اللغة التي يفهمها الإنسان

  • 6/25/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

شيماء المرزوقي في خضم مسيرة الحياة والمطبات الطبيعية التي تمر بنا، والأحداث المتعددة التي تلم بنا، والأقدار التي في بعض الأحيان تكون مؤلمة أو قاسية، تجف النفس، إن صح التعبير، ونبتعد عن العفوية والطبيعية، وتصبح ممارساتنا جادة، وتميل نحو الآلية والجمود، والإنسان عبارة عن مشاعر وأحاسيس يحتاج بين وقت وآخر للتخفيف من وطأة الأحداث والأقدار، تماماً كالورود عندما تريد الماء ولا تجده، فإنها قبل ذبولها تتحول تدريجياً لتصبح قاسية، وكأنها جفت من السوائل، النفس البشرية تشبه هذه الورود في الجفاف الذي تعانيه؛ جرّاء الويلات والأحداث المؤلمة، وتحتاج لما يرطبها ويسقيها، وتحضر الضحكة والابتسامة والفكاهة على أعلى السلم؛ من حيث معالجة هذا الجمود والقسوة. كثيرة هي الدراسات والأبحاث في مجال العلوم والصحة النفسية، التي تحدثت عن فوائد الضحك، وأثره الإيجابي في النفس، وأنه يساعدها على الانشراح والتفاؤل، ووجدت أنه يساعد الفرد على الاندماج الاجتماعي؛ بل هو خير وسيلة للتفاعل مع الآخرين، ولعله خير وسيلة تساعد على كسب الأصدقاء والزملاء، وهيمنة لغة الحوار والتفاهم في الجلسات الاجتماعية، كما وجد أن الضحك يقوي الحضور العقلي، ويسمح للخيال بالتوسع بعفوية ودون أي مخاوف، وهو ما يؤدي إلى تصاعد الحس الإبداعي، ويقال: إن الذين يقومون بإضحاك الآخرين يملكون أداة قوية للتأثير؛ وهي وسيلة توضح الحاجة الشخصية؛ حيث يمكن السيطرة على غضب الآخرين، وتحويل هذا الغضب إلى حالة من الهدوء؛ لعدم تصعيد الموقف وزيادة الحساسية وشحن الأجواء؛ بل من يتمتع بالفكاهة والحس المرح قادر على التحكم بانفعالات الآخرين، والسيطرة على مشاعرهم، خاصة تلك المحملة بالخصام. يمكننا أن نكتشف أثر الفكاهة عندما نضحك في المواقع العامة، ونجد أناساً لا نعرفهم ولا يمتون لنا بصلة يشاركون بعفوية ضحكاتنا دون حسابات مسبقة ولا مخاوف، وهو ما يؤشر على أهمية هذا السلوك، وأثره البالغ في الآخرين حتى مع من لا يتحدثون لغتنا؛ فالضحك يعد لغة عالمية لا تحتاج للترجمة ولا للشرح، هي مشاعر من الفرحة وانشراح الصدر، الجميع يفهمها مهما كانت اللغة المحكية. والسؤال لماذا نتجاهلها؛ وهي تحمل كل هذه الفوائد؟! ولماذا نتجاوزها؛ وهي سهلة التطبيق وعظيمة الأثر؟!. نصيحة لنستبدل بالوجوم والغضب الضحكات وانشراح الصدر، فهذا ما يقوي الذاكرة ويطيل العمر ويجدد الشباب، وأيضاً هذا الذي يمنح الإنسان الثقة في النفس في مواجهة العقبات والصعوبات. Shaima.author@hotmail.com www.shaimaalmarzooqi.com

مشاركة :