عرفنا البرازيل والأرجنتين من خلال كرة القدم، عرفنا لاعبيها بيليه وسقراط وزيكو قبل أن نعرف مساحة البرازيل وعدد سكانها وثرواتها الاقتصادية، وعرفنا كيمبس الأرجنتيني والساحر مارادونا قبل أن نعرف بأنها بلد بأربعين لغة، وبأن معنى اسمها أرض الفضة دون أن يكون بها أي فضة. كرة القدم لعبة جماعية حصدت بطولاتها العالمية الكبرى فرق معدودة، حققت الشهرة العالمية لبلدانها من خلال كرة قدم، انتبهت بعض البلدان إلى أن منافسة هذه المنتخبات الكروية هي عملية أشبه بالمستحيلة، لذلك لجأت للألعاب الفردية والاهتمام بها، فرد واحد يحقق ميدالية ذهبية في الأولمبياد، بينما فريق كرة قدم بكامل عدته وعتاده يحقق أيضاً ميدالية ذهبية واحدة، من منا لا يعرف جامايكا؟ أعرف أنها موطن يوسين بولت أسرع رجل على وجه الأرض، لاعب واحد حقق ميدالية ذهبية يتفوق على فريق كرة قدم حقق الميدالية الفضية، وفي الثمانينيات تعرفت على بلد اسمه رومانيا لأن لاعبة الجمباز الرومانية ناديا كومانشي حققت العلامة الكاملة كأول رياضية في التاريخ تحصل على هذه العلامة، كرة القدم رياضة ممتعة ومثيرة لكنها رياضة واحدة، بينما الألعاب الرياضية الأولمبية عددها 33 لعبة تتفرع إلى عدة أنواع في كل لعبة، لم يحقق المغرب أي ميدالية أولمبية في كرة القدم، لكنه حققها من ألعاب فردية حتى إن كانت في لعبة واحدة غير كرة القدم، حتى مصر وكل البلدان العربية التي اهتمت بكرة القدم حققت ميدالياتها القليلة من خلال ألعاب فردية، الرياضة بمفهومها الشامل تعني كل الرياضات، وعملية الاهتمام بكرة القدم فقط تعني أن الوضع الرياضي في البلد لا يسير بمنهج سليم ويفقد كفاءات أبنائه ويضيع إمكانيات أجيال، وقياس الاهتمام بالرياضة في أي بلد لا يقاس بالاهتمام بكرة القدم، بل في مختلف الألعاب، والبلد الذي يؤمن بأن النجاح بالمحافل الدولية الرياضية يخدم البلد وسمعته عليه أن يهتم بالرياضات الفردية أولاً، لأنها المقياس الرياضي الحقيقي لمستوى الاهتمام بالرياضة في كل بلد، الولايات المتحدة منتخبها الكروي ضعيف على مستوى العالم، لكنها تحقق المركز الأول في الأولمبياد، كذلك روسيا، وحتى بريطانيا التي تحقق دائماً مراكز متقدمة في الأولمبياد لم يحقق منتخبها الكروي شيئاً منذ 1966، لكن أفراد فرقها يحققون عشرات الميداليات في ألعاب القوى والألعاب المائية المختلفة في كل بطولة أولمبياد، بما يتفوق كثيراً عن كل ما يحققه كل العرب في نفس البطولة.
مشاركة :