قالت قناة «euronews» في نسختها الفرنسية، إن الجولة الجديدة من الانتخابات التي تشهدها مدنية إسطنبول اليوم الأحد، لاختيار عمدة جديد، أكثر من مجرد انتخابات بلدية، مشيرة إلى أنها شهادة على شعبية أردوغان وحزبه على خلفية صعوبات اقتصادية خطيرة، حيث قال الرئيس «من يفوز في إسطنبول يفوز بتركيا». وأشارت إلى أن النتيجة الماضية ألغيت بعد اتهامات بوجود «مخالفات كبيرة» من قبل حزب الرئيس، بينما رفضت المعارضة هذه الاتهامات، واستنكرت «الانقلاب على صندوق الاقتراع (..) التصويت الجديد معركة من أجل الديمقراطية». وأكدت أن أردوغان يريد من خلال هذه الانتخابات، الحفاظ على المدينة التي يقطنها أكثر من 15 مليون نسمة، وتعد العاصمة الاقتصادية والثقافية للبلاد، حيث يسيطر عليها معسكره منذ 25 عامًا، أما بالنسبة للمعارضة، فتسعى لإلحاق أول هزيمة بأردوغان منذ عام 2003. وفقًا للمحللين، مهما كانت نتيجة اليوم الأحد، سيظل الرئيس ضعيفًا: إما أنه ستلحق به هزيمة مذلة أخرى، أو أنه يفوز في نصر تشوهه عملية إلغاء انتخابات مارس. ونوّهت القناة إلى أنه في الانتخابات الأولى، خسر حزب العدالة والتنمية أيضًا العاصمة أنقرة بعد 25 عامًا من هيمنة المحافظين الإسلاميين، نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب، حيث بلغ معدل التضخم 20٪، وانهيار الليرة التركية وارتفاع معدل البطالة. وأظهرت استطلاعات الرأي تقدم إمام أوغلو على منافسه من حزب العدالة والتنمية رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، وأشارت بعض الاستطلاعات إلى أنه متقدم بما يصل إلى تسع نقاط مئوية. ومن أجل تقليل الفارق في هذه الانتخابات سعى حزب العدالة والتنمية خلال الأيام الخيرة إلى جذب الناخبين الأكراد، الذين يشكلون حوالي 15% من ناخبي إسطنبول البالغ عددهم 10.5 مليون ناخب، حيث خفف من لهجته حول القضية الكردية وذهب يلدريم إلى حد ذكر «كردستان»، وهي كلمة من المحرمات في معسكر أردوغان. كما نشرت وسائل الإعلام الموالية للحكومة وأردوغان، رسالة من الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردي، عبدالله أوجلان، دعا فيها من السجن الأكراد إلى الحياد. لكن حزب الشعب الديمقراطي، الذي أدان مناورة السلطة لتقسيم ناخبيه، دعا، كما في مارس، إلى التصويت لصالح إمام أوغلو. وخلصت إلى أنه سواء فاز أو خسر فإن مؤيدو إمام أوغلو، ينظرون إليه بالفعل على أنه بطل للمعارضة قادر على تحدي رئيس الدولة في الانتخابات الرئاسية المقبلة المقرر إجراؤها عام 2023.
مشاركة :