ترامب يحذر من رد أمريكي «ساحق» على أي هجوم إيراني

  • 6/26/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

واشنطن – الوكالات: حذر الرئيس دونالد ترامب إيران أمس من أن أي هجوم على المصالح الأمريكية سيؤدي إلى رد «ساحق» قد تكون نتيجته «إزالتها» من الوجود. وكتب في تغريدة في خضم التوتر المتصاعد بين واشنطن وطهران، «أي هجوم من جانب إيران على أي شيء أمريكي سيقابل بقوة كبيرة ساحقة. في بعض النواحي، يعني الرد الساحق الإزالة» من الوجود. وقد ردت طهران بحدة أمس على العقوبات الأمريكية بحق قادتها مشيرة إلى أنها تكشف «كذب» واشنطن بشأن عرض المحادثات وتغلق مسار الدبلوماسية مع إدارة ترامب. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني خلال اجتماع مع الوزراء تم بثه على الهواء مباشرة «في ذات الوقت الذي تدعون فيه إلى التفاوض، تسعون لفرض عقوبات على وزير الخارجية. من الواضح أنكم تكذبون». وجاءت تصريحاته بعدما قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون إن الرئيس الأمريكي «ترك الباب مفتوحًا لإجراء مفاوضات حقيقية»، مضيفًا «في المقابل، كان صمت إيران المطبق». وفرضت واشنطن عقوبات على المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي وكبار المسؤولين العسكريين، وأشارت إلى أنها ستدرج وزير الخارجية الإيراني على قائمتها السوداء في وقت لاحق هذا الأسبوع. وأضاف ترامب أن «قادة إيران يفهمون فقط القوة، والولايات المتحدة أقوى قوة عسكرية في العالم إلى حد بعيد». كما وصف ترامب تصريحاتهم بأنها «تنم عن جهل ومهينة للغاية». وقال ترامب إن «القيادة الإيرانية لا تفهم معنى كلمات (لطيف) أو (تعاطف). لم يفهموها أبدا». وقال إن «الشعب الإيراني الرائع يعاني ومن دون أي سبب على الإطلاق. قيادته تنفق كل أموالها على الإرهاب، والقليل على أي شيء آخر». ونددت روسيا بالعقوبات الأمريكية الجديدة على إيران معتبرة أنها «متهورة» و«مزعزعة للاستقرار». وأشارت، بلسان أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أمس، إلى أنها تملك «معلومات» تفيد أن الطائرة المسيّرة التي أسقطتها طهران في العشرين من يونيو، كانت «ضمن المجال الجوّي الإيراني» كما تقول إيران. وتؤكد واشنطن أن الطائرة كانت في المجال الجوي الدولي. وفي الوقت الذي يتواصل فيه التصعيد الكلامي بين الطرفين الأمريكي والإيراني ارتفعت حدة التوتر بشأن الملف الإيراني أمس مع إعلان طهران عزمها على وقف الالتزام ببندين آخرين من الاتفاق الدولي حول برنامجها النووي المبرم عام 2015. وكانت إيران أعلنت في مايو أنها ستوقف التزامها بالحدّ من مخزونها من المياه الثقيلة واليورانيوم المخصب الذي كانت تعهدت به وفقًا للاتفاق الموقع في فيينا. وبموجب هذا الإعلان، يُفترض أن تتجاوز الخميس رمزيًا، احتياطاتها من اليورانيوم المخصب حدّ 300 كلغ المنصوص عليه في الاتفاق. غير أن إيران ذهبت أمس أبعد من ذلك فقد أعلنت أنها ستوقف ابتداء من السابع من يوليو الالتزام ببندين آخرين من الاتفاق، بحسب ما جاء في مذكرة لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني، ونقلتها وكالة أنباء «فارس». وهذا يعني أن طهران ستوقف التزامها بالقيود المفروضة في ما يتعلّق بـ«نسبة تخصيب اليورانيوم» «المحددة بـ3,67% بموجب اتفاق فيينا». ويمكن أن تستأنف أيضا مشروع بناء مفاعل آراك (وسط) للمياه الثقيلة الذي أوقف العمل به بموجب الاتفاق. وتحدث شمخاني في المذكرة عن ضيق صدر طهران حيال وعود الأوروبيين الذين يقولون إنهم يريدون إنقاذ الاتفاق منذ الانسحاب الأحادي الجانب للولايات المتحدة منه في مايو2018 لكنهم يواجهون صعوبات في إيجاد سبل لتحقيق ذلك. وخشية من اشتعال الوضع، دعت باريس وبرلين ولندن الموقعة على الاتفاق النووي الذي لا تزال تدافع عنه، إلى خفض التصعيد. وردًا على إعلان طهران الأخير، اعتبرت باريس أمس أن انتهاك إيران للاتفاق سيشكل «خطأ فادحًا». وفي إعلان صدر بإجماع أعضائه الـ15، دعا مجلس الأمن الدولي الإثنين إلى الحوار. ويُفترض أن يعقد الأربعاء اجتماع بشأن تطبيق اتفاق فيينا. وغداة إسقاط الطائرة المسيّرة، قال ترامب إنه ألغى في اللحظة الأخيرة ضربات عسكرية ضد أهداف إيرانية. وأفادت وسائل إعلام أمريكية أنه في المقابل سمح بشنّ هجمات إلكترونية ضدّ أنظمة إطلاق صواريخ وشبكة تجسس إيرانية. وتقول طهران إنها لم تتعرض لأي ضرر. وارتفعت أسعار النفط جراء هذه التطورات في منطقة الخليج ما عزز المخاوف من تعرقل حركة نقل النفط عبر هذا الممر البحري الاستراتيجي.

مشاركة :