لقاءات القدس الثلاثية تفشل في اختراق جدار الأزمة السورية

  • 6/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أسدل الستار الثلاثاء على اللقاءات التي جرت في مدينة القدس على مدى يومين بين مسؤولين أمنيين كبار من روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل للبحث في وضع استراتيجية مشتركة لتسوية الأزمة السورية، بيد أن التصريحات التي أعقبتها تشي بأن التباينات بين موسكو من جهة وتل أبيب وواشنطن من جهة ثانية لا تزال قائمة، خاصة حيال كيفية وضع حد للنفوذ الإيراني في هذا البلد. ويقول محللون إنه كان متوقعا منذ البداية أن المحادثات بين الدول الثلاثة لن تحرز تقدما كبيرا خاصة وأن لموسكو حسابات ورؤى تتعارض والحليفين الأميركي والإسرائيلي، بيد أنه لا يمكن تجاهل واقع أن إسرائيل بمجرد احتضانها لهذه اللقاءات نجحت في فرض نفسها طرفا في أي تسوية مستقبلية بشأن سوريا. ويشير المحللون إلى أن موسكو ولئن ترى في تحجيم النفوذ الإيراني في سوريا يخدمها وخاصة على المدى البعيد، حيث إنها لا تريد منافسا يقلق نفوذها مستقبلا، إلا أنها لا تتفق والنهج الإسرائيلي والأميركي القائم على محاصرة طهران إلى مستوى خنقها اقتصاديا وسياسيا. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، الثلاثاء، إن إيران هي سبب المشكلات في المنطقة، وتعمل على إذكائها عبر دعم الميليشيات الإرهابية وأنشطتها الخبيثة.وجاءت تصريحات بولتون خلال كلمة بثت على الهواء على هامش القمة الثلاثية التي جمعت مستشاري الأمن القومي في كل من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل، وشارك فيها أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأوضح بولتون “أن القمة الأمنية تأتي في لحظة مهمة جدا، فيما تعمل إيران ووكلاؤها على زيادة التوترات (..) نرى أن إيران هي سبب النزاعات في المنطقة”. وتابع “إيران تدعم ميليشيات حزب الله في لبنان، ونظام بشار الأسد بسوريا وترسل أسلحة للميليشيات في العراق وللحوثيين في اليمن”، مشددا على أنه لا يمكن السماح لها بالبقاء في سوريا. وفي المقابل، قال مستشار الأمن القومي الروسي، نيكولاي باتروشيف، إن هناك تعاونا روسيا إيرانيا في سوريا بشأن محاربة الإرهاب. وأضاف في كلمته، أن “إيران كانت وما زالت حليفا وشريكا لنا… وإن أي محاولة لتقديم طهران على أنها تهديد كبير للأمن الإقليمي، أو أنها شأنها شأن تنظيم الدولة الإسلامية أو شأن جماعة إرهابية أخرى، هو أمر غير مقبول بالنسبة لنا”. وحاول توجيه رسالة طمأنة إلى تل أبيب، قائلا إن موسكو تسعى إلى ضمان أمن إسرائيل، مؤكدا في الآن ذاته أن العمليات الإسرائيلية داخل الأراضي السورية غير مرغوب فيها. وتشن إسرائيل منذ العام 2013 ضربات جوية مركزة على مواقع داخل سوريا يشتبه بأنها قواعد عسكرية لإيران وميليشياتها خاصة في جنوب البلاد ومحيط دمشق. وتخشى إسرائيل من تحويل إيران سوريا إلى جبهة جديدة تطوقها، في ظل وجود حزب الله في لبنان (شمال) وحركتي حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة (جنوب). وشدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن إسرائيل ستستمر في عملياتها لمنع إيران من استخدام الأراضي المحيطة بإسرائيل ضدها كمنصة لإطلاق هجمات. وحاول رئيس الوزراء الإسرائيلي الإيحاء بحدوث نوع من التقدم في المحادثات الثلاثية، قائلا “إننا ناقشنا العديد من المواضيع، ولكن وفي الدرجة الأولى ناقشنا ما يدور في سوريا وفي إيران، ويسود إجماع بين كلتا الدولتين العظميين (الولايات المتحدة وروسيا) وإسرائيل، على ضرورة السعي لتحقيق سيناريو تخرج في إطاره كافة القوات الأجنبية التي دخلت سوريا بعد عام 2011 من الأراضي السورية وخاصة الإيرانية”. وأضاف أن اللقاءات التي جرت “تشكل بداية جيدة، وستكون لها استمرارية لاحقا، إذ ستُطرح هذه القضايا خلال المباحثات التي سيجريها الرئيس دونالد ترامب والرئيس فلاديمير بوتين، وآمل بأن هذا سيستمر وسيحدث قريبا في إسرائيل، فلدينا هدف نبتغي تحقيقه لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة ولدعم أمن دولة إسرائيل”.

مشاركة :