق، ترحيبهم بالفكرة التي رأوا أنها ستكون نقلة نوعية في الملف الخدمي، يخفف الضغط الكبير الذي تشهده محافظة الأحمدي على المؤسسات الخدمية والامنية، بعد أن أضيفت لها تبعية المناطق الجنوبية للبلاد، وتسبب في إهمال تشغيل المرافق الحكومية في المدن الاسكانية الجديدة لعدم قدرة المؤسسات في المحافظة على تلبية احتياجات هذه المدن الجديدة، ما ترتب عليه ضعف الرقابة على مرافق الخدمة والتضييق على سكان هذه المدن في انجاز اعمالهم اليومية ومراجعاتهم.«الراي» رصت آراء أهالي المدن السكنية الجديدة جنوب البلاد، والتي يقدر عدد وحداتها السكنية بأكثر من 77 ألف وحدة سكنية، قابلة للزيادة في المساحات الشاسعة ما بين مدينة صباح الاحمد السكنية ومنطقة النويصيب الحدودية، فكان لسان حال الاهالي هو مطالبة الحكومة بسرعة انشاء محافظة جديدة تضم مناطقهم وتعالج القصور الحاصل في الخدمات العامة وضعف الرقابة الادارية والأمنية. مبادرة شعبيةوفي هذا السياق، أكد رئيس اللجنة التطوعية لأهالي مدينة صباح الاحمد السكنية تركي العصيمي أهمية انشاء محافظة جديدة للمنطقة الجنوبية، وقال «أنا من أشد المطالبين بهذا الامر، وقد بادرت في طرح هذا التصور على العديد من النواب الذين تبنوا هذا التوجه، وابلغونا ان الحكومة ليس لديها مانع ولكنها بانتظار اكتمال منطقة جنوب صباح الاحمد السكنية».واضاف العصيمي «ان المحافظة الجديدة ستخدم كلا من الوفرة والزور والخيران وغيرها، فمنطقة الاحمدي التعليمية تعتبر من اكبر المناطق التعليمية، وهي لا تستطيع ان تلبي احتياجات مدينة صباح الاحمد وما جاورها في المنطقة الجنوبية، بالاضافة الى ان مديرية الامن، كذلك لا تستطيع ان تدير الجوانب الامنية في المنطقة وهذا ينسحب على منطقة الاحمدي الصحية، فهي عاجزة عن تشغيل وادارة المستشفى المصغر للمدينة». ولفت الى «ضرورة انشاء محافظة جديدة للمنطقة الجنوبية لادارة المدن الاسكانية الجديدة التي اتجه المواطنون للسكن فيها، فمدينة صباح الاحمد شارفت على سكن جميع سكانها، فلا نستطيع ان ننتظر اكتمال مدينة جنوب صباح الاحمد حتى تبادر الحكومة في انشاء محافظة جديدة، فنسبة السكان كبيرة حاليا ولابد من الحكومة ان تسارع في حسم هذا الامر».وتابع ان الوضع الحالي يؤكد عجز المؤسسات الحكومية عن ادارة المنشآت في مدينة صباح الاحمد والوفرة والخيران، مما ترتب عليها التسيب بحضور الموظفين كما ان وزارة الداخلية لا تستطيع ان تسيطر على البلاغات والصحة كذلك، فالكثير من التخصصات الطبية غير موجودة في المنطقة، بالاضافة الى ضعف الرقابة على اعتبار ان المنطقة نائية. واشار الى ان مجلس الوزراء وافق في 2014 على وضع المحاور الخدمية الكبيرة في المدينة الخاصة بالجامعات ومجمع الوزارات، وذلك ليغطي احتياجات المنطقة الجنوبية كافة الى النويصيب ويكون مرجعها محافظة صباح الاحمد والحكومة شغالة على هذا الجانب، ولكن بوتيرة بطيئة جدا. وشدد على ان اهمال المنطقة وعدم اقرار المحافظة الجديدة سيكونان قنبلة موقوتة يترتب عليها ضعف الرقابة على كافة المرافق الخدمية والامنية. مطلب ملحّبدوره، قال عضو اللجنة التطوعية لاهالي مدينة صباح الاحمد السكنية المهندس احمد الحجيلان، ان «انشاء محافظة جديدة مطلب لاهالي مدينة صباح الاحمد، ونتمنى ان يقر من قبل الحكومة في أسرع وقت ممكن فهذه المحافظة ستخدم كلا من مدينة صباح الاحمد وجنوب صباح الاحمد والوفرة والخيران و الزور والنويصيب».وأضاف «عدد السكان في المنطقة الجنوبية يزيد باستمرار في ظل التوزيع الاسكاني وانشاء المدن الجديدة فيها، وهذا مشروع مستقبلي يجب ان ترى الحكومة هذه النظرة». ولفت الى أن «انشاء محافظة جديدة سيساهم في استقلالية المنطقة التعليمية والصحية والامنية والخدمات كافة، واما في الوضع الراهن مع بعد المدينة عن الوزارات ومؤسسات صنع القرار فإن الأمر ساهم في ضعف هذه الخدمات في المنطقة وعدم قدرة هذه المؤسسات على تلبية احتياجات اهالي المنطقة».من جانبه، قال رئيس اللجنة التطوعية لأهالي مدينة جنوب صباح الاحمد السكنية علي عبدالله، ان انشاء محافظة جديدة للمناطق الجنوبية خطوة ايجابية، تخدم كافة اهالي المنطقة الجنوبية، وتساهم في تسهيل امورهم وتشغيل كافة الخدمات بصورة فعالة. واضاف ان معظم الجهات الحكومية غير فعالة حاليا، ولكن بوجود محافظة جديدة سيكون لهذه المؤسسات مقر في المحافظة مثل المنطقة التعليمية والصحية وغيرهما، مما يخدم المواطنين خصوصاً ان المدينة الجنوبية اصبحت بعيدة عن مركز مدينة الكويت فلابد من قرار سريع بانشاء المحافظة الجديدة. نهضة عمرانيةمن جهته، قال رئيس اللجنة التطوعية لاهالي مدينة الوفرة الجديدة خالد المري: «نتمنى ان تكون هناك محافظة جديدة للمناطق الجنوبية، تبدأ من أم الهيمان وتصل الى النويصيب، وان تتضمن جميع الخدمات الوزارية من تعليم وصحة وامن لتنهض المنطقة». وأضاف ان «المنطقة الجنوبية مقبلة على نهضة عمرانية كبيرة، خصوصاً مع انتهاء شبكات الطرق الكبيرة التي تعمل عليها هيئة الطرق ووزارة الأشغال، فمع انتهائها ستعج المنطقة بالسكان والزوار وستكون منطقة جاذبة».ولفت المري الى أن «إنشاء محافظة جديدة للمنطقة الجنوبية سيغير أموراً كثيرة، ووتيرة الانجاز ستكون أسرع في إنجاز مباني الخدمات وتشغيلها، خصوصاً المهم منها مثل المدارس والجامعات والمستشفيات، ما سيشجع الاستثمار في المنطقة من قبل التجار والمستثمرين في بناء المجمعات التجارية والفنادق وغيرهما».بدوره، قال رئيس اللجنة التطوعية لاهالي مدينة الخيران السكنية أنور الزامل «نشجع الحكومة على اتخاذ الخطوة بشكل سريع في انشاء محافظة جديدة للمنطقة الجنوبية، فللأسف مع سكن المواطنين في منازلهم و انشاء العديد من المشاريع السياحية في المنطقة مازالت الحكومة تعتبر منطقتنا منطقة نائية».وأضاف «مع إنشاء خمس مراحل من الشاليهات ومنطقة سكنية وتشغيل خمس مدارس لا تزال نظرة الحكومة للمنطقة قاصرة، فنحن نطالب وبشدة بانشاء محافظة جديدة للمنطقة الجنوبية لتنظر الى همومنا وتعالج القصور الذي تعانيه المدن السكنية الجديدة».
مشاركة :