مقالي الأخير.. عن ماذا أكتب؟

  • 6/24/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

آخر مقال أكتبه قبل التوقف للإجازة السنوية، بعد الكتابة الأسبوعية الدائمة طوال الموسم الرياضي الذي انتهى قبل أسابيع. أمواج متلاطمة من الأفكار في ذهني، تهيجها عواصف من القضايا الرياضية، تمنع إبحاري في محيط الكتابة وتجعل كلماتي تهتز يمنة ويسرة، فيكتب قلمي كلمة من هنا وكلمة من هناك، ويلتقط حدثًا رياضيًا يعلق عليه، فما أن يظن نفسه استرسل فيه، حتى يأتي حدث رياضي آخر يعصف به باتجاه آخر ليكتب فيه، وإذ به يتركه مرة أخرى مكرها، وتتقاذفه عواصف الأحداث الرياضية إلى مكان آخر. عن ماذا أكتب؟ يا ترى هل سيكون عن ديون الأندية التي تجاوزت الثمانية ملايين دينار والأندية تدق نواقيس الخطر من خلال التقارير الصحفية والكشوف المالية، التي تحذر فيها بالأرقام الواقعية على الأرض من اقتراب غالبية الأندية المحلية من الإفلاس سنة بعد أخرى؟ فلا الأندية تتوقف عن الاقتراب من هاوية الإفلاس، ولا الوزارة لديها الخطة للتدخل ومعالجة الأزمة. وعلى الرغم من أن هذه القضية الخطيرة، التي يرتج لها الشارع الرياضي مع بداية ونهاية كل موسم رياضي لمدة أسبوع أو أسبوعين، أو شهر أو شهرين، ثم ينساها، وتطوى صفحاتها وأرقامها وحقائقها الواقعية، في أدراج النسيان. عن ماذا أكتب؟ عن توصيات قمة الرياضة الأخيرة ال 212 التي لم تجد طريقها إلى التنفيذ لغاية الآن؟ فإلى أين نحن سائرون في توصيات الـ212؟ ومن الذي يهتم لهذه التوصيات، ويلتزم بها، ويصلح من واقع الحركة الرياضية؟ يبدو أن في وسطنا الرياضي لا أحد يكترث أو يقرأ، وإن قرأ فلا يعمل بما قرأ. ولكن ما فائدة طرح هذه الأفكار إذا لم تفعل وتنفذ على أرض الواقع، وقد طرحت قبلها أفكار رياضية كثيرة في السنوات الماضية، ولا من مجيب؟ كنت أتوقع أن تقوم الجهة المعنية بالقمة بوضع خطة استراتيجية لهذه التوصيات يتم تنفذيها على ثلاث مراحل قصيرة المدى أي أقل من ستة أشهر، والثانية متوسطة المدى، وتتراوح ما بين ستة أشهر إلى سنتين، وطويلة المدى وهي من سنتين إلى أربع سنوات كحد أقصى. عن ماذا أكتب؟ عن التضخم الكبير في عدد الأندية الرياضية التي أصبحت عبئا على وزارة شؤون الشباب والرياضة؟ عن تلك الأندية التي يفصل بينهما مئات من الأمتار فقط، وأنشطتها الرياضية مقتصرة على لعبة أو لعبتين، وعلى الرغم من ذلك فهي لا تقبل بفكرة الدمج ولا تريد أن تندمج؟ توضح لنا البيانات الرسمية، أن هناك (52) ناديًا في البحرين من بينهم رياضيا عاما وخاصا وثقافيا. هذا العدد الكبير من الأندية الرياضية يجعلنا نقول إنه حان الوقت لوقفة مراجعة وتقويم لهذا الشأن بطريقة علمية هادئة بعيدا عن المصالح الفئوية التي ترسخت عبر الزمن بطريقة معيقة لتطوير الحركة الرياضية في مملكتنا. عن ماذا أكتب؟ عن قيام أنديتنا الرياضية بتقليص مساحة المرافق والساحات والملاعب بعد أن رهصتها المحلات والمجمعات التجارية بدواعي الاستثمار لتجد الألعاب الرياضية نفسها تمارس العابها على ملاعب غير مؤهلة الأمر الذي ينعكس سلبا على أنشطة النادي، وفرقه، ولاعبيه، ومنتسبيه؟ إن بعض إدارات أنديتنا الرياضية فهمت الاستثمار بشكل خاطئ، وتظن أنه مقتصر على تحويل المساحة المخصصة للنادي إلى محلات تجارية دون النظر إلى المشاريع الاستثمارية المستدامة التي تسهم في رفد النادي بمداخيل بدون التأثير على مساحة النادي. أخر الكلام: عن ماذا أكتب؟ عن إذا كتبت فلا أحد يسمع.. وأعيد الكتابة مرة أخرى.. وقد أحاول وقد أعجز.. ولكي لا تنطفئ محاولتي باليأس يجب علي أن أستمر وأن لا أتوقف، فهل أطلب المستحيل إذا نادينا بالاستماع فيما تثيره وتكتبه الصحافة من قضايا في الشأن الرياضي. فهذه السلطة هي وسيلة للتنوير وتوسيع الذهنية الرياضية، وهي الموجه والرقيب والحسيب، وهي المرشد الضروري للحاق بركب التقدم الرياضي. ماذا أقول؟ الحق على من؟ علي أنا؟ أم على من لا يريد أن يسمع؟ وداعًا.. وإلى لقاء قريب بإذن الله. حياة تستمر.. ورؤى لا تغيب

مشاركة :