يتوجّه ملايين الناخبين الأتراك في إسطنبول اليوم الأحد لاختيار عمدة جديد للمدينة في إعادة انتخابات مثيرة للجدل بعد إلغاء نتائج انتخابات شهر مارس الماضي، والتي فازت فيها المعارضة. وكان أكرم إمام أوغلو، 49 عامًا، من حزب الشعب الجمهوري من التيار العلماني، قد هزم بن علي يلديرم ،63 عامًا، من حزب العدالة والتنمية الحاكم بفارق 13 ألفا و729 صوتًا في انتخابات على رئاسة البلدية في 31 مارس الماضي. وألغى المجلس الأعلى للانتخابات في تركيا، في 6 مايو الماضي، نتيجة التصويت بما يتماشى مع مطالب حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ، والذي ادّعى بوجود مخالفات، وأمر بإعادة الانتخابات مرة أخرى. وأجبر إمام أوغلو على ترك منصبة بعد 18 يومًا فقط. ويتحالف حزب العدالة والتنمية الذي يتزعّمه الرئيس رجب طيب أردوغان مع حزب الحركة القومية اليميني المتطرف ويسيطر على الحكومة المركزية. وفاز أيضًا بالأغلبية في الانتخابات المحلية في جميع أنحاء البلاد قبل ثلاثة أشهر. لكن حزب العدالة والتنمية قد عانى من خسائر فادحة في سباق انتخابات العمودية المهم في العاصمة، أنقرة، ومدينة إسطنبول، والتي سيطر عليهما المحافظون الإسلاميون على مدى 25 عامًا. وتمثّل مدينة إسطنبول أهمية لأنها العاصمة المالية والثقافية للبلاد، فضلًا عن أنها المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان، ويوجد بها 56ر10 مليون ناخب لديه حق التصويت. كما أن إسطنبول تعد المحرك للاقتصاد التركي، كما أنها موطن مشاريع البنية التحتية المربحة بملايين الدولارات وتسهم بثلث الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وتعتبر هذه الانتخابات شخصية بالنسبة لأردوغان. حيث إنه ولد في حي قاسم باشا للطبقة العاملة في إسطنبول. كما أنها المدينة التي بدأ فيها حياته السياسية باختياره عمدة لها في عام 1994. ولا يزال حزب العدالة والتنمية يسيطر على البرلمان المحلي، لكن حدوث هزيمة ثانية ستكون بمثابة صفعة على وجه أردوغان والحزب المسؤول عن إعادة الانتخابات.