دفعتها الظروف المعيشية الصعبة إلى التخلي عن ابنتها، وتركتها داخل مستشفى طنطا الجامعي، وعادت إلى منزلها، بحجة أنها لا تمتلك نفقات علاجها، حيث فوجئ الأطباء بوجود طفلة عمرها 22 يوماً داخل إحدى الحضانات، بعدما حضرت والدتها وتركتها أمام إحدى المرضعات، وقالت لها: «إحنا ممعناش فلوس نعالجها». تلقى اللواء عبد الحميد الحصى، مدير أمن الغربية، إخطاراً من نقطة شرطة مستشفى طنطا الجامعي، بالعثور على طفلة داخل المستشفى، وأن سيدة تركتها وغادرت المستشفى ولا يعلم أحد هويتها، وبعد تدخل الأهالي تم نقل الطفلة الرضيعة ووضعها في إحدى حضانات مستشفى المبرة بطنطا، بعد التواصل مع مدير المستشفى. ولقيت بعد الصعوبات في الإجراءات القانونية لكن تم التغلب عليها، ووضعت الطفلة داخل الحضانة، وأشرف عليها فريق طبي. توصلت أجهزة الأمن إلى والدة الطفلة، وتبين أنها تدعى «منى.ن» 34 سنة، وأنها تركت رضيعتها بالمستشفى، عندما قال الأطباء لها إنها تحتاج إلى حضانة، وطلب منها تحليل دم على وجه السرعة، وقالت والدة الطفلة إنها طلبت من الأطباء إجراء الفحوصات للطفلة على نفقة الدولة؛ لأنها لا تملك نفقات العلاج، إلا أنها لم تجد استجابة منهم، فقررت تركها في المستشفى أمام إحدى الممرضات، من جانبه قال أحد شهود العيان في محضر الشرطة: إن سيدة سلمت الرضيعة إلى المستشفى بعد أن قامت بإعطاء بطاقتها الشخصية إلى موظفي المستشفى، وأثناء عمل إجراءات تسلم الطفلة في قسم الاستقبال لعلاجها تراجعت بعد ذلك، وصممت على أخذ بطاقتها الشخصية، وعقب ذلك تركتها وانصرفت بدعوى أنها غير قادرة على الإنفاق عليها، وزوجها مريض بالكبد وطريح الفراش بعد إصابته في حادث مروري. تدخل على وجه السرعة أهل الخير الذين عرفوا بالواقعة، وتمكنوا من نقل الطفلة إلى مستشفى المبرة الخاص، وأجريت لها جميع الفحوصات والتحاليل حتى استقرت حالتها، وحضرت والدتها واطمأنت عليها، وتسلمتها بعد أن تم أخذ تعهد عليها بحسن رعايتها والاهتمام بها. تحرر محضر ووجهت لوالدة الطفلة تهمة الإهمال، لكنها أنكرت ما نسبته إليها النيابة، وأقرت بأنها لجأت إلى هذه الحيلة؛ لإنقاذ رضيعتها من الموت. قررت النيابة إخلاء سبيل والدة الطفلة بضمان محل إقامتها، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة.
مشاركة :