الكاميرون في اختبار صعب للدفاع عن اللقب الإفريقي

  • 6/24/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

بعد غياب عن نسختين متتاليتين ثم الخروج المبكر والمهين من النسخة التالية، نجح المنتخب الكاميروني لكرة القدم في التحدي خلال بطولة كأس الأمم الإفريقية الماضية عام 2017 وأحرز اللقب الغائب عنه منذ سنوات طويلة. وكسب المنتخب الكاميروني الرهان بفريق يعتمد على عديد من العناصر الشابة بعد اعتزال عدد من نجومه البارزين مثل النجم الشهير صامويل إيتو. وكانت اللياقة البدنية العالية وإصرار الفريق هما السلاح الرئيس للأسود في طريقهم نحو منصة التتويج باللقب الإفريقي في 2017 وكسر العقدة التي لازمت الفريق كثيرا والتغلب على لعنة الفراعنة؛ حيث تغلب الفريق على نظيره المصري في المباراة النهائية للبطولة. والآن، سيكون على أسود الكاميرون أن يزأروا مجددا في عرين المنافس العنيد، وأن يخوضوا رحلة الدفاع عن اللقب الإفريقي على أرض الفراعنة من خلال النسخة الثانية والثلاثين التي انطلقت في 21 من يونيو. وغاب أسود الكاميرون عن نسختي 2012 و2013 للبطولة الإفريقية، ولكن عودة الفريق للبطولة لم تكن على المستوى الذي أراده الفريق؛ حيث ودع البطولة الماضية عام 2015 في غينيا الاستوائية من الدور الأول بعدما تعادل في مباراتين وخسر الأخرى. وجاءت النسخة الماضية في الجابون بمنزلة بداية حقيقية وقوية لعهد جديد في تاريخ المنتخب الكاميروني (الأسود غير المروضة)؛ حيث أحرز الفريق لقب البطولة بدون النجم الكبير صامويل إيتو صاحب الصولات والجولات في الملاعب الإفريقية والأوروبية، الذي أعلن في أغسطس 2014 اعتزاله اللعب الدولي لتكون نسخة 2015 هي الأولى للفريق الكاميروني في البطولات الإفريقية من دون إيتو منذ سنوات طويلة. وفشلت محاولة الأسود في البحث عن بداية جيدة لعهد ما بعد إيتو عندما خرج الفريق من دور المجموعات في نسخة 2015 من البطولة قبل أن تنجح المحاولة في 2017، ولكن غياب الأسود عن بطولة كأس العالم 2018 بروسيا سيضاعف من الضغوط على الفريق في البطولة الإفريقية المرتقبة بمصر؛ حيث يتطلع الفريق للدفاع بقوة عن عرشه القاري. ورغم البداية المتأخرة للمنتخب الكاميروني في مشاركاته ببطولات كأس الأمم الإفريقية، التي لم تأت إلا مع مطلع سبعينيات القرن العشرين، أي بعد أكثر من عشر سنوات من انطلاق البطولة، ورغم تأخر نجاح الفريق أيضا الذي لم يبدأ إلا في منتصف ثمانينيات القرن العشرين، ترك أسود الكاميرون بصمة مميزة على الساحة الإفريقية خلال العقود الماضية. وبدأت مشاركات المنتخب الكاميروني في النهائيات الإفريقية عام 1970 بعدما فشل في التأهل لبطولة عام 1968 التي كانت الأولى له في تاريخ مشاركاته في التصفيات الإفريقية. وخرج الفريق من الدور الأول لبطولة 1970، ثم وصل إلى الدور قبل النهائي في البطولة التالية عام 1972، وتوقع الجميع أن تكون هذه البطولة هي البداية الحقيقية لأسود الكاميرون. لكن الرياح تأتي أحيانا بما لا تشتهي السفن، حيث سقط الفريق في التصفيات المؤهلة للبطولات الأربع التالية، قبل أن يستعيد بعض اتزانه عام 1982 بالوصول إلى النهائيات التي أقيمت في ليبيا، ولكنه خرج من الدور الأول أيضا. وجاءت البطولة التالية عام 1984 لتشهد البداية الحقيقية للأسود التي لا تقهر؛ حيث حمل الفريق كأس البطولة للمرة الأولى في مسيرته وكتب أول سطر في تاريخ أمجاده. ومع بداية القرن الحادي والعشرين، كشر أسود الكاميرون عن أنيابهم وحققوا خلال عامين ما أخفقوا فيه على مدار 12 عاما، حيث توج الأسود بلقب البطولة عامي 2000 في غانا ونيجيريا و2002 في مالي، وأكدوا بقيادة مهاجمهم المتألق صامويل إيتو أن المستقبل على الساحة الإفريقية سيكون لهم وليس لغيرهم. ومع خروج الفريق بصعوبة بالغة، وفي مفاجأة من العيار الثقيل من دور الثمانية في بطولات 2004 و2006 و2010 وخسارة المباراة النهائية للبطولة التالية عام 2008 بغانا والغياب عن النسختين الماضيتين 2012 و2014، لم يعد أمام لاعبي الكاميرون سوى الحصول على اللقب الإفريقي في غينيا الاستوائية عام 2015، خاصة مع إخفاق الفريق في عبور دور المجموعات ببطولتي كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا و2014 بالبرازيل. ولكن الرياح أتت مجددا بما لا تشتهيه السفن؛ حيث ودع الفريق البطولة مبكرا بحصد نقطتين فقط من مبارياته الثلاث في الدور الأول. ونجح المنتخب الكاميروني في الفوز بلقب النسخة الماضية من البطولة بالجابون ليقترب مجددا من الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب الإفريقي، الذي ينفرد به المنتخب المصري. وكانت الإيجابية الأكبر للفريق في النسخة الماضية هي كسر "عقدة" مواجهاته مع المنتخب المصري والتغلب عليه في النهائي بعدما أسهم المنتخب المصري في إقصائه أكثر من مرة من المباريات الحاسمة، سواء على الألقاب، أو في التصفيات، مثل التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2006 والمباراة النهائية لكأس إفريقيا 2008 في غانا. ورغم اعتزال إيتو قبل سنوات وابتعاد أكثر من لاعب كبير عن صفوف الأسود واعتذار البعض مثل جويل ماتيب عن عدم المشاركة مع الفريق في كأس إفريقيا الماضية بالجابون، اعتمد البلجيكي هوجو بروس على عدد من العناصر التي أكدت كفاءتها في السنوات الأخيرة، واكتسبت مزيدا من الخبرة، وأحرز اللقب مع تألق لاعبين مثل كريستيان باسوجوج الذي توج بلقب أفضل لاعب في البطولة. والآن، أصبح هؤلاء النجوم أكثر خبرة، كما عاد حارس المرمى العملاق كارلوس كاميني (فناربخشة التركي) إلى قائمة الفريق ليخوض منافسة قوية مع فابريس أوندوا حارس مرمى أوستيند البلجيكي على حراسة مرمى الفريق في البطولة. ويخوض الأسود البطولة المرتقبة بقيادة المدرب الهولندي كلارنس سيدورف "43 عاما"، الذي تولى تدريب الفريق في 2018، ويخوض أول تجربة له مع الكرة الإفريقية، علما بأنه لا يحظى بخبرة تدريبية كبيرة، حيث بدأ العمل في هذا المجال مع ميلان الإيطالي في 2014 لكن خبرته الكبيرة اكتسبها كلاعب صال وجال كثيرا في الملاعب الأوروبية. ويعتمد سيدورف على مجموعة متميزة من اللاعبين مثل ومبرويسي أويونجو (مونبلييه الفرنسي) وكولين زفاي (ستاندرد لييج البلجيكي)، في الوسط وكريستيان باسوجوج (هينان جياني الصيني) وإيريك ماكسيم تشوبو موتينج (باريس سان جيرمان الفرنسي) وكلينتون نجاييي (مارسيليا الفرنسي) في الهجوم. وأوقعت قرعة النهائيات المنتخب الكاميروني في المجموعة السادسة مع منتخبي غانا وبنين، فيما سيكون الفريق الآخر في المجموعة هو منتخب غينيا بيساو، الذي التقاه المنتخب الكاميروني أيضا في مجموعته بالبطولة الماضية. وتتجه معظم الترشيحات في هذه المجموعة للمنتخبين الكاميروني والغاني، ولكن منتخبي بنين وغينيا بيساو يسعيان إلى تفجير المفاجأة. مدرب الكاميرون سيدروف

مشاركة :