الدوحة - كريم المالكي: نشر موقع صحيفة ديلي ميل البريطانية تقريراً مفصلاً عن مكتبة قطر الوطنية التي قال عنها: إنها تتحدى الحصار ووصفها بأنها إحدى أكبر المكتبات في المنطقة، ونقطة جذب للشباب، وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مكتبة قطر الوطنية، قد عززت علاقاتها مع مكتبات أخرى من خارج المنطقة وجذبت في عامها الأول القراء الصغار للمواظبة على المجيء إليها. وقالت الصحيفة إنه في ظل وجود أكثر من مليون كتاب و 500 ألف مطبوع رقمي، تُعد المكتبة الوطنية هي الأكبر في الشرق الأوسط، ونقلت الصحيفة صورة عشرات الأطفال الذين يتحركون بين صفوف الرفوف المغطاة أو يجلسون على أكياس من القماش وهم يمسكون بالكتب عند سفح الأعمدة الواسعة في مرافق المكتبة المتطورة التي أبدع بتصميمها المهندس المعماري الهولندي الشهير ريم كولهاس والذي وضعها على مساحة 45 ألف متر مربع. وقد اشتمل التصميم على مجموعة متنوعة من مساحات التعلم التعاوني والفردي وقسم للأطفال ومحطات عمل عامة للحواسيب ومرافق إنتاج الوسائط الرقمية ومساحات للأداء ومقهى ومركز تكنولوجيات مساعدة ومركز كتابة. جذب القراء وقالت الصحيفة لقد تمت استعارة كل كتاب في مكتبة الأطفال في الأشهر الستة الأولى، وهذا ما سعت إليه المكتبة الوطنية، وذلك لتجنب إزعاج بعض المكتبات ذات المستوى العالمي وجذب القراء الشباب. كما تم تسويق المكتبة كمؤسسة داعمة للضجيج، حيث تضم قاعة كبيرة فيها 120 مقعداً ومنطقة للمناسبات الخاصة في قلب المساحة المضاءة بشكل طبيعي. ونقلت الصحيفة البريطانية عن نائب المدير التنفيذي للمكتب الدكتور ستيوارت جيمس هاميلتون قوله «يمكن استعارة جميع الكتب التي تراها في هذا المكان من قبل القراء، وعلى عكس العديد من المكتبات الوطنية ، لدينا مكتبة عامة وظيفتها تتماشى مع وظائف المكتبة الوطنية والبحثية». وأشارت الصحيفة إلى أن المكتبة تقوم بكامل التزاماتها ووظائفها المتعددة رغم الحصار منذ يونيو 2017. وقال هاميلتون: «نحن في وضع مثير للاهتمام هنا بسبب الحصار، لكن من وجهة نظر المكتبة، هذا الحصار يجعلنا فقط أكثر حرصاً وتحدياً للتأكد من أن ملفنا التعريفي قد أُنجز، وأننا قمنا بكامل اتصالاتنا مع بلدان أخرى، ومضينا قدماً في خططنا فتعاونا وتواصلنا مع مكتبات من خارج المنطقة ردًا على الحصار. فعاليات متنوعة وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن المكتبة الوطنية ومنذ الافتتاح ، نظمت أيضاً أكثر من 1000 حدث عام ، اشترك فيه العديد من المؤلفين والباحثين من أوروبا وأمريكا الشمالية - وهي من الفعاليات التي تعد ردًا رمزيًا في وجه الحصار. وقدمت الصحيفة البريطانية نبذة عن المكتبة حيث قالت إنها افتتحت في 16 أبريل 2018 في إطار حملة تنفذها دولة قطر في الانتقال من الاعتماد على الموارد الطبيعية إلى تنويع مصادر الاقتصاد والحفاظ على استدامته، وذلك من خلال إتاحة المصادر المعرفية اللازمة للطلبة لتعزيز فرص التعلُّم مدى الحياة، وتمكين الأفراد والمجتمع، والمساهمة في توفير مستقبل أفضل للجميع. وأبدى كاتب التقرير إعجابه بتصميم المكتبة وقال إنه يشبه تصميم ورقتين فوق بعضهما مطويّتين من الزوايا ومسحوبتين إلى الأعلى بحيث يشكل الفراغ بينهما ما يشبه شكل الصدفة وهو عبارة عن الفضاء الداخلي المفتوح من المبنى. في حين جاء الجزء الداخلي الرئيسي بتصميم ليتيح دخول مقدار محدد من ضوء النهار لبهو المكتبة بما يرمز للمعرفة التي تربط المكتبة بالعالم الخارجي. وتوفر الواجهة الزجاجية المموجة التي تعكس ضوء النهار ضوءًا طبيعيًا مثاليًا دون وهج أو سطوع يساعد على القراءة وأنشطة التواصل والتفاعل الاجتماعي. كما صُمّمت أرفف الكتب لتبدو كجزء طبيعي من المبنى ذاته وبارز من الأرض في إشارة للقيمة الرفيعة للكتب في الثقافة القطرية. وتحتوي غرفة القراءة الداخلية المفتوحة المغطاة بالرخام على مواد أثرية ذات صلة بالتاريخ القطري والتاريخ الإقليمي. وفي داخل المكتبة تتصاعد صفوف من رفوف بيضاء على منحدر مائل، وكان المهندس كولهاس قد صرح سابقًا بأنه يريد أن يتمكن القراء من «رؤية جميع الكتب في بانوراما». معايير رقابية ونقلت الصحيفة عن هاميلتون قوله إنه لا وجود لأي رقابة على ما هو موجود في المكتبة، لكن الكتب يجب أن تمتثل لمجموعة من المعايير التي نعتمدها. وقال نحن لا نوقف أي شيء، لكن يجب ألا يوجد أي كتاب يروج لخطاب الكراهية على سبيل المثال، وحينما لا تجد كتاباً معيناً فذلك يعني أنه لا يفي بالمعايير التي وضعناها فنحن لا نشتري كل شيء. وأضاف «أي مكتبة مثل مكتبة قطر الوطنية، (على سبيل المثال كمكتبة نيويورك العامة، يجب أن تعكس احتياجات ومصالح مستخدميها وسكانها حتى تتطور مجموعتنا استجابة لما يريده مستخدمونا، فبالتأكيد لا توجد رقابة على أي مواد هنا» وختمت الصحيفة: إن القراء من قطر وحول العالم سعداء بمجموعة الكتب التي وصفوها بأنها «مذهلة» و»جنة لمحبي الكتب».
مشاركة :