بفارق 15 ألف صوت على الأقل تفوق أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب الشعب الجمهوري، على نظيره مرشح حزب العدالة والتنمية الحاكم بن علي يلدريم، في الانتخابات على مقعد بلدية إسطنبول، قبل أن يقوم القضاء التركي وبإيعاز من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإلغاء نتيجة الانتخابات وإعادتها مرة أخرى. إعادة أجريت اليوم الأحد، لم تُفض لنتيجة مختلفة عن سابقتها سوى في اختلاف نسبة الأصوات التي حصل عليها أوغلو عن يلدريم، وتجاوزت الـ700 ألف صوت بعد إحصائية شبه نهائية، وأكدت بما لا لبث فيه أن البلدية التي طالما كانت موالية للحركات الإسلامية منذ ربع قرن قد خرجت لتوها من قبضتهم إلى خصومهم حزب الشعب الجمهوري. بدوره، سارع مرشح حزب العدالة والتنمية الخاسر، بن علي يلدريم، إلى الإقرار بهزيمته المدوية هذه المرة، فيما هنأه أردوغان، أوغلو بالفوز الساحق. فوز المعارضة التركية، وجد صدى واسع في الشارع العربي الذي قابل الخبر باحتفاء كبير، إذ رآه البعض مؤشر على بداية نهاية الحكم الأردوغاني لتركيا المستمر منذ نحو 17 عاما، وتسبب في تغذية الكثير من النزاعات والصراعات بالدول العربية ولا سيما بعد أحداث انتفاضات 2011. كما لعب نظام أردوغان دورا كبيرا في دعم واحتضان الجماعات الإسلامية الراديكالية والمتطرفة، مثل جبهة النصر وداعش بدرجة أقل، وجماعة الإخوان بصورة أوضح. من جهته، وصف المفكر والباحث الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، فوز إمام أوغلو ببلدية إسطنبول، بأنه أسعد خبر تلقاه هذا اليوم، قائلا، فوز ساحق لمرشح المعارضة أكرم امام اوغلو وهزيمة ماحقة لمرشح حزب العدالة والتنمية في انتخابات اسطنبول وبداية النهاية لزعامة اردوغان وافول عصر الاردوغانية في تركيا. وأضاف، فرحت واحتفلت مع المحتفلين والفرحين في اسطنبول بفوز إمام أوغلو وهزيمة حزب أردوغان، اسعد خبر اليوم. لو يملك ذرة شرف لاستقال أردوغان فهو القائل من يخسر اسطنبول يخسر تركيا. فيما رأى الخبير والمحلل الاستراتيجي، د. علي التواتي القرشي، أن فوز إكرام إمام أوغلو.. مرشح حزب الشعب بانتخابات عمدة إسطنبول، يشكل علامة فارقة في تاريخ تركيا الحديث، وقد يؤذن بظهور زعامات علمانية جديدة استفادت من درس اهمال معتقدات الناس لتسحب البساط من تحت اقدام الاحزاب الدينية بالموازنة بين علمانية الدولة وتدين الشعب. بدوره، قال المحلل الكويتي، فهد الشيلمي، إن إسطنبول “تحررت” وبفارغ 800 ألف صوت عن مرشح حزب “الجمبازيه والانتهازيه”. من جهته، عقب الكاتب والباحث السياسي، فهد ديباجي، على فوز المعارضة بمقعد بلدية إسطنبول، قائلا، هذا اليوم يعتبر من الأيام السعيدة والمفرحة في تاريخ العرب والمسلمين، ويوم تعيس وسيء في تاريخ الإخوان وقطر و أردوغان . وأضاف، أن قطر والإخوان خسروا في الانتخابات التي أجربت بموريتانيا، فيما خسر حزب العدالة والتنمية في معقله، بتركيا، مضيفا أنه في الانتخابات السابقة كان الفارق 13 ألف صوت بينما نتائج اليوم أكبر من ذلك بكثير، ما يعني أن الحزب الحاكم يتلقى ضربة ساحقة وأنه أخطأ في الحسابات، موضحا أنه إذا لم يتدارك الحزب الحاكم الأوضاع فسيخسر في كل الانتخابات القادمة. ودعا، ديباجي، أحزاب المعارضة التركية إلى أن تثبت نفسها وأن تقنع الشارع وتجيد التعامل مع الحزب الحاكم. ورأى بدوره الصحفي التركي، محمد زاهد جول، أن الانتخابات في اسطنبول تحمل معها الكثير من المتغيرات في السياسية، متوقعا إجراء انتخابات مبكرة بالبلاد. İstiklal Caddesi. Anlık.#x1f4a5; pic.twitter.com/2Tsyd9h0Qw — Güzel İstanbul (@GuzelIstanbul_) ٢٣ يونيو ٢٠١٩ وأشار جول، إلى أن حزبي المعارضة الشعب الجمهوري، والحزب الجيد كانوا قد قالوا إن لا انتخابات مبكرة لكن الأمور بعد الإعادة غيرت الكثير وهذا يعني أن أمامنا انتخابات مبكرة ربما في ٢٠٢٠ أو ٢٠٢١ بمعنى أن السياسية التركية لن تنتظر حتى ٢٠٢٣. وفي ذات السياق، فقد تفاعل زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي، أكبر أحزاب المعارضة، كمال قليجدار أوغلو، مع فوز مرشح حزبه بانتخابات بلدية إسطنبول، معربا عن سعادته بفوز أكرم إمام أوغلو. وكتب قليجدار أوغلو في تغريدة على تويتر، معلقا على نتائج انتخابات الإعادة لرئاسة بلدية اسطنبول: “كل شيء سيصبح جميلا جدا”، في إشارة منه إلى شعار الحزب في الحملة الانتخابية. وأضاف: “كنا قلنا إنه كل شيء سيصبح جميلا جدا، وها قد صار كل شيء جميلا جدا”.
مشاركة :