دور الرياضي في عاصفة الحزم

  • 4/6/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سياسيا، اقتصاديا، اجتماعيا، ورياضيا، أصبحت وسائل الإعلام الجديد الأكثر تأثيرا في الأحداث من غيرها، وباتت مصدرا للحقيقة المستقلة أحيانا ومرتعا للشائعة العبثية والمخطط لها أحايين أخرى. من مميزات الوليد الجديد في الإعلام أنه مفتوح لا يمكن لأحد احتكاره أو السيطرة عليه، أما أبرز ميزاته التي بز بها الإعلام التقليدي فهي قدرته الواضحة على تحقيق الاتصال الجماهيري دون وسيط وبمساواة حقيقية بين كل أعضاء المجتمع، ناهيك عن التفاعل الأسرع وبما لا يقارن بغيره إطلاقا. تبرز الأحداث العامة، نجوما حقيقيين في الإعلام الجديد، لم تسنح لهم الفرصة في نظيره التقليدي، وتظهر آخرين فوضويين لم يجيدوا الإمساك بالفرصة، فيتحولون مثل الزبد غثاء لا ينفع ويضر. وسائل الإعلام الجديد تعتمد كلها على شبكة العنكبوت "إنترنت"، بدءا من المنتديات، مرورا بالصحف الإلكترونية والمدونات، وليس نهاية بتطبيقات التواصل الاجتماعي كـ "تويتر" و"فيسبوك" وغيرها. وقد استفاد كثير من الكتاب والمثقفين المبعدون أو المحظور عليهم من تقديم نتاجاتهم عبر هذه القنوات فأصبحوا قادرين على التأثير في القرارات والرأي العام دون رقابة وبلا استئذان من أحد. في المجتمعات التي لم تحظ سابقا بقدر من حرية الرأي، أُصيبت بما يشبه الصدمة الحضارية في تعاطيها مع المنابر الجديدة، وهي حالة مرضية مفاجئة لن تستمر كثيرا، إذ سرعان ما يبدأ المجتمع ذاته فرز الغث من السمين، ونبذ الطالح من الصالح ويتوقف عن صنع نجوم من الدهماء، وينتبه إلى التفريق بين النتاجات الحقيقية والفوضوية. تشير إحصائية حديثة عن استخدامات وسائل الإعلام الجديد في السعودية، إلى أن ثلاثة ملايين ونصف المليون يستخدمون "فيسبوك، وأن أعمارهم لا تزيد على 25 عاما، بينما ترتفع النسبة في "تويتر" إلى الضعف ونصفه، وهي أرقام لا يمكن الاستهانة بها في تشكيل وتلوين والتأثير على الرأي في الشارع. عالميا، كان لـ "فيسبوك" التأثير الشعبي الأقوى في الثورات العربية التي اكتسحت أربع دول عربية فيما عرف بالربيع العربي، ونجح الناشطون في تكوين كتل اجتماعية رافضة ومؤيدة كان سلاحهم فيها الحرف فقط، بينما تشير الإحصاءات إلى أن الجماعات المسلحة حول العالم تستخدم "تويتر" و"يوتيوب" أكثر وتوظف الكثير من أذرعها في هذين المعبرين إلى المجتمعات. .. هذه الأيام وبلادنا تتقدم الركب في قتال المليشيات الحوثية في اليمن، يبدو خطر "تويتر" وأخواته على النشء أكبر وأضخم من دوي الانفجارات في كل البقع اليمنية والحدودية، ولا يمكن لمؤسسة الإعلام الرسمية أن تكتفي بدور المتفرج فقط، دون محاولة الإمساك بدور قيادي وسط هذا الموج المتلاطم من الداعمين والمتربصين والمستهدفين. ولا يمكن أيضا أن تتولى المؤسسة الرسمية الدور لوحدها فالمهمة صعبة ما لم تتضافر فيها جهود فردية وجماعية. حري بأصحاب الفكر والرأي وأولي النجومية في المجتمع في شتى المجالات، أن يضطلعوا بأدوارهم الوطنية كما يجب في هذه المرحلة، تماما كالجندي على جبهة القتال، وأن يستشعروا مسؤولياتهم الاجتماعية العامة بما يحافظ على اللحمة الوطنية، ويتصدى لكل المحاولات العبثية التي تحاول شق الصف، وإيجاد مغرس في جسد الوطن ومجتمعه الكبير. .. وبما أني وقارئي العزيز ننتمي للمجتمع الرياضي المتفرع عن المجتمع الكبير، مهم أن يسمع ويقرأ الجمهور الرياضي تفاعلات حقيقية من الإداري واللاعب والمشجع تجاه الحدث الأهم وبما يخدم المصلحة العامة. الأعلام الجديد بوابة عامة لا يستطيع أحد حراستها وتفتيش الداخلين والخارجين منها، ويمكن في مقابل ذلك المنافسة في ميادينها للفوز بدور مؤثر خاصة في الأزمات. نقلا عن الإقتصادية

مشاركة :