عقوبات ترامب على رأس الأفعى خامنئي تُذيقه طعم الذل والإهانة وتبشر بسقوطه

  • 6/25/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

إذا كان الإيرانيون اعتادوا على العقوبات الأمريكية على بلادهم، ويرون أنها باتت "تقليداً موسمياً"، يكرر نفسه كلما اقتضت الحاجة، نتيجة دعم طهران الإرهاب في أكثر من بقعة في العالم، إلا أنهم يرون في العقوبات الأخيرة، التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على المرشد الإيراني علي خامنئي أمراً مهيناً ومذلاً بحق قمة هرم السلطة في بلادهم. ويشعر الإيرانيون أن مرشدهم الأعلى، بعد عقوبات ترامب بحقه، بات أشبه بمجرم مشبوه، مطلوب للعدالة الدولية، ولا يستبعدون أن يتم إلقاء القبض عليه في أي وقت، ويستغربون في الوقت نفسه، من جرأة واشنطن في الإقدام على هذه الخطوة، ويستغربون أكثر من قبول الحكومة الإيرانية بهذه الإهانة العلنية. ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم، عقوبات مشددة على إيران، تستهدف مرشد النظام علي خامنئي، وجاءت العقوبات بعد إسقاط الحرس الثوري الإيراني، طائرة أمريكية مسيرة، فوق مضيق هرمز قبل أيام. وقال ترامب لدى توقيعه الأمر التنفيذي إن "العقوبات المشددة، تستهدف مرشد النظام الإيراني علي خامنئي، وإن بلاده تريد وقف رعاية إيران للإرهاب". رأس الأفعى وترى دول العالم في المرشد الإيراني علي خامنئي رأس الأفعى والرأس المدبر للعمليات الإرهابية، سواء التي تنطلق من داخل إيران، أو التي تنفذها المليشيات والتنظيمات الإجرامية، التي تتبناها طهران، وتنفق عليها بسخاء. وتؤمن تلك الدول أن محاصرة المرشد الإيراني، الذي اعتاد أن يعمل في الظل، والعمل على تحجيمه، كفيل بالحد من خطر الإرهاب الإيرني. ويضع الدستور الإيراني قائد الثورة الإسلامية أو "الولي الفقيه" أو "المرشد الأعلى للثورة الإسلامية" في رأس هرم النظام السياسي للدولة الإيرانية، ويمنحه الكثير من الصلاحيات، للتحكم في مفاصل الدولة. خطورة المرشد وتكمن خطورة المرشد الإيراني علي خامنئي في سلطته المطلقة، وتحكمه في قوات الحرس الثوري، وهي قوة مستقلة عن الجيش الإيراني. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وضعت الحرس الثوري على قائمة الإرهاب. ولمن لا يعرف، فالحرس الثوري تم تأسيسه كقوة موازية للجيش الإيراني، لبسط نفوذ المرشد الأعلى السابق روح الله الخميني بعد قيام الثورة في 1979. وفي العام التالي مباشرة شاركت قوات الحرس الثوري في الحرب العراقية - الإيرانية التي دامت ثماني سنوات، وساهمت في تقوية نفوذ الحرس الثوري أيديولوجياً واقتصادياً وأمنياً في الداخل. وتتراوح قوة الحرس الثوري في الوقت الراهن بين 125 و150 ألفاً، فضلاً عن شمولها "فيلق القدس" الذي يتولى مسؤولية العمليات الخارجية للحرس الثوري. بوصلة السياسة ويوجه المرشد علي خامنئي بوصلة السياسة الخارجية الإيرانية كيفما أراد، ورغم أنه لا يتدخل في التفاصيل، إلا أنه يضع الخطوط العامة لسير السياسة، سواء على مستوى الداخل أو الخارج، ويمسك خامنئي بأدوات صنع القرار السياسي الإيراني، من خلال مجموعة من التابعين المخلصين له في جميع مفاصل الدولة، يسيطرون على القرار في أغلب الوزارات، ويتمتع المرشد بصلاحيات دستورية، تجعله فوق السلطات الثلاث في البلاد، وهو لا يتدخل إلا في الضروريات، والأمور التي تتعلق بسيادة البلد واستقلاله ونظامه. وخلقت إيران - بأوامر من المرشد الأعلى - مجموعة أزمات إقليمية ودولية، منها الأزمة بين إيران والولايات المتحدة حول البرنامج النووي، ومن قبلها الأزمة بين إيران ودول الخليج العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات، وهو من أشرف على اقتحام السفارة السعودية في طهران عام 2016، وهو من يقف خلف دعم الحوثيين الانقلابيين في اليمن، وهو من يوجه باستمرار إثارة القلاقل والاضطرابات والعمليات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط.

مشاركة :