حبيب الصايغ يلفت النظر أن معظم مؤسساتنا الحكومية، و«الخاصة أيضاً» لا يقبل النقد، ولذلك نرى أن تعاملها مع الإعلام من طرف واحد. هو يسعى إليها فتشيح بوجهها إلى الجدار لكن المطلوب الذي لا يحتمل الشك أن على وسائل الإعلام تلبية المؤسسة الوطنية في كل الأحوال، فإلى متى تظل حالة هذه المؤسسات الحكومية في تجاوبها مع النقد «فالج لا تعالج».منها مثلاً صمت وزارة الاقتصاد العتيدة كلما طرحت جزئيتا الغلاء والملكية الفكرية، فالإدارتان المعنيتان «أذن من طين وأذن من عجين»، لكن كل ذلك يهون حين نأتي إلى المجلس الوطني الاتحادي بصفته المؤسسة الدستورية التي تسهم في التشريع و«الرقابة». المجلس الوطني لا يرد على أي نقد يوجه إليه، وإذا فعل، فهو الرد «المبطن» الذي يستعرض الإنجازات.من الطبيعي أن ينجز المجلس الوطني، وإنجازه واجب وليس تفضلاً، لكن التعامل المقبول مع الإعلام، وبالتالي المجتمع، يقع في صميم اختصاصه، فلماذا يصمت؟ يصمت؟ لا يصمت وإنما يزعل ويقاطع وإذا وجه المرء أي انتقاد من باب المحبة والعمل على تحقيق المصلحة باعتبار الخندق الواحد المشترك، يسقط اسمه «سهواً» من حفل تكريم الصحفيين والشركاء في نهاية دور الانعقاد.عندنا في موضوع نقد مؤسساتنا الوطنية مشكلة تكمن في «شخصنة» النقد من قبل المؤسسات المقصودة. وسائل الإعلام تتناول قضايا ومواضيع ومشاكل وأسئلة، ولا تتناول، على الأغلب، أشخاصاً بعينهم، وتتوقع من المؤسسات القبول والمحبة والتجاوب والرد، ولا تتوقع أبداً الزعل بين قوسين.ومؤسسات النقد بالذات يجب أن تتقبل النقد، فلا يعقل أن وزارة الداخلية، وهذه مفارقة، أكثر تفهماً للنقد والنقاش وحرية الرأي من المجلس الوطني الاتحادي.البرلمان في كل بلد قائد وقدوة، وهو عندما يستدعي الوزراء ويسأل، فمن يسأله؟ الصحافة والمجتمع، فكيف يتحقق ذلك حين يكون بيئة طاردة وغير متعاونة. في فترات سابقة كانت الصحافة تكتب، وكان رؤساء التحرير يحضرون معززين مكرمين بغض النظر عما يكتبون، وكانت التغطيات تركز على الكواليس، ولا أحد «يزعل»، فماذا جرى يا ترى؟قبل الختام لا بد من كلمة إلى المحترم حمد الرحومي وأمثاله: لا فض فوك ولا عاش شانئوك ولا بر من يجفوك ولا عدمك محبوك ولا عاش حاسدوك. أشد على أيديكم مهنئاً على أناقة الأداء ورقي الطرح، وعلى الدعوة إلى ترشح من يعطي المجلس وقته كله.في المجلس الوطني، وفي كل عمل جاد مخلص، لا أنصاف حلول ولا مسك للعصا من الوسط، ولا مجال لممثل الشعب إلا العمل نحو تحقيق حاضر ومستقبل أفضل للإمارات ومواطنيها والمقيمين على أرضها.كان لا بد من قول هذا والتأكيد عليه مع دخولنا في مرحلة جديدة من مراحل المسار المتدرج في المشاركة السياسية بانتخابات 2019، ويرجى أن يكون تحسين العلاقة بين المجلس الوطني الاتحادي والإعلام جزءاً من البرامج الانتخابية للمرشحين، مع التمنيات بالتوفيق للجميع، وبالفوز للأصلح. habib@daralkhaleej.ae
مشاركة :