عرف أسرار الحرفة من والده وأتقنها بـ«لغة الحرفيين».. كانت عيناه تراقبان والده منذ كان صغيراً، ومع الوقت أصبح ماهراً في تلك الحرفة التي أصبحت بالنسبة له هواية لا غنى عنها.. إنه سالم الزيتي، الذي عشق حرفته من المرحلة الإعدادية، حيث كانت البداية الفعلية لانطلاقته، في تحويل الخشب والمعادن إلى تحف فنية تضيف جمالاً ورونقاً إلى المكان، وقد أبدع في الكثير منها وأصبح له زبائن دائمون داخل دولة الإمارات. صقل هوايتي يقول سالم الزيتي: «في البدايات الأولى، نجحت في تصميم «سيكل» أو دراجة من الخشب، ولأن لدي خبرة في الكهرباء واللحامة والأصباغ، اكتسبت تلك المهارة من خلال زياراتي المستمرة لورش اللحامة والأصباغ، بالمنطقة الصناعية في الشارقة، حيث أقضي بهذه المنطقة ساعات طويلة من أجل اكتساب الخبرة، ومراقبة حركة العمال وهم يقومون باللحامة والصبغ وتقطيع الأخشاب، كل ذلك ساهم في أن تكون لدي الكثير من الخبرة والمهارة لصقل هوايتي، إلى أن وجدت نفسي قادراً على أداء وصنع الكثير من القطع الفنية، بمفردي». 14 ساعة يتابع الزيتي: «منذ 20 عاماً وأنا أمارس هذه الهواية، لكن بطريقة أكثر جمالاً، حيث لم أعتمد على صنع الأشياء التقليدية، فالأسواق ملأى بالكثير من الأكسسوارات والطاولات والأثاث، لكن معظمها بأسعار باهظة، لذا قررت القيام بصنعها في ورشتي الخاصة بفناء البيت، والذي أصبح المكان الأنسب الذي أقضي فيه جل وقتي»، مؤكداً أن كل من يقترب من الورشة يقف متأملا جمال القطع الفنية التي تخطف القلوب، وتدفعهم لدخول «المنجرة» لمشاهدة أعمالي والتعرف على القطع عن قرب، مشيراً إلى أن حياته العملية تبدأ بعد العودة من العمل، حيث يقضي الساعات الطويلة في الورشة لتبدأ رحلة العمل من قطع الأخشاب إلى لحام المعادن وصبغ الطاولات، لتخرج في نهاية المطاف طاولة متعددة الاستخدامات بشكل فني جميل وبألوان زاهية. ويقضي الزيتي جل وقته في ورشته الخاصة التي تبلغ مساحتها حوالي 12 متراً لا أكثر، ويستمر في العمل لأكثر من 14 ساعة يومياً، حيث يظل منهمكاً في إنجاز الكثير من التصاميم والديكورات التي يطلبها الكثيرون من أصحاب المطاعم والشركات والأفراد. «مدخن الكنادير» وحول أهم ما نجح الزيتي في تصنيعه، يقول: صممت مدخن الكنادير، حيث تعلق فيه الكندورة ويوضع تحتها المدخن الذي تفوح منه رائحة العود والدخون، ومن الديكورات صممت الكثير من الطاولات والكراسي والاستاندات من معدن الحديد بطريقة مبتكرة ومختلفة، وقد ذاع صيتي بين الكثير من أصحاب الشركات والمطاعم الذين وجدوا تصاميمي مميزة عن المتوفرة بالأسواق، وبالفعل ساهمت في ديكورات بعض المطاعم الشهيرة بالدولة، موضحاً أن الأخشاب المستخدمة غالباً ما تكون من الزان والسنديان والمران والزيزفون، وتعد هذه الأنواع أجودها، بينما الأصباغ تختلف باختلاف نوعية الخشب والحديد.
مشاركة :