بالصور.. 3 آلاف نقش إسلامي تروي تاريخ وحضارة المدينة المنورة

  • 6/24/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

تزخر مناطق المملكة بآثار ونقوش عديدة حظيت باهتمام الدولة كونها امتدادًا لإرث حضارات إنسانية عريقة، بينما تتفرد المدينة المنورة وحدها، بأكثر من ثلاثة آلاف نقش إسلامي. وتوجد العديد من النقوش الإسلامية في سفوح الجبال والصخور وعلى ضفاف بعض الأودية داخل المدينة المنورة والقرى التابعة لها؛ حيث تظهر الاعتماد على الخط المدني في ذلك الوقت لرسم النقش وحفره، والعناية برسم حروفه والحفاظ على مستوى تباعدها بدقة، وتوحي بانتشار الكتابة والقراءة والتعلّم بين أفراد المجتمع، ما يعدّ دلائل مادية على عراقة الحضارة الإسلامية. وقال الباحث في الآثار والنقوش الإسلامية محمد بن عبدالله الرثيع المغذوي، إن المدينة المنورة أول عاصمة في التاريخ الإسلامي، وثاني أقدس مكان بعد مكة، فدعا لها النبي - صلى الله عليه وسلم - بالبركة، بقوله: «اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشدّ وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها فاجعلها بالجحفة». وتابع المغذوي: المدينة المنورة حباها الله بموقع مميز محصن، فتحيط بها الحرار البركانية، فمن شرقها حرة واقم، وفي الغرب حرة الوبرة، وإلى جنوبها الشرقي حرة شوران، ومن شمالها وجنوبها تحتضنها الجبال، كأحد، وعير، والجماوات، فضلًا عن أودية جعلتها أرضًا خصبة للزراعة، وفيرة المياه. وأفاد أن المدينة المنورة حظيت بنهضة علمية كبيرة، بعد هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها فكان من حرصه، على ذلك أن جعل فداء بعض أسرى غزوة بدر ممن يعرفون الكتابة، مبينًا أن ذلك تظهره الاكتشافات الأثرية لنقوشهم الإسلامية المبكرة على صفحات جبال، وحرار المدينة المنورة، والمناطق المحيطة بها، والتي تسمى ببادية المدينة المنورة، لافتًا إلى أن جولاته الاستكشافية أثمرت عن رصد أكثر من ثلاثة آلاف نقش تعود لحقب زمنية عديدة. وعدّ الباحث بمجال الآثار، النقوش المكتشفة دليلًا مهمًّا، فيما وصلنا من الآيات والسور ومن السنة النبوية، وفي وشتى العلوم كالأنساب، وعلم التراجم، والأدب، والتاريخ، والخط، واللغة، منها نقوش للصحابة، وللتابعين، والقضاة، وأصحاب الشرط، والحسبة، ممن لهم ذكر في المصادر التاريخية المتقدمة، وفي تراجم رجال الحديث، والإسناد، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كما أن للأدباء أيضًا الحظ الوافر منها، وللصيادين، والمتنزهين، وعامة الناس في بادية المدينة، وحاضرتها. وبيَّن المغذوي، أن معظم ما تم اكتشافه هي نقوش لآيات من القرآن الكريم، ونقوش في الوعظ، وفي الدعاء، والوصية، تستند جميعها على أحاديث صحيحة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ونقوش في الرسائل، والشعر، والأخبار، وأخرى توثيقية لملكية أرض أو مجلس أو منزل، أو عين ماء، أو بئر، ومنها نقوش تعريفية لأصحابها، والرسائل النبوية، وغيرها. بدوره استعرض مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة المدينة المنورة فيصل بن خالد المدني الجهود المبذولة للعناية بالنقوش الإسلامية ومواقعها، وحصرها وتوثيقها، كونها جزءًا من التراث الوطني الذي يحظى بعناية واهتمام الدولة وخاصة ما يتعلق بالتراث الإسلامي في المدينة المنورة وغيرها. وقال المدني، إنه منذ إنشاء دائرة الآثار في ثمانينيات القرن الهجري الماضي حرصت الدولة على توثيق ودراسة المواقع الإسلامية وترميمها والاهتمام بها، وازداد الاهتمام بها بعد انضمام قطاع الآثار للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني؛ حيث تم إطلاق برنامج للعناية بمواقع التاريخ الإسلامي، يهدف إلى حصر وتوثيق ودراسة المواقع الإسلامية والنشر عنها، كما صدرت عدد من الأوامر السامية الكريمة بأهمية المحافظة على تلك المواقع. وبشأن وجود إحصائية رسمية تتعلق بعدد النقوش الإسلامية المكتشفة في منطقة المدينة المنورة، قال المدني: حرصت الهيئة على إنشاء سجل للآثار الوطني يوثّق جميع المواقع الأثرية والتراثية وأماكن تواجدها وكل تفاصيلها، فبلغت المواقع الأثرية المسجلة في منطقة المدينة المنورة أكثر من ألف و 1382 موقعًا حتى مطلع هذا العام 1440هـ، ولا تزال المواقع تكتشف وتسجل، خصوصًا النقوش الإسلامية والرسومات الصخرية نظرًا لانتشارها في جميع أرجاء المدينة.

مشاركة :