ذكر مسؤول رفيع المستوى في الخارجية الأمريكية، أمس، أن بلاده تمضي قدماً في إنشاء تحالف دولي جديد لتأمين الملاحة في مياه الخليج العربي، على خلفية تصعيد التوتر في المنطقة، فيما دعا الرئيس دونالد ترامب الصين واليابان، والدول الأخرى التي تنفذ العمليات التجارية عبر مضيق هرمز، إلى زيادة الإنفاق على تأمين الملاحة في المنطقة، والمساهمة في حماية سفنها.وأعلن المسؤول عن بناء تحالف باسم «برنامج الحارس» الذي يعتمد على «مراقبة وتصوير الإيرانيين الذين يريدون الخروج والاعتداء على السفن والقول فيما بعد لم نقم بذلك»، وفقاً لما نقلته رويترز. وذكر أيضاً أن التحالف سيضم «سفناً حربية مختلفة مزودة بكاميرات ومناظير من كل الدول التي تريد المشاركة في مراقبة الإيرانيين»، مضيفاً أن تلك الدول سوف «تقدم مساهمات مالية ومعدات للتحالف للسهر على كل السفن» لحماية حرية التجارة والملاحة.وقال المسؤول: «لا أعتقد أن ضبط النفس الأمريكي سيستمر إلى ما لا نهاية إذا واصل الإيرانيون تصرفهم الاستفزازي».من جهته، قال ترامب إن مطالب الولايات المتحدة من إيران «بسيطة جداً»، وهي «الكفّ عن رعاية الإرهاب والسعي إلى حيازة السلاح النووي».ودعا ترامب، الذي تراجع في اللحظة الأخيرة عن شنّ ضربات على أهداف إيرانية رداً على إسقاط طائرة مسيرة للبحرية الأمريكية، الدول الأخرى المستوردة للنفط للتقدم إلى الخطوط الأمامية، مضيفا «91 في المئة من الواردات الصينية من النفط تمر عبر مضيق هرمز، و62 في المئة (من واردات) اليابان، والأمر ينطبق على الكثير من الدول الأخرى».وتساءل ترامب «لماذا نحمي هذه الطرق البحرية (منذ سنوات طويلة) لحساب دول أخرى من دون الحصول على أي تعويض؟ على كل هذه الدول أن تحمي سفنها في هذا الممر الذي كان دائماً خطراً».ويعد مضيق هرمز الممر البحري شبه الوحيد الذي يربط بين الدول المنتجة للنفط في الشرق الأوسط، وأسواق آسيا، وأوروبا، وأميركا الشمالية. ولا يتجاوز عرضه خمسين كلم، وعمقه ستون متراً.وفي وقت سابق من يوم أمس، أكد مبعوث الإدارة الأمريكية لشأن إيران، براين هوك، من عمان، أن واشنطن بصدد طرح مبادرة لإنشاء قوة بحرية دولية لحماية السفن التجارية في الخليج، بعد سلسلة هجمات على ناقلات نفط قرب مضيق هرمز منذ مايو/ أيار الماضي، واتهمت الولايات المتحدة إيران بالوقوف وراءها.وأعرب هوك عن قناعته بضرورة تطبيق هذا المشروع، قائلا: «كانت هناك هجمات أكثر من اللازم، وكان من المحتمل أن نواجه كارثة بيئية، أو سقوط ضحايا بسبب استفزازات إيران المتهورة.. القوة الدولية المنشودة قد تعزل إيران دبلوماسياً، وتحد من الهجمات على السفن التجارية، وتجعلها أكثر خطورة على إيران وعملائها».وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن قمة مجموعة العشرين الدولية التي تستضيفها مدينة أوساكا اليابانية الأسبوع المقبل، ستكون منتدى مناسباً لإجراء مشاورات بهذا الخصوص، خاصة أن 17 دولة تأثرت بالحوادث التي وقعت في خليج عمان بشكل مباشر، أو غير مباشر. (وكالات)
مشاركة :