المغلوث لـسبق: السعودية وكوريا الجنوبية يقفان أمام مفترق طرق لإعداد المستقبل الواعد

  • 6/26/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تأتي أهمية زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله- إلى جمهورية كوريا الجنوبية؛ لما تشهده العلاقات بين البلدين من توسع في آفاق التعاون لتشمل عدداً من مجالات متنوعة بما فيها الطاقة المتجددة والطاقة النووية والبنية التحتية الذكية والصناعة العسكرية وتقنية المعلومات والاتصالات والرعاية الصحية. ويتزامن ذلك مع مسيرة تحقيق «رؤية المملكة 2030» وما تشهده المملكة من تغيرات. خارطة اقتصادية وقال الدكتور عبد الله بن أحمد المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد: "تأتي هذه الزيارة من أجل توسيع التعاون الثنائي بين البلدين، وتدون خارطة اقتصادية أساسها رؤية واضحة "رؤية المملكة 2030"، التي تعد أحد العوامل الاقتصادية التي تطمح لها كوريا الجنوبية لتكون شريكة في هذه الرؤية، حيث استضافت وفد المملكة المشارك في منتدى أعمال الرؤية السعودية - الكورية الجنوبية 2030 في العاصمة سيئول عام 2017م، بحضور أكثر من 110 شركات من الجانبين، وعدد من المسؤولين الحكوميين في البلدين، لتكشف عن 40 مبادرة تسعى الدولتان لتحقيقها بمشاركة فعالة من القطاع الخاص". وأضاف المغلوث أن وزير التجارة والصناعة والطاقة رئيس الجانب الكوري الجنوبي في اللقاء "سونج يون"؛ أوضح حينها أن التعاون السعودي - الكوري الجنوبي لـ"رؤية 2030" سيوفر فرصاً متكافئة للإسراع بالتنوع الصناعي في المملكة من خلال تبادل التكنولوجيا الكورية والخبرة وتوفير فرص عمل جديدة للبلدين، وكما قال سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى المملكة "جو بيونج ووك" في تصريحات صحافية 2018م بأن: "رؤية المملكة 2030 تعطي فرصة جيدة لكوريا الجنوبية للارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين؛ حيث تملك كوريا التكنولوجيا المتقدمة والخبرات المتوافرة، بالإضافة إلى خبرة متراكمة في التعاون مع المملكة؛ ولذلك أعتقد أن كوريا ستكون أفضل شريك للمملكة لتحقيق الرؤية 2030". حجم التبادل التجاري وقال عضو الجمعية السعودية للاقتصاد المغلوث: "قامت العلاقات الدبلوماسية بين كوريا والمملكة في عام 1962م وأصبحت الدولتان شريكين تعاونيين أساسيين مع بعضهما؛ حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 24.8 مليار دولار أمريكي في العام 2017، وتعد كوريا خامس أكبر شريك تجاري للمملكة، وتعد المملكة تاسع أكبر شريك تجاري لكوريا، وفي الماضي ارتكز التعاون بين البلدين على مجالات محددة مثل: الطاقة والبنية التحتية". واستدرك: "لكن الآن، تشهد العلاقات الثنائية الوطيدة توسعاً في آفاق التعاون لتشمل عدداً من المجالات المتنوعة بما فيها الرعاية الصحية والطاقة المتجددة والطاقة النووية والبنية التحتية الذكية والصناعة العسكرية وتقنية المعلومات والاتصالات، ويدل توطيد العلاقات التعاونية بين البلدين على المستقبل المشرق في العلاقات بين البلدين". 100 شركة كورية وأضاف الدكتور المغلوث: "نحو 100 شركة كورية تشارك في المشروعات المتنوعة لتشمل مشروع مترو الرياض باستثمارات يبلغ حجمها نحو 4 مليارات دولار، مبيناً أن رؤية 2030 تعطي فرصة جيدة لكوريا للارتقاء بمستوى التعاون بين البلدين، وتمتلك كوريا الجنوبية التكنولوجيا المتقدمة والخبرات المتوافرة، وبالإضافة إلى خبرة متراكمة في التعاون مع المملكة؛ ولذلك ستكون كوريا أفضل شريك للمملكة لتحقيق الرؤية 2030. وقال: "انطلقت لجنة الرؤية 2030 الكورية السعودية في سيئول العاصمة الكورية في أكتوبر 2017م، كما أن البلدين وافقا على تنفيذ 39 مشروعاً تعاونياً في المجالات الخمسة التالية، وهي: (1) التصنيع والطاقة (2) البنية التحتية الذكية والرقمية، (3) بناء القدرات (4) الرعاية الصحية والطب (5) المشاريع الصغيرة والمتوسطة والاستثمار". وأشار إلى أن التعاون بين البلدين في مجال الطاقة كان يقتصر على استيراد النفط من المملكة ومشاركة كوريا في مشاريع البنية التحتية للطاقة. وأعتقد أن التعاون بين البلدين سيشهد طفرة كبيرة لآفاق أرحب من خلال مشاركة كوريا في تنفيذ سياسات تنويع مصادر الطاقة مثل: الطاقة المتجددة والطاقة النووية التي تنفذها المملكة في ظل رؤية 2030. وأردف: "وبالأخص إن البلدين يشاركان في تصميم مفاعل الوحدات الصغيرة المدمجة (سمارت) وبرامج تدريبية للتنمية البشرية المتخصصة في الطاقة النووية. وفي إطار ذلك يشارك 48 مهندساً سعودياً متخصصاً في الطاقة النووية في التدريب التعليمي في كوريا". أفضل شريك للمملكة وتابع: "تعتبر كوريا الدولة الوحيدة التي نجحت في بناء محطة براكة النووية بدولة الإمارات العربية المتحدة في بيئة صحراوية مثل السعودية. وبالتالي أصبحت تمتلك الخبرات المتوافرة والتكنولوجيا المتقدمة في بناء المحطات النووية. ولذا أعتقد أن كوريا هي أفضل شريك للمملكة في بناء المحطات النووية". وقال: "في التعاون الثنائي في مجال التعليم، يجري البلدان سنوياً برنامج التبادل للشباب منذ عام 2010 لتعزيز التفاهم بين الشباب الكوريين والسعوديين. ومنذ عام 2011 نال حوالي 700 مبتعث سعودي تعليماً عالياً في كوريا؛ حيث درسوا الهندسة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها من العلوم المتخصصة في الجامعات الكورية، وأما التعليم المهني فهناك 65 طبيباً يدرسون في كوريا، بالإضافة إلى 48 متخصصاً في الطاقة النووية". إعداد المستقبل الواعد وختم المغلوث قائلًا: "البلدان يقفان أمام مفترق طرق لإعداد المستقبل الواعد بناءً على الإنجازات الكبيرة التي حققتها الدولتان منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1962. وحان الوقت المناسب لبناء العلاقات التعاونية الجديدة؛ حيث تشهد المملكة إصلاحات اقتصادية واجتماعية في ظل رؤية 2030 لتطوير العلاقات التعاونية المتبادلة من خلال توسيع التعاون والتبادل بين البلدين اللذَيْن يتمتعان بشراكة استراتيجية في التعاون لتحقيق رؤية 2030 ولكونهما عضوين في مجموعة العشرين".

مشاركة :