النشرات الإخبارية عبر واتساب تجذب القراء

  • 6/25/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تعتمد الكثير من المؤسسات الصحافية على النشرة البريدية، وشاعت الرسائل الإخبارية التي تصل للمتابعين والقراء عبر بريدهم الإلكتروني وحققت نجاحا لافتا، إلا أن موقعا ألمانيا اتخذ مبادرة باتجاه آخر في نشر الأخبار عبر تطبيق واتساب، وشجع لاحقا مواقع أخرى على سلوك هذا النهج. وقال دان أوشنسكي مدير النشرات الإخبارية في مجلة “نيويوركر” خلال حديثه مع مجموعة من 14 ناشرا صحافيا من ألمانيا والنمسا في برنامج لجذب القراء وزيادة الإيرادات في فيسبوك في ألمانيا “إنّ البريد الإلكتروني يعدّ وسيلة مناسبة للمؤسسات الإعلامية والإخبارية للوصول إلى القراء”. وأضاف “يعدّ البريد الإلكتروني من أكبر الوسائل للوصول إلى القراء في الإعلام الرقمي لكنّ معظم الناس لا يتحدثون عنه”، وأوضح كيف يمكن مساعدة الناشرين في الحصول على إيرادات من خلال الاشتراكات الرقمية. وعلى الرغم من أنّ العديد من الناشرين يقومون بحملات ناجحة على البريد الإلكتروني، فقد قرر القيمون على موقع “إن فرانكين” الألماني التخلي عن البريد الإلكتروني لتوزيع الرسائل الإخبارية، وسعوا للوصول إلى القراء عبر تطبيق واتساب، وقد اتبعت مواقع أخرى هذه الخطوة في ما بعد. ويعمل موقع “إن فرانكين” ومقرّه مدينة بامبرغ بألمانيا، ضمن إطار مجموعة إعلامية Mediengruppe Oberfranken، وينشر محتوى من الصحف المحلية الخمس التابعة للمجموعة الأساسية. وقد استخدم ناشر الموقع النشرات الإخبارية اليومية التي تضم ملخصات للمقالات الأساسية لجذب القراء، وبقيت هذه التجربة حصريا عبر البريد الإلكتروني لمدّة 5 سنوات. وعند الانطلاق بالخدمة الإخبارية عبر واتساب في العام 2014، اشترك 440 قارئا خلال أسبوعين، وبعد التجربة أكّد 90 بالمئة من المشتركين أنّهم يريدون الحصول على الأخبار من خلال هذا التطبيق، وعندما نجحت التجربة تمّ فتح خدمة واتساب أمام كلّ من يرغب. في البداية، اضطر الصحافيون في موقع “إن فرانكين” لتحضير الرسائل الإخبارية اليومية بشكل يدوي من هاتف ذكي لإرسالها إلى القراء، وبعد ذلك لجأوا إلى خدمة “مسنجر بيبول” التي تسمح بإرسال الرسائل الإخبارية بسهولة أكبر عبر واتساب وتيليغرام. وأشارت لينا ستيتش المحررة في الموقع إلى أنّ “واتساب لم يكن يدعم نشر الرسائل الإخبارية، وقد كان التحدي صعبا بالنسبة لنا للاستمرار بهذه الخدمة وتحقيق نجاحها”، وفق تقرير لشبكة الصحافيين الدوليين. البريد الإلكتروني يعد من أكبر الوسائل للوصول إلى القراء في الإعلام الرقمي لكن معظم الناس لا يتحدثون عنه وفي المقابل، أعلن واتساب أنّه يعمل على التخلص التدريجي من الرسائل الجماعية بحلول نهاية 2019، وسيصبح إرسال الرسائل الإخبارية عبر واتساب غير ممكن. علما أنّ موقع “إن فرانكين” يرسل الآن من ثلاث إلى خمس رسائل إخبارية يوميا عبر واتساب إلى 12500 مشترك، كما أنّه يصل إلى جمهور أصغر سنا من ذي قبل، مقارنة مع قراء النشرة البريدية. ولفتت إلى أنّ واتساب يأخذ طابعا عائليا ويجمع الأصدقاء، لكنّ عددا كبيرا من المشتركين رغبوا بخدمتنا الإخبارية، لاسيما وأنّها تصلهم بسهولة ومن دون حاجة لكي ينزلوا تطبيقا جديدا على هواتفهم، كما تمكّن الكثير من الصحافيين من التواصل مع الموقع عبر واتساب، وأرادوا الاستفادة من خدمات هذا التطبيق.وبعد وقت قصير من بدء الخدمة، نشرت “دويتشه بريس وكيلور” وهي صحيفة ألمانية رائدة مقالا حول المبادرة. ومن جهته، قال ألكساندر كروه المحرر في “إن فرانكين” “بسبب سهولة الدردشة، يقوم القراء بإرسال الكثير من المعلومات والأخبار مرة أخرى، كما نحصل على ملاحظات وأسئلة أخرى حول هوية مرسل الخبرـ وحتى يناقشون به”. وأشار إلى أنّ الرد على جميع المشتركين هو أمر غير ممكن على الرغم من إيجابيته. وتحدّث كروه عن الخطوات المقبلة بعد قرار شركة واتساب بشأن الرسائل الجماعية، مشيرا إلى أنّهم يعملون لاستمرار العلاقة التي بنوها مع القراء. وقال كروه بعد المشاركة في البرنامج الذي هدف إلى زيادة عدد القراء على المنصات الرقمية “نفكر في العودة إلى بعض الرسائل الإخبارية عبر البريد الإلكتروني، وهذه الخطوة ضمن أهدافنا الكبرى، وسنرى ما إذا كان بإمكاننا تحقيقها”. وذكرت دراسة تحليلية أجراها معهد رويترز لدراسة الصحافة في جامعة أكسفورد، مؤخرا، أن المستهلكين في جميع أنحاء العالم يقرأون أخبارا أقل على موقع فيسبوك وينتقلون بصورة متزايدة إلى تطبيق واتساب.

مشاركة :