الدوحة - قنا: افتتح أمس بالمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا معرض أرض السُمر للفنان السوداني نور الهادي، ولوحات للفنانتين القطرية ابتسام الصفار والهندية سورابي كجواد. حضر حفل الافتتاح، الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي، وسعادة السيد فتح الرحمن علي محمد سفير جمهورية السودان لدى الدولة. وعدد من الفنانين والإعلاميين والمُهتمين. وأوضح السليطي في تصريح له بهذه المناسبة، أن كتارا تفتح أبوابها للفنانين من مختلف المدارس والتوجهات الفنيّة، باعتبارها حاضنة الإبداع ومظلة المبدعين، وطالما استضافت الفنانين المحليين والعالميين المقيمين داخل قطر أو خارجها. وأشار إلى أن التعاون الذي تشهده “كتارا” مع معظم السفارات المعتمدة لدى دولة قطر، يثمر عن منتج ثقافي إبداعي يتمثل في المعارض الفنيّة أو الأمسيات الموسيقية أو المهرجانات التي تلقي الضوء على ثقافات وحضارات تلك الدول. وجاءت لوحات الفنان نور الهادي البالغ عددها 32 عملاً فنياً أنجزها على فترات متباعدة، نابعة من بيئته السودانيّة الغنيّة بالمخزون التراثي والثقافي المتنوّع، وبألوانها الصاخبة. وقال نور الهادي إنه لا يتحدّث في معرضه عن تفاصيل فنيّة، وإنما عن وجدانيات وخواطر فرغها بخطوط وألوان حتى ظهرت بهذه الطريقة، لافتاً إلى أن الفنان عندما يكون بعيداً عن وطنه تظل هناك تفاصيل لذكريات كثيرة. وأوضح أنه يتعامل مع معارضه الشخصية كزائر يستمتع بلوحاته ويتنقل بينها ليرى كيف توالت هذه التجارب. وفي جوابه على “قنا” عن تعاونه مع كتارا من أجل تنظيم معرضه، أوضح نور الهادي أنه يشعر بسعادة غامرة كبيرة في التعاون مع كتارا، منوهاً بأن فكرة الحي الثقافي في حد ذاتها فكرة ذكية، معرباً عن رأيه بأن دولة قطر سبقت بقية الدول العربيّة في الناحية الجمالية والتجهيزات الضخمة خاصة في مجال الفن، إذ بإمكان أي فنان إقامة معرضه بسهولة ويُسر. أما المعرض المشترك بين الفنانة القطرية ابتسام الصفار والفنانة الهندية سورابي كجواد، فيأتي ضمن فعاليات العام الثقافي “قطر ـ الهند 2019”. ويتألف المعرض من 32 لوحة منها 14 لابتسام الصفار، والباقي لسورابي كجواد. واتّبعت الصفار في أعمالها المدرسة التعبيرية التجريدية بألوان الأكليريك والتي دأبت عليها منذ زمن، وصقلتها أثناء إقامتها الفنية سواء بمطافئ مقر الفنانين أو بالإقامة الفنيّة في أستوديو قطر بباريس عام 2017. وعن السر في تركيزها على الوجوه في أعمالها قالت الصفار، إن هذه الوجوه لا تخلو من الشعرية، إذ أن الوجه هو الأداء السلوكي، فهو حياة وخواطر، وكل شيء فيه يجمع ما بين الداخل والخارج، ولذلك فإن الوجه هو مركز سيرة الإنسان ومركز انفعالاته ورغباته ومزاجه وسلوكه. بدورها أوضحت الفنانة الهندية كجواد، أنها تعرض لأول مرة أعمالها في “كتارا”، حيث إن القاسم المشترك بين أعمالها وأعمال ابتسام هي “الوجوه”. وعن الوجوه في لوحاتها هل هي من محض الخيال أو لأشخاص حقيقيين في الواقع، أوضحت سورابي، أن بعضها واقعي، في حين أن بعض الوجوه الأخرى متخيّلة، مبرزة أنها أثناء إقامتها في قطر، تأثرت بثقافة البلد وتراثه، وهو ما انطبع على أعمالها في الأزياء، أو رسم الصقر الذي يعدّ أيقونة تراثية بامتياز في البلد. وأشارت إلى أن النساء اللواتي صورتهن هن نساء قويات ومستقلات، يعرفن ما يردن ويرغبن في تحديد منظورهن الخاص وخلق سردهن من خلال أسلوب حياتهن، حيث إن الأزياء تُشكل عنصراً هاماً في هذا السرد.
مشاركة :