عاصفة الحزم .. عفوا لا تسيروا في الطريق المضيء !

  • 4/6/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لم يعد إظهار التأييد والتعاطف والدعم الإعلامي لعاصفة الحزم هو مجال الحديث الجاد في هذه اللحظة بالغة الخطورة في حياة الأمة, إذ تم تجاوز هذه النقطة تحديدا بعيد انطلاق عاصفة الحزم بقيادة المملكة العربية السعودية لتطهير بلاد اليمن من الاختراق الرافضي المجوسي. إن من أهم وظائف أصحاب الرأي والكتاب والصحفيين والإعلاميين أن يسلطوا الأضواء على الجوانب المستقبلية, ويثيروا النقاش حول كافة الجوانب الملتبسة, وليس فقط السير في الطريق المضيء, ورؤية ما يراه كافة المتابعين وكل المهتمين بالقضية. ازعم أن هناك جوانب شديدة الأهمية في المسار الحالي لعاصفة الحزم .. أهم هذه الجوانب الاهتمام بالجانب المعيشي والاقتصادي والإغاثي للمواطنين اليمنيين بالتزامن مع العمليات العسكرية ضد الحوثيين والانقلابيين, إذ من شأن هذا الدعم الإغاثي أن يحرق الأرض من تحت أقدام الحوثيين, ويقطع عنهم الحاضنة الشعبية, ويقطع آمالهم بتشوية عاصفة الحزم وخندقتها في خانة العدوان على الشعب اليمني. يقينا هذا من أصعب الأمور أثناء الحروب, ولكنه يعد شديد الأهمية, إذ أن كسب الحاضنة الشعبية اليمينة وإبعادها عن الاستقطاب الحوثي المدعوم ماليا وعسكريا من قبل إيران, هي الخطوة الأولى نحو كسب المعركة على الأرض بعدما فرضت عاصفة الحزم كلمتها على سماء اليمن. الجانب الثاني, هو تحريك المقاومة اليمنية الداخلية, بصورة منظمة ومهنية لتكون في طليعة العمل العسكري البري لمواجهة التمدد الحوثي ووقف عدوانه, فأهل اليمن أدرى بشعابها من غيرها, ومن ثم فهم أقدر من غيرهم على بسط نفوذهم على الأرض بدعم من عاصفة الحزم في السماء. إن الانقلاب الحوثي لديه إمكانيات أرضية لا يستهان بها, والحرب في النهاية لمن يبسط كلمته على الأرض, ومع تلاشي قدرات الجيش اليمني الموالي للشرعية, فإن الحاجة ماسة لمثل هذه النواة التي قد تصبح طليعة الجيش اليمني الذي يفرض سيطرته على المدن حين تضع الحرب أوزارها. إن العاصفة لن تنجح عسكريا إلا بتطهير العاصمة والمدن من الحوثيين, وهو ما يتطلب عملا عسكريا بريا, نرى أن أهل اليمن هم أقدر من يقوم به بدعم من عاصفة الحزم, ولتجنب حساسية وجود قوات غير يمنية على الأراضي اليمينة, والذي قد تستغله دوائر حوثية وإيرانية إعلاميا بصورة معاكسة للحقائق. الجانب الثالث, أن المسار السياسي لابد وأن يسير جنبا إلى جنب مع المسار العسكري, ونقصد بالمسار السياسي هنا محاولة تجميع الصف اليمني حول راية الشرعية وتجنب التفاصيل السياسية الفرعية, فكل من يدعم الشرعية اليمنية لابد وأن يستقطب داخل دائرة سياسية موسعة تعزل الانقلابيين داخليا. إن من شأن إطلاق هذا المسار السياسي بالتوازي مع عاصفة الحزم, أن يؤكد للرأي العام اليمني والعربي والدولي أن عاصفة الحزم ليست من أجل الحرب, ولكنها من أجل دعم الشرعية اليمنية وإطلاق العملية السياسية في مسارها الصحيح ورفض الانقلاب المحمول بأجندة خارجية واستخدام القوة لفرض الأمر على اليمنيين.

مشاركة :